على عكس ما يروِّج الإخوان اعتبر البنا العمل الخيرى الاجتماعى خدمة هامشية.. وحصر الغاية الأساسية للإخوان فى تغيير الأنظمة والحكم رغم معاداته للديمقراطية والحياة الحزبية قرَّر البنا الدفع بالإخوان فى المنافسة البرلمانية بحثًا عن أى مكاسب له ولجماعته
البنا كان يجهِّز نفسه لحرب مع سلطة الدولة.. وأعدّ أتباعه للمعركة بتبشيرهم بالاضطهاد وتهيئتهم نفسيًّا لقَبوله
مؤسس الجماعة لم يكن مقبولاً لدى الناس فى الإسماعيلية لذا خسر الانتخابات.. والإخوان روَّجوا على غير الحقيقة أنه تم تزويرها
تحت عنوان «إخلاص»:
اذكروا هذا جيدًا -أيها الإخوان- لا للفخر ولا للمباهاة، ولكن لتعلموا أن الله قد كتب لدعوتكم من الإيمان والإخلاص والفهم والوحدة والتأييد والتضحية ما لم يكتبه لكثير من الدعوات الرائجة السوق، العالية البوق، الفخمة المظاهر، وتلك الصفات هى دعائم الدعوات الصالحة، فاجتهدوا أن تحرصوا عليها كاملة، وأن تزيدوها فى أنفسكم ثباتًا وقوة.
- إن الله قد كتب لدعوتكم، لاحظوا استدعاء الحضور الإلهى وهو يكلم أتباعه، وهو يقول كتب لكم الإيمان والإخلاص والفهم والوحدة والتأييد. الذى أعلمه أنا أن الله قد كتب على أهل بدر، افعلوا ما شئتم فإنى قد غفرت لكم، ولكن هذا الكلام كان وحيًا لنبى، أما حسن البنا فكيف علم أن الله قد كتب عليهم الإيمان والإخلاص؟ وهنا ليس أمامى إلا احتمالان: إما أنه يكذب على الله، وإما أنه وحى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن الواضح فى كلام البنا فى هذا الوقت أن جماعته كانت أضعف الجماعات، لأنه يتحدث عن الجماعات الأخرى أنها رائجة السوق، عالية البوق، وهذا كان واضحًا فى ذلك الوقت فى بداية الأربعينيات من القرن الماضى، مما يؤكِّد بعض الأقاويل بالدعم الخفى للجماعة بعد هذا الوقت إذ انتشرت فى الشعب بشكل كبير بعد هذا التوقيت مما يعنى أنها دعمت تدعيمًا شديدًا من جهات أجنبية لأغراض معروفة، وهى شق الوطن وتقسيمه، وتقويض النظام الحزبى الذى يؤرقهم فى هذا الوقت وترسيخ الطائفية.
تحت عنوان «غاية الإخوان المسلمين»
بعد اثنى عشر عامًا مضت وأنتم تجهرون بدعوتكم وتبلغونها للناس، لا يزال هناك فريق يتساءل عن الإخوان المسلمين، ويراهم أمامه جماعة غامضة، فهل أنتم قوم غامضون؟
- يعنى الناس فى عهد البنا وبعد اثنى عشر عامًا من دعوته، يراهم الناس قومًا غامضين، هل بعد أكثر من ثمانين عامًا، هل زال هذا الغموض؟ بل ازداد الغموض والالتباس، وأزمة الناس الكبيرة، الوداعة والرقة والتقرب للأحزاب والحديث عن الدولة المدنية والديمقراطية وظلم وديكتاتورية حسنى مبارك، وكانوا فى نفس الوقت يرفضون النزول معهم فى المظاهرات إلا بأفراد، للدعاية، لا بالجموع، فدائمًا ما كان محمد عبد القدوس بميكروفونه الشهير جالسًا أمام نقابة الصحفيين مشاركًا فى كل المظاهرات، ولكن هل الإخوان المسلمون محمد عبد القدوس؟ أنا شخصيًّا أعتقد أن محمد عبد القدوس لا يُعتبر داخل الجماعة أكثر من محب، وفى نفس الوقت كانوا يداهنون النظام بكلمات مثل «مبارك أب للمصريين»، و«جمال مواطن مصرى من حقه الترشح للانتخابات»، التى قالها المرشد القابع فى السجن الآن محمد بديع، وقول عاكف المرشد السابق «نفسى أجلس مع حسنى مبارك»، وتنسيقهم مع حسن عبد الرحمن نفسه وأمن الدولة قبل انتخابات 2005 التى اعترف بها مهدى عاكف، فى زلة لسان، وبعد الوصول إلى السلطة تغيرت السحنات والوجوه، تلك الوجوه الهادئة الوديعة، وتلك الكلمات العذبة الرقيقة قبل السلطة تحولت إلى استعلاء ووجوه عابسة فى وجه المعارضة والأحزاب الأخرى، وكلمات فظة غليظة مثل انفعال الأستاذ عماد أحد أعضاء مجلس الشعب الإخوانى فى وجه الدكتور صلاح العنانى الفنان التشكيلى فى حلقة على «روتانا» تقديم هالة سرحان «الإخوان دول أسيادك، الإخوان دول أسيادكم»، وراجعوا الحلقات التى ظهر فيها البلتاجى والبرنس وأبو بركة وهانى صلاح الدين وغيرهم على الفضائيات، بعد التمكين والوصول إلى السلطة، ناهيك بما كان يُحكى فى كواليس البرامج من اشتراطات معينة للحضور وإملاء لرغبات، وأحيانًا التلويح بالتهديد، عبر رسائل رمزية، وأحيانًا رسائل صريحة فى الأيام القليلة قبل 30 يونيو، مع احتدام الصراع ووصوله للنقطة القصوى، وموتوا بغيظكم، التى ملؤوا بها صفحات التواصل الاجتماعى فى ردودهم على المعارضين والمختلفين معهم، وطبعًا لها دلالة دينية، ومقصود بها المنافقون، وفى تفسير آخر اليهود، الآية 119 من سورة آل عمران.
الغاية الأولى: هى الإسهام فى الخير العامّ أيًّا كان لونه ونوعه، والخدمة الاجتماعية كلما سمحت الظروف.
أما غاية الإخوان الأساسية، أما هدف الإخوان الأسمى، أما الإصلاح الذى يريده الإخوان ويهيئون له أنفسهم... فهو إصلاح شامل كامل تتعاون عليه قوى الأمة جميعًا وتتجه نحوه الأمة جميعًا ويتناول كل الأوضاع القائمة بالتغيير والتبديل، يريدون بعث الأمة الإسلامية النموذجية التى تدين بالإسلام الحق، فيكون لها هاديًا وإمامًا، وتعرف فى الناس بأنها دولة القرآن التى تصطبغ به والتى تذود عنه والتى تدعو إليه والتى تجاهد فى سبيله وتضحى فى هذا السبيل بالنفوس والأموال.
- أى أمة إسلامية نموذجية كان يريدها حسن البنا؟ فترة النبوة نفسها كان فيها المنافقون عقيدةً الذين حاولوا قتل الرسول نفسه وحماه الله، وسُمى أبو حذيفة بن اليمان كاتم سر الرسول لأنه عرفهم ورفض الرسول البوح بأسمائهم، حتى كان عمر يسأل حذيفة: هل أنا منهم؟ وكان عمر ينتظر صلاة حذيفة على أحد المسلمين حتى يصلى، وإذا وجده تَغيَّب لا يصلى الجنازة، يعنى كان بين المسلمين ويصلّى معهم مجموعة من المنافقين، وبعدين هذا المجتمع، الذى وُجدت فيه حالات الزنى بالاعتراف، وكانت خيانة حاطب بن أبى بلتعة فى فتح مكة، وكانت حادثة الإفك واتهام السيدة عائشة بالزنى، وكانت الملاعنة، التى ادَّعَى فيها هلال بن أمية أنه رأى زوجته تزنى، وكان عليه أن يحلف أربع شهادات، وتحلف هى أيضًا، وتمت الملاعنة كما وصفها القرآن، وكان فيها أمهات المؤمنين وهن يطلبن زيادة النفقة، وكان فيها من جذبه من عباءته وقال له أعطِنى مما أعطاك الله، وكان فيها الخلاف على الغنائم فى بدر وفى توزيعها، ومعصيتهم لأمر رسول الله فى أُحُد ونزولهم من فوق الجبل طمعًا فى الغنائم أيضًا، وكان فيها الإعجاب بالكثرة فى غزوة حنين، وكان فيها حزن الأنصار بسبب توزيع الغنائم فى حُنين واتهامهم الرسولَ بأنه نسيهم وتَذكَّر أهله وعشيرته، وكان فيها عودة ثلث الجيش مع عبد الله بن أبى بن سلول فى غزوة أحد، وكان فيها قول عبد الله بن أبى بن سلول فى بنى المصطلق: لإن رجعنا إلى المدينة لنخرجن الأعز منها الأذل». إنهم ينطبق عليهم المثل «سمِّن كلبك يأكلك»، وكان فيها رفض الصحابة تنفيذ أمر الرسول فى صلح الحديبية بالعودة إلى المدينة وقبول بنود المصالحة التى رآها الصحابة مجحفة، وكان فيها التولى يوم الزحف والمخلَّفون فى تبوك، وكان فيها الردة عن الإسلام فى عهده، قبل العهود اللاحقة، وعبد الله بن سعد بن أبى السرح الذى كان كاتبًا للوحى وارتدّ وعاد إلى مكة تاركًا المدينة، وشفع له عثمان بن عفان فى أثناء فتح مكة لأنه كان أخاه بالرضاعة، وكان فيها «اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط»، عندما رأوا قومًا يعبدون شجرة يقال لها «ذات أنواط»، ناهيك بما حدث بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من اقتتال، فقد قُتل ثلاثة من الخلفاء الراشدين، وبعض الأقوال يقول إن أبا بكر وكذلك عمر بن عبد العزيز قد سُمِّما، فلم يكُن وقتها طب شرعى يبحث عن سبب الوفاة، ناهيك بالاقتتال بعد ذلك بين على بن أبى طالب ومعاوية بن أبى سفيان من ناحية وفى موقعة الجمل مع السيدة عائشة وطلحة والزبير من ناحية أخرى، والصراع الدموى على السلطة الذى استمر على مدى أربعة عشر قرنًا من الزمان... هذا هو المجتمع النبوى الذى حاول النبى تهذيبه على مدى ثلاث وعشرين سنة هى عمر البعثة، ولكنه فى النهاية مجتمع بشرى، ولا يوجد ولن يوجد على وجه الأرض مجتمع ملائكى مثالى.
ولكن القضية هى كيف نحقق العدالة أو نقترب منها، ولكن حسن البنا أوهم أتباعه أنه يقودهم إلى اليوتوبيا أو المجتمع النموذجى كما وصفه لهم، وفى بداية كلامه فى الفقرة السابقة اعتبر أن العمل الخيرى والخدمة الاجتماعية، كلما سمحت الظروف وليست الغاية الأساسية، أما الغاية الأساسية فهى تغيير الأنظمة، يعنى بصراحة، الحكم هو الغاية الأساسية، أما فكرة العمل الخيرى والخدمة الاجتماعية فهى هامشية، ولربما كانت لغرض إيهام الناس أنهم جاؤوا لخير الناس ومنفعتهم لا للحكم، وقد ذكر لى أحد الإخوة فى البحيرة كيف أن كاهنًا كبيرًا من كهنة المعبد فى البحيرة، وفى جلسة خاصة مع مجموعة من قيادات الإخوان، كيف قال صراحة: «إحنا مابنعملشى حاجة لله»، يقصد أن فعل الخير لا بد أن يكون موجَّهًا، بمعنى لو حندفع زكاة لأسر فقيرة، لا بد أن نكون واثقين أن أصواتهم تكون معنا فى الانتخابات، وإلا فلندفع تلك الأموال لأسر فقيرة من الإخوان أفضل.
لقد جاء الإسلام نظامًا وإمامًا، دينًا ودولة، تشريعًا وتنفيذًا، فبقى النظام وزال الإمام، واستمر الدين وضاعت الدولة، وازدهر التشريع وذوى التنفيذ. أليس هذا هو الواقع أيها الإخوان؟ والإخوان المسلمون يعملون ليتأيد النظام بالحكام، ولتحيا من جديد دولة الإسلام، ولتشمل بالنفاذ هذه الأحكام، ولتقوم فى الناس حكومة مسلمة، تؤيدها أمة مسلمة،تنظم حياتها شريعة مسلمة أمر الله بها نبيه صلى الله عليه وسلم فى كتابه فقال «ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِىُّ الْمُتَّقِينَ» (الجاثية: 18).
- يخرج الحق من بين ثنايا الكلمات، ها هو حسن البنا يقولها فى خضم كلماته الكثيرة، بقى النظام وزال الإمام واستمر الدين وضاعت الدولة، وازدهر التشريع وذوى التنفيذ، يعنى كل من النظام والدين والتشريع موجود، المشكلة عندك الدولة والإمام، والتنفيذ لا النظام، والدين والشريعة، وفى النهاية لا ينسى البنا استحضار وجود الله والنبى فى المشهد، أمة مسلمة تنظم حياتها شريعة مسلمة أمر الله بها نبيه، رغم أن التشريع فى مجمله مستمَدّ من المقاصد العليا فى الشريعة، ولكن فى تفصيلاته، فهو بشرى محض لأن روح المقاصد قد تختلف مع ظاهرية النص، وهو دور المجالس التشريعية التى تجتهد لتحقيق مصالح مواطنيها، لو أخلصت النية، وجاءت عن طريق الانتخابات الحرة المباشرة الشفافة.
تحت عنوان «الداء والدواء»
أما كيف نتخلص من ذلك فبالجهاد والكفاح، ولا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، فتخلص من ذلك كله بتحطيم هذا الوضع الفاسد وأن نستبدل به نظامًا اجتماعيًّا خيرًا منه، تقوم عليه وتحرسه حكومة حازمة تهب نفسها لوطنها وتعمل جاهدة لإنقاذ شعبها، يؤيدها شعب متحد الكلمة متوقد العزيمة قوى الإيمان، ولَإن فقدت الأمم مصباح الهداية فى أدوار الانتقال فإن الإسلام الحنيف بين أيدينا مصباحًا وهّاجًا نهتدى بنوره ونسير على هداه.
- تحطيم الوضع الفاسد، هل كان دور الأنبياء تحطيم الأوضاع، أم إصلاحها بالتدرج، رغم أن الأنبياء كانوا يأتون لمجتمعات كافرة وثنية ولكن الإمام البنا جاء فى مجتمع مسلم وكانت هناك خلافة فى عمره الأول، كان هناك استعمار، هذا حقيقى، كان هناك فساد بشكل أو آخر، ربما، ويتحدث عن شعب متحد الكلمة متوقد العزيمة قوى الإيمان، رغم أنه لو شاء الله لهدى الناس جميعًا، ولكنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء. أى شعب هذا الذى يتحدث عنه البنا، متوقد العزيمة قوى الإيمان؟ الشعب كله متوقد العزيمة وقوى الإيمان؟! إنها مزايدة على شعب المدينة نفسه فى أيام النبوة الذى كان يعج بالمنافقين وأصحاب الكتاب من اليهود وغيرهم من الوثنيين، وفى النهاية لا ينسى أن يستدعى حضور الإسلام الحنيف ونوره الذى يهتدى به كأنه يُخرِج كل أفكاره من مطلقات الدين الحنيف، وهذا وهم كبير وتضليل عظيم مارسه البنا على أتباعه.
تحت عنوان «وسيلة الإخوان المسلمين»
وعلى هذا الأساس سيتقدم مرشحو الإخوان المسلمين حين يجىء الوقت المناسب إلى الأمة ليمثلوها فى الهيئات النيابية، ونحن واثقون بعون الله من النجاح ما دمنا نبتغى بذلك وجه الله، أما ما سوى ذلك من الوسائل فلن نلجأ إليه إلا مكرهين، ولن نستخدمه إلا مضطرين، وسنكون حينئذ صرحاء شرفاء، لا نحجم عن إعلان موقفنا واضحًا لا لبس فيه ولا غموض معه، ونحن على استعداد تامّ لتحمُّل نتائج عملنا أيًّا كانت، لا نلقى التبعة على غيرنا، ولا نتمسح بسوانا، ونحن نعلم أن ما عند الله خير وأبقى، وأن الفناء فى الحق هو عين البقاء وأنه لا دعوة بغير جهاد، ولا جهاد بغير اضطهاد، وعندئذ تدنو ساعة النصر ويحين وقت الفوز، ويتحقق قول الملك الحق المبين: «حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّى مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ».
- بدأ بفكرة الترشح للبرلمان رغم عدم إيمانه بفكرة الديمقراطية وفكرة الأحزاب وانتقدها أكثر من مرة، بل ادَّعَى أنها مخالفة للإسلام، ورغم ذلك فسيخوضها، وهذه هى البرجماتية التى لازمت الإخوان على مدار طريقهم الطويل، مع العلم أن حسن البنا تَرَشَّح فى الانتخابات وخسرها فى الإسماعيلية، رغم ادِّعاء الإخوان بالتزوير، ولكن الحقيقة أن حسن البنا لم يكن مقبولًا بالشكل الكافى فى ذلك الوقت ليفوز بالانتخابات، وكان الناس ينظرون إليه نظرة الغموض وعدم الارتياح، وهذا ما عبَّر عنه البنا فى مقطع سابق ذكرناه، ثم يعترف أنه سيبتغى وسائل أخرى، لو موضوع الانتخابات ده لم يؤتِ ثماره، يتحدث عن استخدام الوسائل الأخرى مُكرَهين، مضطرِّين، وأى وسائل أخرى غير الانتخابات، إلا العنف والقتال ويتحدث بصراحة عن الفناء فى الحق يعنى الموت فى سبيل الهدف ويقول لا دعوة بغير جهاد، ويعلمهم أن هناك اضطهادًا وعندها تدنو ساعة النصر، الإمام البنا كان يجهز نفسه لحرب مع سلطة الدولة، ومن المتوقع أن الذى سيقع تحت أيديها سيُنَكَّل به، لذلك فهو يبشرهم بالإضطهاد، ويجهِّزهم نفسيًّا لقَبوله، وأنها علامة لدنو النصر والفوز، ويستدعى آية تتحدث عن النبوة والحق فى هذا المشهد «حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّى مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ»، إنه يتحدث عن النبوة والنجاة والقوم المجرمين الذين يقفون ضدنا وهم من وقفوا ضد النبوة قديمًا، هكذا يسوق لأتباعه أوهامًا وادّعاءات.