واختلطت عيون المياه الطبيعية بها بمياه الصرف الصحي البوابة التاريخية التي أزيلت قبل زيارة سوزان مبارك تعتبر منطقة السيليين أشهر المناطق السياحية في الفيوم بسبب وجود عيون السيليين والشاعر الطبيعية والتي يستخدمها الناس للاستشفاء، وقد زارتها السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس الأسبوع الماضي لافتتاح معرض الصناعات البيئية بها واستبشر المواطنون خيرا بزيارتها واستعدوا لتحول المنطقة من الإهمال إلي الاهتمام وحل مشاكل السكان المزمنة ولكن ما حدث هو العكس تماما. ففي إطار الاستعداد للزيارة قام محافظ الفيوم بهدم البوابة التاريخية الموجودة في مدخل المنطقة السياحية والتي اشتهرت بها المنطقة، وكانت عبارة عن مجسم للسواقي عمره أكثر من 60 عاما، وقيل إنه سيتم استبدالها بنافورة ولكن لم يتم عمل شيء،كما تم عمل أرصفة بالقرية رغم ضيق الشوارع مما أدي إلي تضييق الطرق، كما تم حبس سكان القرية البالغ عددهم أكثر من 20 ألف نسمة في منازلهم ولم يسمح لهم بالخروج لحين انتهاء الزيارة. وتعاني القرية مشكلة قلة المدارس حتي إن المسئولين عن التعليم فكروا في عمل فترة ثالثة لاستيعاب أبناء القرية، أما مشاكل الري فقد تسببت قلة مياه الري وندرتها في انهيار محصول المانجو هذا العام حتي اضطر المزارعون إلي عمل طلمبات في الأرض تتكلف الواحدة أكثر من خمسة آلاف جنيه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المحصول الذي يعد مصدر الدخل الرئيسي لغالبية سكان القرية. وبالرغم من توافد آلاف الزائرين علي المنطقة أسبوعيا فإنها تفتقر إلي وجود أي مراكز صحية أو حتي مجرد وحدة إسعاف، وبالرغم من نضوب مياه عين الشاعر الطبيعية بعد إنشاء مصنع لتعبئتها بتكلفة أكثر من 5 ملايين جنيه في الثمانينيات، فإن التقارير أثبتت اختلاط المياه بمياه المجاري وتوقف المصنع عن العمل منذ أكثر من 20 عاما ولا يزال مكانه كما هو لم يتم استثماره أو الاستفادة منه في أغراض أخري . أما الأمر الأخطر فهو أن القرية يقسمها نصفين مصرف بحر العلوي والذي وعد المسئولون بتغطيته منذ سنوات نظرا لخطورته علي الصحة العامة، حيث يلعب الأطفال في مياه الصرف طوال النهار ولكن ذهبت الوعود هباء ولم يتم عمل أي شيء بل يعاني الأهالي الأمرين في منع أبنائهم من السباحة في مياه المصارف والمجاري التي أحيانا ما تقوم ربات البيوت بغسل أوانيهن فيها وعانت القرية وسكانها قبل زيارة حرم الرئيس وزادت المعاناة بعد زيارتها ولكن المشكلة الحقيقية التي تؤرق أهل القرية هي نقل المدرسة الابتدائية إلي مجمع المدارس خوفا علي حياة الأطفال من وجود مدرستهم علي الطريق والذي يحصد كل يوم أرواح الأطفال الأبرياء نظرا للسرعات الجنونية علي الطريق الضيق وغياب أي رقابة مرورية عليه.