في 8 أكتوبر 1976 ، وبعد أن أنتصر المصريون في العام 1973 على العدو الصهيونى ، صدر قرار من الرئيس الراحل محمد أنور السادات بأعتبار الثامن من أكتوبر من كل عام عيداً للفن في مصر . لإيمانه بدور الفن كرسالة تُشكل وجدان الانسان وتحيّ تراثه الذى تمتد جذوره من هذه الأرض الطيبة التي نعيش عليها ، من تراثها .. من قيّمها .. من تاريخها .. من وجوه ناسها .. من قلوب شعبها المُحبه للخير والسلام والجمال .
كانت مصر عبر سبعة آلاف سنة مهد الفنون ، كانت مهد أول حضارة في هذا العالم ، وزيارة واحدة للمتحف المصري كفيلة بأثبات ذلك ، وأثارنا مازالت شاهدة على ذلك ، عرفنا الموسيقي ، والفن التشكيلي والكلمة والحكمة والشعر وكل ألوان الفنون .
وبعد أن توقف الاحتفال بعيد الفن لأكثر من 33 عاماً ، سيعود المصريين للاحتفال بعيد الفن من جديد في 13 مارس من العام 2014 .
وبعد محنة بل محن تعرضت لها مصر وشعبها وفنها وتراثها وتاريخها كله ، و احتفالاً واحتفاءاً بهذا الحدث الهام ، والذى إن دلل على شيئ فأنه يدل على إدراك الدولة أخيراً لأهمية الفنون في إصلاح ما أفسدته السنوات الماضية والسابقة على هذا التاريخ .
نريد أن ينطلق الفن بلا قيود ، نريد أن يأخذ فنانونا وفناناتنا مكانتهم كاملة تحت الشمس وأن يبدعوا فنوناً بلا قيد ، وبلا حد ليستطيعوا أن يساهموا في اعادة بناء الانسان المصري وإستعادة هويته وشخصيته بعد أن تم تجريفها.
نريد أن تتسم أعمالنا الفنية في المرحلة المقبلة بالضخامة والغزارة ، لنتمكن من أن نغزو بها العالم ثقافياً ، مهما تكلف الأمر فلا أغلى من أن يكون الفن المصري هو الدبلوماسي الناطق باسم مصر في العالم كله .
نريد أن تتدخل الدولة لكي تقدم الأعمال الضخمة الكبيرة أو تشارك القطاع الخاص حتى فما الذى يمنع ذلك !؟ .
عندئذ سنعيد لأبنائنا وأجيالنا من بعدنا قيماً كادت تُنسي ، سنعيد لشعبنا حياة مُشرفة ، هادئة ، جميلة ، يُجمّلها الفن ويضع لها ألواناً جديدة زاهية ، في موسيقاه ، في أدبه ، في فنه التشكيلي ، في غنائه ، في السينما ، في المسرح .
نريد للفنان والمُبدع المصري أن يتساوى مع جميع فناني العالم في كل حقوقهم ،في العناية بهم وتكريمهم ، فهم مسئولون عن تشكيل الحس الجمالي وتأصيل قيّم ومعانى الحق والخير والحب والجمال في وجدان الاجيال القادمة ، نريد لأبنائنا أن يستمتعوا بكل لمحة فنية في تكوين ضمائرهم ووجدانهم .
نريد أن يعتادوا الطرب للقصيدة وللكلمة الحلوة وأن يطيب لهم الاستمتاع بالانغام الجميلة .. فالفن يريد تهذيب الوجدان والشعب يريد إستعادة قيّم الحب والحق والخير والجمال .