الستات عايزين إيه بالظبط؟.. هذا ما لا ينبغي علي الرجال أن يحلموا بمعرفته.. لسبب بسيط جداً جداً جداً.. أن السيدات أنفسهن مش عارفين همه عايزين إيه بالظبط.. إذن كيف سوف يعرف الرجال؟.. لهذا.. ليس للأوبشن الذي وجد «ميل جيبسون» نفسه يمتلكه والمتمثل في استطاعته الاستماع إلي ما تفكر فيه السيدات تلك الأهمية التي نتصورها.. حيث إنك بعد أن تستمع إلي تفكير سيدة تري أنها معجبة بك.. بينما تحاول في نفس الوقت التأكيد لك أنها ليست معجبة بك ولا حاجة فهذا ليس أوبشن بقدر ما هو ديفوه وتمثيل وإبراز لتناقض مرضي يستاهل العلاج النفسي.. تماماً مثلها مثل سيدة قد تلمح عينيها من خلف نقابها الأسود القاتم وهي تنظر بحقد وحسرة وكبت إلي سيدة أخري ترتدي ملابس عادية ومبهجة ومحترمة برضه ومش منحلة ولا حاجة.. وقتها لن تكون محتاجاً إلي الاستماع إلي ما تفكر فيه علي أساس أنه واضح تماماً من نظرة عينيها المسكينة والمريضة والمكبوتة.. إذا أضفنا إلي ذلك أن تلات تربع الصراع الدرامي الكوكبي الأزلي بين الرجل والمرأة قائم في الأساس علي عدم معرفة كل طرف فيهم لما يفكر فيه الطرف الآخر وعلي عدم فهم كل طرف فيهم ما الذي يريده بالظبط الطرف الآخر.. سوف يتأكد لنا أن أوبشن معرفة ما الذي تفكر فيه السيدات ليس أوبشن بقدر ما هو لعنة.. لعنة جميلة أي نعم.. ولكنها في النهاية لعنة.. حيث إنه لن يمنحنا سوي إفساد تلك الصورة الجميلة التي نرسمها للسيدات في خيالنا ككائنات جميلة ورقيقة وملائكية.. تلك الصورة التي كثيراً ما تفسدها المرأة الجميلة بمجرد استماعنا إليها وهي تتكلم.. فما بالكم بقي باستماعنا إليها وهي تفكر؟!.. لهذا أعتقد أن أوبشن القدرة علي الاستماع إلي ما تفكر فيه السيدات ليس مفيداً سوي في حالة واحدة فقط.. وهي الحالة التي لن أذكرها.. علي أساس إنه متهيألي إنكم كلكم عارفينها كويس.. ولا إيه؟