تترقب الأوساط السياسية في غزة ومصر وإسرائيل وصول قافلة كسر الحصار الأوروبية «أسطول الحرية» التي انطلقت أمس الأول من تركيا ومن المتوقع أن تصل إلي ميناء غزة يوم الجمعة القادم. واستبقت إسرائيل وصول القافلة بالإعلان عن منعها من وصول أسطول الحرية إلي غزة بحرا وتوجيه التهديدات المباشرة للأسطول المكون من تسع سفن بحرية. ولم يتوقف التهديد الإسرائيلي عند حد منع الأسطول من دخول غزة بل ساومت المسئولين عنه وحكومة غزة بإطلاق سراح الجندي الاسير جلعاد شاليط، حيث أكد "وزير الرفاه الاجتماعي" الإسرائيلي يتسحاق هرتسوج موقف حكومته الرافض السماح بدخول "أسطول الحرية" إلي قطاع غزة، مشترطاً التعهّد بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير لدي المقاومة الفلسطينية جلعاد شاليط، مقابل السماح لهم بدخول القطاع. من جانبه كشف الدكتور محمد البلتاجي- عضو الكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر- عن أن أسطول السفن المتوجه إلي غزة يهدف الي كسر حصار القطاع عن طريق الدخول إليه عبر شواطئه لا بريا عبر الحدود مع مصر أو الأردن أو بحريا عبر لبنان. وقال «البلتاجي» في تصريحات ل «الدستور» من مدينة أنطاليا التركية أمس: "الجديد أننا مصرون علي الدخول إلي غزة رأسا عبر شواطئها". وردا علي إعلان إسرائيل أنها ستتعامل عسكريا مع القافلة، قال البلتاجي: "نحن نضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته ومصرون علي الوصول الي القطاع عبر شواطئه". وتابع البلتاجي أن الأسطول لا يحمل مساعدات يرغب في إدخالها للقطاع، ولكن الأسطول يحمل مواد بناء؛ أسمنت وحديد تسليح. وأضاف البلتاجي أن الأسطول يتكون من 3 سفن تركية وسفينتين بريطانيتين، وسفينة أيرلندية وأخري يونانية، وجزائرية وكويتية، ليصل عدد السفن المشاركة في الأسطول إلي 9 سفن. وقال البلتاجي إن عدد المشاركين في الأسطول 750 شخصية بينهم برلمانيون من الكويت والجزائر واليمن والمغرب والأردن، مشيراً إلي أن هذه هي المرة الأولي التي يشارك فيها برلمانيون من الأردن في الحملة الدولية لكسر حصار غزة. وكانت حكومة تل أبيب قد أعلنت في وقت سابق أنها لن تسمح ل"أسطول الحرية"، بالوصول إلي قطاع غزة، وتعهدت بمنعه، الأمر الذي قابله القائمون علي الأسطول بالإصرار علي مواصلة الرحلة رغم هذه التهديدات. وفي القاهرة وردت أنباء عن عدم حسم موقفها من استقبال القافلة في حال منعها في عرض البحر ومدي إمكانية السماح لها بدخول المياة الإقليمية المصرية أو العبور إلي غزة براً من معبر رفح، حيث تحدثت مصادر دبلوماسية عن أن القاهرة قد تلجأ إلي عرقلة دخول القافلة الأراضي المصرية في حال منعتها السلطات الصهيونية من دخول غزة عبر البحر تحت حجة أنه لم يتم التنسيق المسبق مع القاهرة حول هذا الأمر. وتتفق توقعات المصادر مع تصريحات السفير حسام زكي- المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية- الذي أكد أن مصر لم تتلق إخطاراً رسمياً حتي الآن من جانب منظمي قافلة «أسطول الحرية» برغبتهم في الدخول إلي قطاع غزة عبر مصر، مشيرا إلي أن الخارجية المصرية تراقب ما يدور حول القافلة من خلال تصريحات القائمين عليها في وسائل الإعلام.