قرر المستشار عبد المجيد محمود النائب العام حفظ البلاغات المقدمة ضد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة وبعض العاملين بالهيئة بسبب إعادة طباعة ونشر مؤلف "ألف ليلة وليلة" والذي أشار المبلغون إلى انه يحوي العديد من العبارات التي من شأنها ازدراء الدين الإسلامي وخدش الحياء العام وكذلك الدعوة إلى الفجور والفسق وإشاعة الفاحشة . وانتهت النيابة إلى حفظ التحقيقات لعدم توافر أركان جرائم استغلال الدين في الترويج للأفكار المتطرفة وازدراء الأديان السماوية وإثارة الفتن ، وكذا نشر وعرض مطبوعات خادشة للحياء العام في محتوى "مؤلف ألف ليلة وليلة" . وجاء في أسباب الحفظ أيضا أن المؤلف التراثي محل البلاغ صدر منذ ما يقرب من قرنين من الزمان وأيدت طباعته مرارا ، وظل يتداول ولم تعترض الرقابة على المطبوعات عليه بحسبانه من كتب التراث ويبعد كل البعد عن فكرة انتهاك حرمة الأخلاق ومظنة إثارة الشهوات ، بل انه ينبىء عن طرائق قدماء الأدباء في التأليف والنظم الأدبية ، كما انه لم يكتب أو يطبع بغرض خدش الحياء . وأوضحت النيابة أن هذا المؤلف خليق بأن يكون موضوعا صالحا للبحث المنتج والدرس الخصب لكونه من قبيل الأدب الشعبي ومكونا أصيلا من مكونات الثقافة العامة ، وانه كان مصدرا للعديد من الأعمال الفنية الرائعة ، واستقى منه كبار الأدباء مصدرا لروائعهم . وأكدت النيابة أن الأسباب التي استندت إليها في حفظ تحقيقاتها سبق أن تناولتها المحكمة المختصة عام 1985 في القضية التي عرضت عليها ضد القائمين على طباعة ونشر هذا المؤلف في تلك الفترة ، وقضي فيها بحكم نهائي بالبراءة ، وأن البلاغ الحالي لم يأت بجديد ينال من هذا المؤلف . وكان المستشار هشام بدوي المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا التي أحيل إليها البلاغ من النائب العام لاتخاذ شئونها فيه قد تلقى مذكرة من وكيل اتحاد الكتاب العرب أشار فيها الى سبق تقديم بلاغات مماثلة منذ عدة سنوات عن ذات الوقائع للمحاكمة وقضي فيها بالبراءة . وكان المبلغون قد امتنعوا عن المثول أمام النيابة لسؤالهم في التحقيقات رغم إعلانهم عدة مرات بالحضور .