للمعاناة قسوة ولكن أكثر المعاناة قسوة هى معاناة الأم من أبنائها لأنها حملت وولدت وأرضعت وسهرت الليالى من أجل الرعاية والتنشئة ثم لا تجد من أبنائها غير العقوق وهى حائرة بين عقابهم وبين معاناتها وكلا الخيارين صعب وهاهى مصر تعانى من أبنائها.. لقد كان خبرا مؤلما بل قاسيا بل يجعل الإنسان يحار فى فهم ما حدث .. وقل لى بالله عليك من هو هذا المخبول الذى وافق للحبشة على بناء سدود على النيل دون دراسات فالخبر يقول أن الحبشة لديها موافقة من أحد أبناء مصر " بالقطع هذا الابن الغبى أو هؤلاء الأبناء يعملون فى جهة أعطت هذه الموافقة ".
هل هو وزير الرى الأسبق محمود أبو زيد أم هو وزير الزراعة الأسبق ولأن الموافقة قد جاءت إبان حكم اللاهى العابث مبارك .. لذا كان السؤال هل علم مبارك وصمت كعادته .. لكم سمعنا من إبنه جمال أن تحلية المياه أفضل من مياه النيل ؟! هذا المخبول الذى اتهم بالفساد لا يعى ما يقول.
لقد قرأت فى إحدى الصحف أن الدكتور محمود أبو زيد وزير الرى الأسبق عندما أقاله مبارك صرح قائلا إذا كان سيتم إقالتى فلابد أن يسبق ذلك إقالة وزير الزراعة تاجر القطن أمين أباظة .. هل وافق أمين أباظة ومحمود أبو زيد للحبشة على أن تقيم السدود ، أباظة من أصل تركى ولكنى لا أعلم أصل محمود أبو زيد .. إذا كان الأمر كذلك .. فإننا نرى يوسف والى ذو الأصل اليهودى قد دمر الزراعة فى مصر بالبناء على الأراضى الزراعية وكذا دمر صحة المصريين بالمواد المسرطنة لأنه من أصل يهودى ..
إن من وافق للحبشة حتى وإن كان مبارك قد أهمل إهمالا جسيما بمقتضيات وظيفته وأضر بالأمن القومى المصرى وهذا ما يجب فتح تحقيق فورى فيه ليس من باب الأوراق " المتستفة " ولكن من باب عقاب الفاعل .. لأن ما تحتج به الحبشة الآن أن لديها موافقة .. يريد الشعب أن يعرف .. كيف منحت هذه الموافقة وهل هى مشروطة أم غير مشروطة .. وعلى أى معايير أو مواصفات تم منحها .. ومدى مخالفة ذلك للإتفاقية الخاصة بدول حوض وادى النيل ونسب المياه لكل دولة .. هذا أمر جلل يفوق الخيال .. ومن وافق عليه قد عمل لصالح إسرائيل أولا وعمل على دمار مصر ثانيا.
ياسادة على مثل هذه الأشياء يكون العقاب والأمر هنا لا يحتاج لتشكيل لجان فنية كما حدث فى قضية تصدير الغاز لإسرائيل لأن اللجان غالبا ما تأتى من خارج الواقع المتصل بالموضوع وهى بهذا يمكن تضليلها أو إستقطابها كما حدث فى قضية الغاز .. وإن جاءت من الداخل فهى صاحبة مصلحة فى إخفاء الحقائق لأن الداخل ربما يكون جزء من تبديد أموال الشعب.
النيل ومياهه ليس لعبة يلعب بها الخائنون والقضية محدودة جدا .. هناك موافقة للحبشة على بناء سدود والآراء الفنية تقول أن هذه السدود ستقضى على مياه النيل .. وهذه هى النتيجة أو التأثير .. وهناك إتفاقية دول حوض وادى النيل فإذا كانت الموافقة على بناء السدود تتعارض مع إتفاقيات دول الحوض هنا تمكن الجريمة ثم لماذا فى قضية مثل هذه لم يعرض الأمر على مجلس الشعب والإعلام ويطرح للدراسة .. لماذا كانت الموافقة بليل ؟!
هذا يلخص الجزء الأول من عنوان مقالى : من الذى وافق .. وليت المدافعين عن مبارك يعتبرون مما فعل فى أيام حكمه ..
الجزء الثانى من العنوان وهو لماذا أتى؟ أقصد به وفد الكونجرس الأمريكى برئاسة رئيس لجنة المخابرات؟! .. حضور هذا الوفد جاء متلازما مع أمرين هامين حدثا فى الوقت الحالى .. الأمر الأول هو محاكمة المعزول وجماعته فى التخابر مع دول أجنبية ثبت ضلوع أمريكا وألمانيا وانجلترا فيها وقد صرح وزير خارجية أمريكا منذ أكثر من شهر أن معاقبة الجماعة والقضايا ضدها تثير الإنقسام فى مصر.
الأمر الثانى الذى جاء قبل زيارة وفد الكونجرس هو زيارة المشير السيسى ووزير الخارجية المصرى لروسيا ونجاح الزيارة بكل المقاييس.
هل جاء وفد الكونجرس لمحاولة إيقاف قضية التخابر لأن أمريكا ودول أوروبا ضالعة فيها وهذا أمر يرجحه تصريح وزير الخارجية الأمريكى وأيضا يرجحه أن رئيس وفد الكونجرس هو رئيس لجنة المخابرات.. أم أن الوفد قد جاء لكى يطلب من مصرالبعد عن روسيا .
وفى كلا الحالين فإن أى ترضية لأمريكا ستفقد الرئيس المصرى الحالى مصداقيته أمام الشعب وكذا الوزارة وكذا المشير السيسى .. وستعنى ترضية أمريكا وأوروبا أمران لا ثالث لهما .. أنه لا إحترام للقضاء ولا أهمية للتخابر على مصر .. وأيضا سيثبت ذلك أن إرادة مصر لم تتحرر.
ياسادة نريد عدم التدخل فى عمل القضاء ونريد تحرير إرادة مصرر ونريد المصداقية ، وإذا خرج رئيس الدولة أو رئيس الوزارة أو المشير السيسى وأعلن بعضا من كواليس الزيارة .. فإن الشعب المصرى كله سيقف وراءه فى هذا القرار ، أنه لا ترضية لأمريكا فى قضية التخابر أو فى تعاملنا مع روسيا حتى نثبت أن إرادتنا قد تحررت.
تعاملنا مع أمريكا لمدة 40 سنة أثبت أنها تزيدنا فقرا وتدمير وإضعاف لجيشنا والحفاظ على تفوق إسرائيل، وتعاملنا مع روسيا فيه السلاح الذى حاربنا به فى 1973 وفيه السد العالى والتصنيع الذى استمر لسنوات طوال والفارق واضح.
والآن إلى صاحب الأقنعة المتعددة الذى إذا حدث كذب " محمود سعد " : قام ببث حلقتين من برنامجه بعد عودته من لندن.
فى الأولى يصرخ ويمثل أنه يبكى بسبب السيدة التى صوروها فى المستشفى وفى يديها الكلابش .. رأيناه يتباكى عليها علما بأنها رهن الحبس منذ أكثر من 40 يوم ولكنه لم يحرك ساكنا سواء قبل سفره للعلاج أو بعد عودته ثم فجأة يكاد أن يبكى عليها .. وله عندى هذه التساؤلات.
لماذا لم تبكى يوما على من قتل من أبنائنا من الشرطة والجيش بدم بارد وذبحوا فى سيناء .. ولماذا لم تتباكى لهذه الدرجة على المدنيين الذين قتلوا فى حادث المنصورة وفى حوادث إرهابية آخرى .. ثم هل قرأت عن أن زوجها أبلغ الشرطة عن النشطاء الذين إستغلوا زوجته .. ثم هل قرأت عن تصريح المحامى الذى تولى القضية وقال أنه حرر لها محضر مع جماعة سيدات من الإخوان .. لحساب من تلعب يا سيد محمود.
أمر آخر لماذا تركز على الإنقسام فى صفوف تمرد وتفرد للفرقاء مساحة من برنامجك ثم لماذا تساعد على زيادة الفرقة ثم بأى حق تصرخ قائلا هذا الشعب لن يذل مرة آخرى ومن أنت حتى تتحدث بإسم الشعب .. ومن الذى يذله .. وإلى أى شئ ترمى .. هل تريد إشعار الناس أنهم سيقيمون تحت طائلة ذل مثل ذل مبارك مرة آخرى ..؟! ماذا تبغى من ذلك؟ كل من أقابلهم يؤكدون أن النفاق بادى على وجهك وفى حديثك ..الشعب فهمك أنت.
ثم أراك تركز على قضية الولاد والبنات الذين ماتوا فى عاصفة ثلجية فى سيناء وأراك صائحا لماذا تقطع الإتصالات " لا يا شيخ " ولماذا لا تمهد الطرق " لا يا شيخ " ولماذا لا تراقب الجهات المعنية "لا يا شيخ".
أمريكا يا محمود حتى الآن تقوم فيها الأعاصير والعواصف الثلجية وتقتل المئات ثم لماذا لم تصرخ هكذا أيام مبارك وكنت تأخذ الملايين من وراء تليفزيون الدولة.
يا محمود نصلح المستشفيات والطرق أم نصلح جبل سيناء .. ثم لماذا لم تبكى على سائق أتوبيس السياحة والسياح الكوريين .. شكلك بقى وحش .. وظهرت على حقيقتك .. ثم تقول لماذا يقول بيان المتحدث العسكرى عزاءنا للشعب المصرى .. الجيش جزء من مصر .. يا محمود أفندى من حق أى مصرى أن يعزى باقى المصريين فى أى كارثة مصرية.
يا محمود أنت قلت فى التليفزيون أنك لا تحب أباك .. ولم تكن تحبه يوما .. وأنك تحب أمك فقط .. يومها قلت أنك من البحيرة أصلا .. ورأيتك وسمعتك وأنت تقول هذا .
من يكره أباه فى عرفنا مثل إبن الحرام .. نغضب من أبائنا ولكن نحبهم ولا نكرههم .. وأنت تكره أباك لأنك عاق .. وعاق أبويه يمكن أن يلعب من أجل المال لصالح الأمريكان .. لا سامحك الله.