من منا لم يقرأ في تلك الملازم و الملخصات التي أمتلأت بصور المسجد الأقصى و أعلام فلسطين مع ذكر لأيه أو حديث يذكرك بالأخرة أو يدعوك لنافلة؟ أنهم التيار الإسلامي أو هكذا كانوا يسمون أنفسهم. هل جائِتك يوما بتطفل حنون لا يخلو من نبرة إستعلاء تنصحك بارتداء الحجاب أو ترك الإختلاط لأن ذلك فيه الخير الكثير و الأجر الوفير؟. و ربما تملكك الخوف و أنت ترى مظاهرة لهم داخل أسوارالجامعة تهتف "يا مبارك يا جبان يا عميل الأمريكان" في وقت كنت ترى أن مجرد ذكر مبارك بدون سيادة الرئيس مغامرة
حياة الإخوان الجامعية هي حياة مليئة بالغموض و الإثارة فهم هؤلاء الشباب أصحاب الشنبات (مع أن الشنب أنتهى فعليا في التمنيات) بيمشوا مع بعض و يذاكروا من بعض و يصوروا من كشاشكيل بعض. غالبا لو لقيت شاب إخواني ساب السرب و قرر يختلط بينا... ده مش حيستمر كتير... مش حيعرف... و غالبا مش حيقولك أنه إخوان. و لازم يكون من ورا وجوده في وسطنا مصلحة... يا اما توصيل معلومة.. يا اما الحصول على معلومة يا اما إستقطاب حد فينا عشان يخش الجماعة.
من الصعب أن تجد طالب إخواني غير متفوق... فالتفوق بالنسبة لطلبة الإخوان مهم جدا... مش عشان يلاقي فرصة عمل لما يتخرج... دي غالبا مضمونة.. لانه حيشتغل في شركة يملكها إخوان أو أصدقاءه الإخوان في الشركات العادية حيزقوا السي في بتاعه عندهم... تفوق الطالب الإخواني جاي من خلفية دينية.. فكل شئ عند الإخوان بنية... التعليم بنية.. التفوق بنية...حتى المعصية عندهم ب نية. لذلك تجد كثير من طلبة الإخوان يُعيَنون مُعيدين في الكليات و يتدرجون بشكل سلس في سلم التدريس حتى يصلوا إلى درجة دكتور جامعة و أغلبهم متفوق و دمث الخلق و عادل.. و هو شئ نادر في دكاترة الجامعة..لا يصل الإخوان إلى درجة عميد أو رئيس الجامعة لأن تعيين تلك المناصب الحساسة (و مش عارف حساسة ازاي يعني) يًستأذن فيه أمن الدولة. و من ناحية أخرى يُعتبر الطالب الإخواني المدبلر عار على شباب الجماعة لانه خذل ناس كتير حواليه و عطل المشروع الإخواني الكبير.
يحاول طلبة الإخوان في الجامعة أسلمة الأشياء.. فتجد على سبيل المثال المسرح الإسلامي الذي يعرض أشياء لا تخالف الشرع من وجهة نظرهم و يحضرها شباب الإخوان أو اللي مش إخوان بس متعاطف معاهم.. و التعاطف هنا مش سياسي على قد ما هو تطيب خاطر للممثلين الغلابة اللي بيبذلوا جهد كبير عشان تضحك أو تعيط..... و لا عجب في ذلك.. فالإرث الإخواني الفني و الأدبي خالي من المبدعين.. ماعدا سيد قطب الذي يعتبر منطقة رمادية للإخوان.. فسيد قطب كان يمتلك حس أدبي راقي و هو ما جعل تفسيره المبدع "في ظلال القرأن" محل جدل بين كثير من العلماء... و لأن أغلب الجماعات المسلحة تعتبر كتابات سيد قطب في أخر أيامه مصدر إلهام...تجد جماعة الإخوان تقف دائم بين بين في نسب الرجل لها أم التبرأ منه.
خروجات شباب الإخوان
لا تختلف خروجات شباب الإخوان عن خروجات الشباب بشكل عام إلا في تركيبة المجموعة من حيث الإختلاط المحدود (و الإختلاط هنا يعني إختلاط الرجال بالنساء و إختلاط الإخوان بغير الإخوان ) و أن يكون المكان لا يقدم الخمور و ليس فيه رقص أو أقوال و أفعال تخدش الحياء العام.,..ففي خروجة الإخوان غالبا لن تسمع سباب أو أقوال قبيحة. و لو حاول الإخواني يعمل صايع بتخونه إمكانياته و غالبا أفيهاته بيبقى دمها تقيل.
كما يجب أن يكون المكان مملوك لشخص أخواني أو ناوي يبقى إخواني أو الإخوان ناويين يخلوه إخواني. و في السنوات العشر الاخيرة دخلت الجماعة بيزنس الترفيه بقوة ... و أمتلكت فرانشيز لكافيهات إيطالية فخمة و مطاعم أمريكية شهيرة.. و لولا حالة الكراهية التي يعيشها المجتمع الأن لسردنا بعض أسماء تلك المحال
نوع الخروجة أو نية الخروجة بتتغير حسب تركيبة المجموعة, فلو في عضو مستقطب و كول... فلازم نثبت له أننا كول كمان و أن الحياة معانا مش بتخوف و شبه الحياة برة...و يروحوا يلعبوا كورة أو يعملوا باربكيو و يسافروا الساحل...و طبعا لن تخلوا الخروجة من الصلاة و جلسة جماعية قبل المغرب عشان يقولوا الأذكار... و لو العضو المستقطب ده عايز دين بس و مش عايز باربكيو.. فنديله دين... و تكون الخروجة لمساجد الإخوان و الدروس عند شيوخ الإخوان اللي لازم يكونوا شباب و عصريين و بيهزروا كتير (و ساعات بيأفورا) و من أشهر هؤلاء عمرو خالد الشاب العصري الشيك (نسبيا) أبو دم خفيف (نسبيا برده) صاحب اللغة العامية السهلة على عكس الصورة النمطية عن شيوخ الأزهر المكلكعين أو شيوخ السلفيين المتشددين. ثم ظهر خالد أبو شادي الذي يعتبر محاولة لإستبدال عمرو خالد المتمرد على الجماعة في أواخر 2002 و المحظور على شبابهم و مستقطبيهم... ثم صفوت حجازي و الرائع راغب السرجاني... و الأخير أبدع في سرد السير التاريخية المعقدة بأسلوب سهل و مميز... و رغم كل تلك الأسماء إلا أنهم لم يستطيعوا أن يسدوا فراغ عمرو خالد و الخروجة الدينية