استمعت قبل قليل إلى أغنية «كامننا» التى كتبها عنتر هلال وغنّاها محمد فؤاد قبل 16 عامًا، وكانت أحد أسرار نجاح فيلم «إسماعيلية رايح جاى»، كثيرًا ما اعتبرناها وقتها عنوانًا لتردّى الذوق العام، وتساءلنا: ما المقصود بالجملة الأبيحة «كاتش كادر فى الألولو»، اكتشفت كم كانت هذه الأغنية مهذّبة ويعلو وجهها حمرة الخجل بالقياس لما نسمعه الآن، نعم نستجير بزمن «كامننا» بعد أن اكتوينا بنار «الجركن»، أخشى بعد مرور سنوات أخرى أن نعتبر «أدّيك فى الجركن تركن» هى عنوان الفضيلة والتقوى. ■ ■ ■
بعد ثورة 30 يونيو، أقامت وزارة الثقافة مؤتمرًا عالميًّا لتقديم رسالة إلى العالم عن ثورتنا التى تخلّصنا فيها من حكم الإخوان، فتصدرت إلهام شاهين المشهد، وعندما أراد مهرجان الإسكندرية اختيار فنانة للتكريم والتعبير عن روح الثورة تصدرت إلهام المشهد، وعندما فكر سمير سيف رئيس المهرجان القومى فى تكريم فنانة ترمز إلى الثورة تصدّرت إلهام المشهد، هل لديكم بعد ذلك أدنى شك فى أن إلهام هى جميلة بوحيرد مفجرة ثورة 30 يونيو.
■ ■ ■
قال لى الراحل فريد شوقى إنه لو كان يحصل على جنيه واحد ثمنًا لمن يريد أن يلتقط صورة بجواره، لصار فى غضون نصف قرن مليارديرًا، لم يلحق فريد عصر برامج الفضائيات التى تحيل النجم فى غضون عام واحد إلى مالتى ملياردير.
■ ■ ■
مرّ عيد ميلاد الملحن رياض الهمشرى الذى فقدناه قبل ست سنوات فى عز شبابه وعطائه، يومًا ما كنا نمنح فى مجلة «روزاليوسف» جوائز لأفضل فنانى العام، ووقع اختيار اللجنة التى رأسها الموسيقار كمال الطويل على رياض، وسألت الأستاذ كمال: لماذا الهمشرى؟ أجابنى: لأن فى موسيقاه عصرية هذا الزمن، وتلمح فيه أيضًا شيئًا من ملامح جيلنا.
■ ■ ■
فى عام 1936شهدت مصر أول اجتماع لحل مشكلة السينما الوليدة والتى كانت قد تعلّمت النطق قبلها بأعوام قليلة، كان القصر الملكى قد استشعر أهمية النهوض بالسينما، وتبادل المجتمعون الآراء، وانتهى كالعادة اللقاء بتوصيات ظلّت منذ ذلك الحين حبيسة الأدراج، وتعدّدت بعدها فى كل العهود الاجتماعات والتوصيات، نعم أقصد أن هذا هو بالضبط ما سوف يحدث بعد انتهاء اجتماع لجنة السينمائيين الذى يرأسه نائب رئيس الوزراء د.زياد بهاء الدين، كلام كلام كلام، وعلى رأى «الصبوحة» ما باخدش منك غير كلام وبس!!
■ ■ ■
عندما قدّمت المخرجة التونسية مفيدة التلاتلى، فيلمها الروائى الأول «صمت القصور» قبل 19 عامًا وشاهدته فى مهرجان «قرطاج»، اكتشفت أن فى أحداث الفيلم التى تجرى عام 1956 تتردد أغنية أم كلثوم «لسّه فاكر» التى قدّمتها بعد هذا التاريخ بأربع سنوات، نبّهت مفيدة وشكرتنى على تلك الملحوظة، وفى كل حواراتها عن الفيلم لا تنكر هذا الخطأ، حصل الفيلم مؤخرًا على المركز الخامس كأفضل فيلم عربى فى تاريخنا السينمائى، وأنا «لسه فاكر»!!
■ ■ ■
لماذا لم يلحّن محمد فوزى لعبد الحليم حافظ؟ سؤال لم أجد له إجابة شافية، ولا أدرى لماذا كانت الصحافة فى الماضى تسأل لماذا لم يلتقِ فريد الأطرش وعبد الحليم فى لحن واحد، ولكنهم لم يحاولوا أن يعرفوا سر عدم اللقاء بين صوت حليم وأنغام فوزى رغم الصداقة التى ربطت بينهما، سألت كلًّا من محمد الموجى وكمال الطويل، فقالا لى إن فوزى كان سيمنح عبد الحليم ألحانًا سريعة وخفيفة الظل، مثل التى يلحّنها له منير مراد، وهو اكتفى بمنير، ولم أقتنع لأن مذاق فوزى الموسيقى مختلف، ماذا لو حدث هذا اللقاء، ولا تزال لو متشعلقة فى الجو؟
■ ■ ■
استمعت إلى مدحت صالح وهو يغنى «تلات سلامات» فى مهرجان الموسيقى العربية وهو أكثر المطربين الذين أجادوا ترديدها، ورغم ذلك فإن لمطربها الأصلى محمد قنديل سحرًا خاصًّا، مدحت يشعرنى أنه يأخذنا بصوته فى نزهة إلى حديقة غناء، بينما قنديل يحلق بنا إلى السماء إلى الجنة.
■ ■ ■
الراقصة صافينار هى صانعة نجاح فيلم «القشاش»، ورغم ذلك تستمع إلى بطلى الفيلم، يؤكدان أنهما حققا نجاحًا فى الشارع، الجمهور قطع التذكرة من أجل فقط هزات صافينار، هزات قوم عند قوم فوائد!!
■ ■ ■
الناس لديها أحلام لا تعرف الحدود رغم أن الواقع المتاح لا يمنحنا منها الكثير، ولكننا لن نفقد أبدًا الحلم، فلا توجد جمارك على الأحلام، على الأقل حتى كتابة هذه السطور!!