كان لافتًا يوم الإثنين الماضى غياب عدد كبير من عمال غزل المحلة عن حضور لقاء المرشح الرئاسى حمدين صباحى. السؤال: لماذا؟ إجابة السؤال جاءت على لسان القيادى العمالى بالشركة، فيصل لقوشة، الذى حضر اللقاء واستمع لحديث صباحى مشيرًا إلى أن استهداف حمدين لعمال الغزل، ومدينة المحلة باعتبارها أكبر قاعدة عمالية بمصر، واجه عزوفًا عماليًّا لافتًا، ورجع ذلك إلى أن معظم العمال يعلمون جيدًا أن مصر تمر بمرحلة خطيرة، وتحتاج إلى قائد يمكنه النهوض بمصر من هذه المرحلة بسلام، لذلك لم يحضر مؤتمره كثير من العمال، وعلى الرغم من أن زعيم التيار الشعبى كان يتمتع يومًا ما بشعبية واسعة بين عمال المحلة فإنهم فضلوا أن يختاروا مصلحة مصر ممثلة فى شخص يمكنه النهوض بالبلد، على حد قول القيادى العمالى.
طرح صباحى خلال اللقاء عددًا من المحاور، الهدف منها الارتقاء بمستوى معيشة العمال، لكن مجدى أبو الفتوح، الناشط العمالى، قال إن صباحى قصد بزيارته المحلة التودد إلى العمال، ولم يهتم بالحركات الثورية والقيادات السياسية بالمحلة، وحاول كسب القيادات العمالية التى منحته أصواتها فى الانتخابات السابقة، لكنه لم يوفق فى مسعاه.
كان صباحى قد عقد مؤتمرًا جماهيريًّا بمدينة المحلة نظمه له أعضاء التيار الشعبى، وشباب حملة دعم صباحى رئيسًا للجمهورية، بقاعة الندوات بدار سينما غزل المحلة، وسط مشاركة محدودة من عدد من القيادات العمالية، ولفيف من رموز القوى والأحزاب السياسية، والحركات الثورية والشخصيات العامة.
واستهل حمدين مؤتمره بقوله: «إن دورنا هو بناء مصر المستقبل وتحقيق الاستقلال الوطنى فى كل قطاعات مؤسسات الدولة، خصوصا القطاعين العام والخاص، بموجب الاعتماد على خطتين، تتضمنان تنشيط الرواج التجارى داخل وخارج الوطن، بداية من السعى فى وضع إدارات جديدة تهدف إلى رفع كفاءة الإنتاج».
وأوضح صباحى أنه فى حال فوزه فى السباق الرئاسى سيحل مجالس إدارات الشركات القابضة، وذلك لكى يمنح الفرصة لتطوير مؤسسات وشركات الدولة، والعمل على زيادة ضخ الاستثمارات، وتوفير كل الإمكانات اللازمة للدفاع عن حقوق عمال شركتى غزل المحلة وشبين.
صباحى أكد فى كلمته أن المصريين وأبناءهم عانوا من ظلم نظام الخصخصة على يد حكومات الأنظمة السابقة فى عهد الرئيس المخلوع مبارك، وأعوانه، لافتًا إلى أنه لم يتهاون يومًا فى الدفاع عن حقوق شهداء الثورة ومصابيها، مستشهدًا بأن الدولة الناجحة هى التى تصل فيها مبادئ ثورتها إلى كرسى الحكم لقيادة الدولة، وفق معايير خالية من الفساد، وقادرة على محاربته.
وفى هذا السياق أعلن صباحى أنه سيصدر قانونًا لحماية المبلغين والشهود فى قضايا الفساد والرأى العام، دفاعًا عن حقوق الكادحين من أبناء الوطن، متطرقا إلى مشكلة شركة وبريات سمنود التى توقفت عن العمل، والتى تبلغ نسبة السيدات العاملات بها من إجمالى العمالة بالشركة نحو 70%، معظمهن يعُلن مئات الأسر، وهو ناقوس خطر يهدد أمن واستقرار الدولة.
صباحى استطرد بأنه سيعمل جاهدًا على أن تكون شركات القطاع العام قادرة على دعم الاقتصاد الوطنى ورفع كفاءتها، مؤكدًا أن دور الدولة هو رعاية حقوق العمال والسعى فى صرف أجورهم وحوافزهم الشهرية بمعدل مستقر، كما نوه بإمكانية ضخ الدولة أموالاً فى صورة قروض لدعم الشباب فى مختلف المحافظات.
زعيم التيار الشعبى أعرب عن استيائه من لجوء الدولة إلى استيراد القطن والغزل من دول مثل سوريا، وباكستان، وإندونيسيا، على الرغم من أن مصر تعد من أفضل الدول الزراعية، واضعًا مقترحًا بزراعة 300 ألف فدان بالقطن فى محافظات الصعيد لتزويد مصانع المحلة وكفر الدوار وغيرهما.
وأقر صباحى بأن لديه إمكانية إقامة وحدات سكنية لعمال شركة غزل المحلة، خصوصًا المحالين إلى المعاش، مشيرًا إلى أنه وضع خطة عاجلة للقضاء على مشكلات إسكان الشباب، ومواجهة أزمة البطالة، بموجب الاعتماد على دور رجال الأعمال والمستثمرين المصريين، والاستثمار الأجنبى الداعم للاقتصاد المصرى، وزيادة دخله القومى.
صباحى ختم كلمته بتأكيده أنه لن يكون هناك سجين رأى فى عهده، كما عاد وشدد على أن مواجهة الإرهاب، والتصدى لكل من يسعى إلى مواجهة مع رجال الشرطة، أو الجيش، أو الشعب المصرى، ضمن أولوياته لبناء مصر على خطى التنمية والديمقراطية.