يزداد عدد قنوات المسلسلات مع الوقت، وبالتالي تزداد الاختيارات بالنسبة للمشاهد، ومن الطبيعي أن تحاول كل قناة التميز عن غيرها، ولكن من المفترض أن يكون هذا التميز والاختلاف للأفضل وفي أشياء يمكن أن يتم تطويرها في القناة، إلا أن قناة المسلسلات «أوسكار دراما» قررت الاختلاف بشكل يدعو للاستغراب والتعجب وربما الاستفزاز، فبدلاً من أن تغير القناة ال «لوجو» الخاص بها، أو شعارها، أو حتي موسيقي الفواصل، أو أسلوب عرض مواعيد المسلسلات.. قامت القناة بوضع صور شياطين وعفاريت علي صور الممثلين عند الخروج لفاصل إعلاني أو الرجوع من فقرة إعلانية، مثلما حدث في فواصل سيت كوم «راجل وست ستات» وإعلاناته أيضاً، حيث يتم عمل عين كارتونية تخرج من وجه مها أبو عوف وصورة شيطان بشعة علي وجه الممثلة الراحلة زيزي مصطفي، ولا تستطيع أن تفهم ما سبب المزج بين الكارتون والرعب في إعلان لمسلسل واحد وكوميدي! إلا أن هذه الفواصل تبدو وكأنها تجربة لبرنامج من برامج الكمبيوتر علي وجوه الممثلين بطريقة عشوائية وغير محترفة، بدون خطة تغيير شاملة للقناة وليس لها أي علاقة بقناة مسلسلات من المفترض والطبيعي ألا يكون لها أي علاقة بالكارتون أو الأفلام الرعب، وليس من المفترض أيضاً أن يتم وضع صور شياطين، فهذه الفكرة تبدو وكأنها تقليل من الفنانين أو استهزاء بهم، خاصة أنها غير مطبقة علي كل المسلسلات المعروضة في القناة.. علي الأقل لعدم وجود تمييز، فهناك مسلسلات تم استثناؤها من هذه الفكرة، وأيضاً برنامج «حيلهم بينهم» الذي يعرض علي القناة. أما في إعلانات وفواصل مسلسل «سوق الخضار»، فتم عمل مؤثرات رعب أيضاً، ولكن بشكل مختلف، فلم يتم التركيز علي ممثل معين، فقد اكتفي صاحب الفكرة العبقرية بتحويل الصورة لأبيض وأوسود وعمل مؤثرات عليها مثل الرعد والبرق لتصبح وكأنها فيلم رعب أجنبي.. وكأن هذه الصور تم تركيبها لتطفيش الجمهور من مسلسلات معينة مثلاً، والكارثة أنه إذا كانت هذه مجرد تجربة للفكرة وسيتم تعميمها في القناة، فستصبح المنافسة بين قنوات المسلسلات في الصور الأبشع التي يتم تركيبها علي صور الممثلين لتصبح مجرد مقلب! متناسين هدفهم الأساسي والشكل الذي يجب أن يظهروا به للجمهور الذي يبدو أن قدره أن يصبح فأر تجارب.