أبقت على القرعة الهيكلية.. وقيدت ترشح أسقف الإبراشية ووسعت قاعدة الناخبين تعديل لائحة اختيار بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صداع فى رأس الكنيسة منذ ما جاء البابا شنودة فى 14 نوفمبر 1971، إلى الكرسى المرقسى، وزاد الجدل حولها فى الأعوام الأخيرة من عمره، بعدما قام التيار العلمانى بمناقشة تعديلها، ففى مؤتمراته عامى 2006 و2007 وبسبب المعاناة التى وجدتها الكنيسة فى اختيار البابا 118 بعد نياحة البابا شنودة قام الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة وقائمقام البابا، بالحصول على توقيع المرشحين الثلاثة الذين وصلوا إلى القرعة الهيكلية على إقرار بتغيير اللائحة فى العام الأول لحبرية مَن سيصل إلى الكرسى.
البابا تواضروس عقب اختياره تعهد بتغيير اللائحة، وقام بمد عمل لجنة الترشيحات التى تولت الإشراف على الانتخابات الباباوية لتقوم بتعديل لائحة 1957. «التحرير» حصلت على بعض النصوص التى قامت اللجنة بتعديلها وعرضتها على المهتمين بالشأن الكنسى والذين أبدوا استياءهم من المشروع المقدم واعتبروه لم يقدم كما هو مأمول.
أبرز ما جاء فى اللائحة الإبقاء على القرعة الهيكلية وإجراؤها بين المرشحين الثلاثة الأعلى فى عدد الأصوات، وتم النص على ذلك فى المادة (2)، بينما منعت المادة الرابعة قائمقام البابا من الترشح بعد قبوله المنصب حتى لو تخلى عنه، ونصت المادة (7) على الترشح للكرسى لمن هو راهب أو أسقف عام أو أسقف دير، وقيدت ترشيح أسقف الأبروشية، وكان نص المادة: «يشترط فى من يترشح للكرسى البطريركى: أن يكون مصريًّا قبطيًّا أرثوذكسيًّا من أبوين مصريين قبطيين أرثوذكسيين وأن يكون كامل الأهلية المدنية، وأن يكون من طغمة الرهبنة المتبتلين الذين لم يسبق لهم زواج سواء كان راهبًا أو أسقفًا عامًا أو أسقف دير، وأن تتوافر فيه جميع الشروط المقررة فى القوانين والقواعد والتقاليد الكنسية. وفى جميع الأحوال».
منسق التيار العلمانى القبطى كمال زاخر، قال إن المشروع المقدم «التفاف على القوانين الكنسية»، مضيفا: «واضح أن هناك ضغوطًا مورست من أصحاب المصالح لتمرير هذه اللائحة»، موضحًا أنه فى المجمل هذه اللائحة لم تقدم كثيرًا ولا قليلًا، وما تمت معالجته عبارة عن معالجات سطحية لا تمس جوهر التعديل الذى كانت ينتظره الناس.
زاخر أوضح: «سيظل الأمر على ما هو عليه لحين صدور لائحة فى ما بعد أيًّا كان وقتها، يتحقق فيها التقليد الكنسى الذى يؤدى إلى نهضة كنسية حقيقية، ولفت إلى أن ما حدث هو تغيير للشكل وليس فى المضمون، مضيفًا: «حسب معلوماتى أنه ستعرض على المجمع فى اجتماعه العام فى يوليو القادم ولن يتم إقرارها خلال هذا الاجتماع، ونأمل فى أن تكون هناك فرصة لإعادة النظر».
الباحث فى الشأن الكنسى الكاتب الصحفى سليمان شفيق، أشار إلى أن هذه اللائحة مجرد ترقيع للائحة قديمة وأن أغلبية الذين يدلون بأصواتهم هم الإكليروس، وأضاف: «فوفق ما قاله سابقًا البابا شنودة، فإن هناك ما لا يقل عن 100 ألف خادم»، موضحًا أن لائحة 1957 كانت فى ظل الثورة الصناعية، والآن هناك ثورة الاتصالات، وقال: «نختلف دائمًا على عدد الأقباط وهم لن يقلوا عن 10 ملايين قبطى، منهم أكثر من 5 ملايين شاب وأكثر من ربع المليون خادم»، موضحًا أنه طالما ذكرت كلمة الشعب «فعلينا تقديم رؤية جديدة لمجمع الناخبين»، أو يتم اختيار البابا من داخل الأساقفة بواستطتهم كما يحدث فى روما وتنتهى الأزمة.
الباحث فى الشأن الكنسى لفت إلى أن البابا ليس للإكليروس فقط، ولا بد من توسيع قاعدة الناخبين من العلمانيين ولا يجب أن يعاملوا على أنهم درجة ثانية، وأوضح أن القرعة الهيكلية بشهادة أسقف البحث العلمى المتنيح الأنبا أغريغوريس، وكما ذكرت الدكتورة إيريس حبيب فإن «القرعة الهيكلية بدعة يهودية ولم تظهر إلا مع اختيار متياس بديل يهوذا الذى خان المسيح».