لا يمر يوم واحد علي جنوب أفريقيا إلا وتحدث أي حالة سرقة أو حادث اصطدام سيارات، والغريب أن هذه الحوادث لم تكن علي المستوي الجماهيري فقط، بل إنها وصلت إلي بعثات المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم الحالية، حيث تعرض المنتخب اليوناني للسرقة، وقام أحد اللصوص بالاستيلاء علي مبالغ مالية من حقائب بعض اللاعبين هم أنجلوس خاريستاس و سوتيريس نينيس و جيورجيوس ساماراس الذين عادوا إلي مقر إقامتهم ليجدوا أكثر من 2000 يورو تم الاستيلاء عليها، وامتدت السرقة أيضا لعدد من الصحفيين الإسبانيين والبرتغاليين والصينيين في مرات مختلفة في جنوب أفريقيا أثناء قيامهم بتغطية أحداث البطولة، وقام بعض اللصوص بالهجوم عليهم وسرقة كل الأموال التي بحوزتهم، بالإضافة إلي الهواتف المحمولة والكاميرات، وقبل حادث سرقة المنتخب اليوناني وقع اصطدام سيارة بعد الحفل الذي أقيم في جنوب أفريقيا مساء الخميس الماضي أدي إلي وفاة زيناني مانديلا حفيدة الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا وهو ما جعل الأخير يتراجع عن حضور حفل الافتتاح الذي أقيم أمس الأول، ومن قبل هذا الحادث وقع حادثان لبعض السائحين المرافقين لبعثات منتخبات بلادهم لمؤازرتهم في كأس العالم. ولم تتوقف الحوادث السيئة عند هذا الحد، فقد أدي سوء التنظيم إلي وفاة عدد كبير من المشجعين، ووقع حادثان: الأول كان وقت مباراة نيجيريا وكوريا الشمالية الودية بعد تدافع الجماهير في أحد الأماكن بالاستاد، والثاني مساء الخميس الماضي في الحفل الذي أقيم بعد تدافع أيضاً بعض الجماهير.وتشتهر جنوب أفريقيا بضعف النظام الأمني فيها، حيث سبق وأن تمت سرقة المنتخب الكولومبي قبل انطلاق البطولة الحالية، كما أن المصريين تذوقوا مر السرقة في بلاد البافانا بافانا وقت بطولة كأس العالم للقارات العام الماضي وبعدهم تمت سرقة المنتخب البرازيلي. ورغم كل حوادث السرقة واصطدام السيارات وضعف التنظيم فقد قام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالموافقة علي منح جنوب أفريقيا شرف تنظيم أول مونديال في القارة السمراء مراهنا بذلك علي قدرة بلاد البافانا بافانا في تنظيم أهم بطولة كرة قدم في العالم، ولكن المؤسف أنه حتي الآن فشلت كل مراهنات مسئولي الفيفا علي قدرة جنوب أفريقيا في تنظيم المونديال، حيث يشكو عدد كبير من الإعلاميين الموجودين هناك من كل دول العالم من التنظيم السيئ والضعف الأمني لدرجة أن البعض هناك بدأ ينتابه الخوف والقلق من السير في شوارع الدولة السمراء.