لي رأي في موضوع التعليقات التي أصبحت متاحة للقراء أسفل المقالات والأخبار والمواد التي تبثها الصحف في طبعاتها الإلكترونية، وأخشي أن هذا الرأي قد لا يعجب بعض القراء، لكن الحقيقة أن أقل التعليقات المنشورة هي التي تتسم بالمسئولية والموضوعية والذوق، أما الغالبية العظمي من التعليقات فهي عبارة عن تجريح وشتائم دون سند أو مدح شديد دون أسباب أو هذيان لا معني له!. وللأسف فإن أصحاب التعليقات المجنونة يفسدون المكان علي قراء في غاية الرقي والاحترام كنت أتمني أن تتاح لي فرصة التواصل معهم، غير أنني لا أجد الفرصة. والبداية كالعادة كانت من صحف الغرب التي ننقل منها كل التقاليع، وقد أرست مبادئ خاصة بتعليقات القراء منها أن يكون لصاحب التعليق حساب لدي الموقع ويكون اسمه وهويته معروفين للجريدة حتي لا يختبئ وراء جدار ويلقي بأحجاره علي من يشاء دون مسئولية. وأتاحوا كذلك فرصة التعليق لغير المشتركين في حساب، وهؤلاء يكتبون تحت اسم «زائر» ولكن لا يتم نشر تعليقاتهم إلا بعد مرورها علي مسئول الموقع والتأكد من خلوها مما يسيء. هذا وقد حذت الصحف العربية حذو الأجانب في مسألة إتاحة التعليق، لكن الفوضي التي تحكم حياتنا كان لها نصيب في مواقع الصحف علي النت فصارت مثل سوق الجمعة الذي يقام يوم الاثنين ويخلو من أي قواعد، فهناك تعليق يرسله صاحبه عشر مرات ويجد طريقه للنشر وهناك تعليق لا صلة له بموضوع المقال بتاتاً، وهناك من المختلين عقلياً من ينشرون موضوع إنشاء يزيد علي مائة صفحة أسفل عمود مكون من ثلاثمائة كلمة! وبالتأكيد لا تكون هناك صلة بين العمود وبين الكتاب الذي ألّفه صاحبه ووضعه تحت المقال!. والحقيقة أن هناك من التعليقات التي أقرأها ما يتضمن سؤالاً يريدني صاحبه أن أجيبه عنه، وأجد صعوبة في ذلك؛ لأنني لا أتحاور إلا مع من يراسلني علي البريد الإلكتروني ويكتب اسمه بوضوح، إذ أنني لا أدخل حواراً مع شبح خفي يكتب بإمضاء «زائر» أو يوقع باسم القط الأسود أو الجن الجنزاري أو السيخ المحمي.. وقد لجأت بعض مواقع الصحف لتقييد عدد الكلمات المسموح بها في التعليق لضمان المعقولية، ولكن البعض الآخر يترك المسألة لضمير القارئ وهو ما يستغله المهاويس والحمقي أسوأ استغلال. لكن علي كثرة ما تحفل التعليقات بالغرائب لم أر أغرب من هذا التعليق الذي قمت بعمل قص ولصق له حتي تروه كما هو وتساعدوني في فهم مغزاه. التعليق تم نشره في «الدستور» الأسبوع الماضي وكان كالتالي: أرسلها سامي عبدالوهاب الشرقاوي يوم الجمعة، 2010-05-14 04:45. كل عام وسيادتكم بخير يا سيادة الرئيس وعيد ميلاد سعيد ويارب دائما في أحسن صحة وأحسن حال وربنا يخليك لنا ويطول لنا في عمرك، وبهذه المناسبة أعلن باسمي وباسم الشعب المصري عن مبايعتي لكم في الدورة الجاية ومن بعده لابنك وحبيب الشعب المصري حبيبنا جمال مبارك ربنا يحفظه بالسلامة.... ( من ابنك/ سامي عبد الوهاب عبد الغني محمد الشرقاوي.. مدير إدارة التعاون الدولي والبحوث الفنية بمصلحة الجمارك بالإسكندرية، وعضو النقابة العامة للعاملين بالضرائب والجمارك، وعضو لجنة القسم بالحزب الوطني بالدخيلة بالإسكندرية.. حساب البنك الأهلي رقم/ 01000013926) أرأيتم التعليق الذي يتضمن مبايعة الرئيس ومبايعة جمال مبارك من بعده وقد وقعه صاحبه باسمه الخماسي ثم قام بإرفاق رقم حسابه البنكي!. ولقد تخيلت من رقم الحساب أن صاحبه يسعي لطلب تبرعات، لكن الحكماء أوضحوا لي أنه وضع رقم حسابه حتي لا يكون هناك لبس في هويته وحتي يتأكد المعنيون بالرسالة أنه هو مرسلها وليس شخصًا آخر!. ورغبة مني في مساعدته علي توصيل مشاعره فها أنا أعيد نشرها مرة أخري.. فعساه بالغ أمله، وعساه لا ينساني بعدما يتحقق المراد!.