الجماعة حشدت طلابها للتظاهر أمام جامعة عين شمس للهجوم على مبنى الدفاع إصرار الإخوان المستميت على الصدام مع قوات الأمن والجيش بدا واضحا فى محيط جامعات العاصمة خلال الساعات الماضية، بعد قيامهم بعشرات المحاولات لاستفزاز القوات ودفعها إلى مواجهات جديدة معها، وهى المحاولات التى أسفرت عن اشتباكات عنيفة مع قوات الشرطة العسكرية فى محيط وزارة الدفاع القريبة من مقر جامعة عين شمس، وكذلك اشتباكات ليلية مع قوات الشرطة فى محيط جامعتى القاهرة والأزهر.
طلاب الجماعة الذين رفضوا قبل ذلك توجه أى مسيرات تجاه وزارة الدفاع، وأباحوا استخدام العنف ضد المتظاهرين هناك، فى أثناء أحداث «العباسية» العام قبل الماضى، بادروا أمس بالحشد لمسيرة تضم طلاب الجماعة وأنصارهم من مختلف جامعات العاصمة، توجهت إلى محيط الوزارة وقامت برشق القوات المتمركزة أمامها بالحجارة وأكياس المياه، مما اضطر القوات إلى الرد بإطلاق قنابل الغاز والطلقات التحذيرية لإجبار المتظاهرين على الرجوع إلى الجامعة.
انتقال اشتباكات الإخوان إلى جامعة عين شمس أمس بعد الأزهر والقاهرة، أكد ما أثير قبل أسابيع عن خطة الجماعة فى محيط جامعات العاصمة، لإثارة حالة من الفوضى وعرقلة الاستفتاء وإشاعة أجواء غير حقيقية عن انعدام استقرار البلاد، نظرا لوقوع تلك الجامعات تحت دائرة الضوء الإعلامية، بعكس الجامعات الإقليمية التى لم تؤثر فوضاهم بها كثيرا على الرأى العام.
مسؤولية الإخوان عن تدبير المواجهات الأخيرة، بدت واضحة أيضا فى إصرارهم على التقدم تجاه القوات المتمركزة فى محيط تمثال نهضة مصر، رغم تراجع القوات لأبعد نقطة ممكنة عن الجامعة، تجنبا للمواجهة والتزامها بعدم التعامل بأى شكل مع الطلاب، رغم إتاحة قانون التظاهر ذلك، إلا بعد تعرض القوات للخطر وهو ما حدث أول من أمس، عندما بدأ الطلاب بإلقاء الألعاب النارية والحجارة على القوات، بعد مرور أكثر من ساعة على خروج المسيرة من حرم جامعة القاهرة، دون حدوث الصدام المرتقب واكتفاء الداخلية بإغلاق شارع الجامعة فقط أمام حركة مرور السيارات، تجنبا لوقوع اشتباكات بين الطلاب وقائدى السيارات.
أحداث جامعة عين شمس، بدأت أمس باحتشاد طلاب الإخوان من جامعات الأزهر والقاهرة وعين شمس بشارع الخليفة المأمون، والتوجه مباشرة تجاه وزارة الدفاع وترديد الهتافات المسيئة لقيادات الوزارة، ثم محاولة إزالة السور الشائك الفاصل بين الجانبين، مما دفع القوات إلى فتح المياه لتفريق المتظاهرين ثم إطلاق قنابل الغاز ردًّا على رشق الطلاب لهم بالحجارة والألعاب النارية.
اندلاع الاشتباكات أغلق شارع الخليفة المأمون تماما أمام المارة والسيارات، لتسود حالة من الكر والفر المستمرة بين الطلاب وآليات الشرطة، إلى ما يقرب من الساعة، قبل استعادة القوات السيطرة وإجبار الطلاب على التراجع إلى ساحة الجامعة التى أنشأ بها الطلاب مستشفى ميدانيا لعلاج حالات الاختناق.
اشتباكات «عين شمس» تسببت فى إصابة عدد كبير من مرضى مستشفى جامعة عين شمس باختناقات شديدة وتدهور حالة البعض الآخر، بسبب امتداد تأثير الغاز المسيل للدموع إلى جميع عنابرها تقريبا، بينما تعرض شارع الخليفة المأمون لدمار شبه شامل، بعد قيام الطلاب بتحطيم حجارة الرصيف لاستخدامها فى رشق القوات.
احتشاد الإخوان فى عين شمس قلل من تأثير مسيراتهم اليومية فى محيط جامعة حلوان، حيث شارك عدد محدود منهم فى مسيرة طلاب «ضد الانقلاب»، التى انطلقت ظهرًا من ساحة الجامعة، كما تراجعت أعداد المشاركين فى مسيرة الحركة بجامعة القاهرة، وهى المسيرة التى خرج المشاركون فيها إلى محيط ميدان نهضة مصر، فى محاولة لجر القوات إلى الاشتباك معهم لليوم الرابع على التوالى، بعد مواجهات أول من أمس، التى استمرت حتى ساعة متأخرة من مساء أول من أمس، الأربعاء.
الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، نفى فى بيان رسمى له ما أثير أمس حول إصداره قرارًا بانتهاء الفصل الدراسى فى الكليات النظرية، مؤكدا أن انتهاء الفصل الدراسى تم فقط فى كلية الهندسة لوقوعها فى محيط الاشتباكات، التى تقع بالقرب من تمثال نهضة مصر، مؤكدا أن ذلك جاء حرصا على حياة الطلاب وأعضاء التدريس والعاملين.
المجلس الأعلى للجامعات من جانبه، دعا رؤساء الجامعات إلى اجتماع طارئ عصر أمس للأسبوع الثالث على التوالى لمناقشة الأوضاع الجامعية الحالية، بينما أكدت مصادر مطلعة تمسك المجلس التام باستمرار الدراسة.