قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إنه «لن ينكر أبدا حق اليهود بأرض إسرائيل». وأوضحت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أمس أن تصريحات عباس جاءت في لقائه قادة المنظمات اليهودية في الولاياتالمتحدة وفي مقدمتها لجنة الشئون العامة الأمريكية - الإسرائيلية «إيباك». ونقلت الصحيفة عن بعض الحضور القول «إن البعض لا يتفق مع عباس لكن الكلام الذي أدلي به كان مشجعا». وأشارت إلي أن اللقاء حضره 30 من قادة اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة والباحثين وأعضاء في الإدارة الأمريكية السابقة، وجري في «مركز دانيال أبرامز للسلام في الشرق الأوسط». وأشارت الصحيفة إلي أن عباس أدلي بحوار لمحطة أمريكية أكد فيه أنه «سمع من الرئيس الأمريكي أوباما أن لواشنطن مصلحة في حل الدولتين وهذه أول مرة يسمع هذه العبارة في واشنطن». وأضاف أنه علي الإسرائيليين الموافقة علي قضية حدود 1967 كأساس للمحادثات، وهناك إمكانية لإجراء تبادل مناطق معينة أو تغييرات طفيفة يوافق عليها الطرفان. وتابع أنه في حال واصلت إسرائيل النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، بما في ذلك القدسالمحتلة، فسوف تتم إعادة دراسة الوضع مجددا. ولدي سؤاله في المقابلة عن استعداد الفلسطينيين للقبول باتفاق لا يشمل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية، قال إن ذلك غير ممكن، وإن السلطة لن توقع علي اتفاق لا يشمل القدسالمحتلة. في الوقت نفسه دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما إسرائيل إلي المساعدة في تخفيف القيود المفروضة علي وصول المعونات الإنسانية إلي غزة عقب اقتحام قافلة معونات أسفرت عن سقوط قتلي، وتعهد أوباما بتقديم مساعدات بقيمة 400 مليون دولار للفلسطينيين. وكان أوباما قد استضاف عباس في البيت الأبيض الأربعاء ووصف الوضع في قطاع غزة المحاصر بأنه «لا يمكن أن يستمر،» ودعا إسرائيل إلي العمل مع جميع الأطراف من أجل إيجاد حل. ولكن أوباما الذي تبني نهجا حذرا لم ينضم إلي الإدانة الدولية الواسعة لإسرائيل بسبب مهاجمتها أسطول الحرية، ولم يدعم مطلب عباس برفع الحصار عن غزة. وقال أوباما للصحفيين بينما كان عباس يقف بجانبه في المكتب البيضاوي «الوضع الراهن الذي نواجهه غير مستقر منذ زمن بعيد». كما دعا إسرائيل والفلسطينيين إلي بذل مزيد من الجهد من أجل المضي قدما في المفاوضات غير المباشرة التي تتوسط فيها الولاياتالمتحدة وذلك في إطار سعيه لاحتواء التداعيات الناجمة عن مهاجمة قوات الجيش الإسرائيلي قافلة المساعدات التي كانت متوجهة إلي قطاع غزة. وتأتي زيارة عباس وسط ردود فعل دولية غاضبة علي ما قامت به إسرائيل بشن قواتها هجوما علي سفينة المساعدات التركية مافي مرمرة التي كانت متجهة إلي قطاع غزة في 31 مايو مما أسفر عن مقتل تسعة ناشطين أتراك. وحث عباس أوباما علي اتخاذ موقف أكثر تشددا مع إسرائيل. وقال عباس «نري أن هناك حاجة لرفع الحصار الإسرائيلي عن الشعب الفلسطيني». وأبدي أوباما من جانبه تعاطفه مع محنة الفلسطينيين في القطاع، ولكنه أصر علي أن أي حل ينبغي أن يلبي احتياجات إسرائيل الأمنية. وتقول إسرائيل إن الحصار المفروض منذ أكثر من ثلاثة أعوام ضروري من أجل منع تهريب الأسلحة إلي حماس، في حين يصف الفلسطينيون الحصار بأنه عقاب جماعي. وقال أوباما «ينبغي أن تكون هناك وسائل للتركيز فقط علي شحنات السلاح بدلا من التركيز بشكل عام علي وقف كل شيء... ومن ثم البدء بالتدريج بالسماح بمرور الأشياء إلي غزة،» مضيفا أن إدارته بدأت مناقشات جادة مع إسرائيل حول هذه القضية. وأبدي أوباما تأييده لإجراء تحقيق «موثوق به» لحادث قافلة المعونات قائلا إن من المهم «إخراج الحقائق إلي العلن». ولكنه لم يتطرق إلي الدعوات بإجراء تحقيق دولي مستقل. وأصرت إسرائيل من جانبها علي إجراء تحقيق بنفسها علي أن يشارك فيه خبراء أو مراقبون أجانب.