مرسي قال منفعلًا «أنا الرئيس الشرعى يا دكتور عوا».. ثم نظر إلى الجميع قائلًا «ولا إيه يا جماعة» استقبل محمد مرسى، المسجون على ذمة قضية قتل المتظاهرين فى أحداث قصر الاتحادية، أعضاء هيئة الدفاع من المحامين المتطوعين الراغبين فى الدفاع عنه فى القضية، وذلك بهدف إقناعه بعمل توكيل عام خاص للدكتور سليم العوا الذى ترأس أعضاء هيئة الدفاع. وفد المحامين كان قد تقدم بطلب إلى النيابة العامة لزيارة المعزول بمحبسه فى سجن برج العرب، وتم السماح لهم بالزيارة أمس الثلاثاء، وقد وصل خمسة من المحامين على رأسهم الدكتور محمد سليم العوا ومحمد الدماطى، ومحمد طوسون، وأسامة الحلو، وأسامة نجل المعزول، حسب ما أكده مصدر أمنى من داخل سجن برج العرب. المصدر أوضح ل«الدستور الأصلي» أن إدارة السجن تمسكت باللوائح المعمول بها، ورفضت طلب مرسى بأن يستقبل وفد المحامين فى غرفته الخاصة، إلا أن أحد أعضاء هيئة الدفاع طلب مشاهدة الغرفة، والتأكد من مدى المعاملة اللائقة برئيس جمهورية سابق ما زال محبوس احتياطيًّا. وكشف المصدر الأمنى، الذى فضل عدم ذكر اسمه، عن إجراء الزيارة فى المكان المخصص للزيارات مع المساجين داخل سجن برج العرب، مؤكدا أن الزيارة حظيت بترتيبات أمنية خاصة وفقًا لتوجيهات اللواء محمد راتب مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة السجون بمعاملة كل السجناء وفقًا للائحة وقواعد مصلحة السجون. فريق المحامين حضر إلى السجن فى تمام الثانية عشرة ظهر أمس، ووفقًا للوائح فمدة الزيارة لا تستغرق إلا ساعة واحدة فقط، بينما طلب فريق المحامين مدها لتقترب من نحو ساعة ونصف الساعة تقريبًا، وتم خلالها عرض فريق المحامين موقف المعزول من القضية، وضرورة الاستعانة بمحامٍ للدفاع عنه. الجميع اتفق على ترشيح الدكتور سليم العوا لمطالبة مرسى بتحرير توكيل له فى القضايا، بينما واصل المعزول، حسب المصدر، رفضه قائلًا: «لست متهمًا فى قضايا حتى أوكل محامين عنى، وتوكيل محامين يعنى أننى أقبل بالأمر الواقع، ونعترف بالانقلاب»، ثم واصل منفعلًا «أنا الرئيس الشرعى يا دكتور عوا»، ثم نظر إلى الجميع قائلًا «ولا إيه يا جماعة». وأوضح المصدر أن الدكتور العوا طالب مرسى بالهدوء والتروى، مؤكدًا أن الأمر ليس فقط بهدف الدفاع عنه فى القضايا، إنما أيضا لبدء سلسلة من المفاوضات مع القيادات الرسمية والمعنية فى الدولة بهدف الخروج من الأزمة، ومن أبرزها التصالح مع الحكومة. المصدر كشف عن عرض فريق المحامين بعض السيناريوهات التى تدعم موقف مرسى خلال المرحلة المقبلة. إذ أكد الدماطى أنه لا بد من الاتفاق بصورة مبدئية على كيفية الخروج من الأزمة، وذلك بعد عرض عدد من السيناريوهات، مؤكدًا أن قطاعًا عريضًا من الشعب يرفض وجود رئيسهم الشرعى، حسب تعبيره، داخل السجن مما يزيد من صلابة موقفه. فى الوقت نفسه، كشف المصدر عن حدوث محادثات ثنائية بين مرسى والعوا تارة وبين مرسى ونجله، الذى قرر الانضمام إلى فريق الدفاع، تارة أخرى، إذ توجه بالسؤال عن أحوال أسرته ووالدته السيدة نجلاء فوزى، وطالبه بأن يبدؤوا فى طلب الزيارات اعتبارًا من نهاية الأسبوع الجارى، وذلك بعد انتهاء المدة القانونية المحددة ب10 أيام منذ وصوله إلى محبسه. المصدر أوضح أن مرسى طالب فريق الدفاع التقدم بطلب إلى إدارة السجن من أجل عدم استمراره داخل غرفة محبسه ونقله إلى غرفة ملحقة ومجهزة بمستشفى السجن أسوة بمبارك. وتساءل مرسى عن أخبار المصريين وموقفهم من الانقلاب وأحوالهم، فأجابوه أن الشعب لا يعترف بالانقلاب إلا أن حملات الاعتقال تلاحقهم، فطالبهم بالدعاء لهم، وأن يتحملوا من أجل النصر. ولفت المصدر إلى أن المعزول أبدى موافقة مبدئية على عمل توكيل للدكتور سليم العوا واتخاذ الإجراءات المنوط بها للدفاع عنه، دون تأكيد عمل التوكيل من عدمه.