أعلن جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني زعيم حزب العمال إنه سوف يتنحى عن منصبه كزعيم للحزب. وقال براون في بيان ألقاه الاثنين أمام مقر إقامته الرسمي في داوننج ستريت بلندن إن نيك كليج يريد البدء في مفاوضات رسمية مع حزب العمال وإن هناك خططا يتم إعدادها للسماح ببدء هذه المفاوضات. وأوضح أنه سوف يتنحى من منصبه كزعيم للعمال بحلول شهر سبتمبر المقبل وسيطلب من حزب العمال إعداد خطة للمنافسة على زعامة الحزب لاختيار بديل له. وأشار براون أن كليج أبلغه رغبته في بدء محادثات رسمية مع العمال، وأشار براون إلى أنه يرى أنه يصب في المصلحة القومية تشكيل حكومة ائتلافية تقدمية وقال إنه كان يعتزم منذ البداية العمل على ضمان تشكيل حكومة قوية مستقرة. وقال براون الذي تولى رئاسة الوزراء في بريطانيا منذ عام 2007 إنه يريد أن يتولى خليفته المسئولية في زعامة الحزب بحلول المؤتمر العام للحزب في شهر سبتمبر المقبل. وأوضح براون أنه ليست لديه رغبة في البقاء في منصب زعامة حزب العمال بأكثر مما يحتاج الأمر من أجل تأمين استمرار مسار النمو الاقتصادي وتمهيد السبيل للإصلاح السياسي. وقال إن بريطانيا لديها نظام برلماني وليس رئاسيا وإنه لم يتمكن أي حزب من الحصول على الأغلبية المطلوبة في الانتخابات الأخيرة ولذلك فإنه يعتزم أن يطلب من حزبه العمالي البدء في عملية الانتخاب على زعامة الحزب، معربا عن أمله في أن تستكمل هذه العملية بحلول المؤتمر العام للحزب ومؤكدا أنه لن يلعب دورا في هذه الانتخابات كما لن يدعم أي مرشح فيها. وشدد براون على أن كليج زعيم الليبراليين طلب رسميا إجراء مفاوضات رسمية مع حزب العمال مشيرا إلى أنه في المصلحة الوطنية الاستجابة لهذا الطلب، وقال براون إن مجلس وزرائه سيجتمع بعد قليل وسيتم البدء في إعداد عملية التفاوض. وتباينت ردود الفعل في بريطانيا على عزم جوردون براون رئيس الوزراء وزعيم حزب العمال الاستقالة من زعامة الحزب. وقال جون مان النائب العمالي وأول من دعا براون للتنحي بعد نتائج الانتخابات الأخيرة إن براون اتخذ قرارا حكيما وشجاعا. وأشار المراقبون إلى أن قرار براون بالاستقالة من زعامة حزب العمال يستهدف فتح الطريق المسدود لإمكانية التوصل لاتفاق بين حزبي العمال والليبراليين، كما أوضحوا أن ما أعلنه براون من أن ترك منصبه من أجل مصلحة البلاد سيمثل ورقة يمكن أن تمهد السبيل للتعاون مع الليبراليين الذين كان قد تردد أن زعيمهم نيك كليج قد اشترط للتعاون مع العمال أن يستقيل براون. كما اعتبروا أن هناك عدة مشكلات أمام الحزب الليبرالي وهي أن براون سيظل رئيسا للوزراء ولو بصورة مؤقتة وهو تشكيل حكومة مع العمال وما يزال براون رئيسا للوزراء والثانية أن هناك رئيسا للوزراء غير منتخب وهو أمر لا يحبه المواطنون والثالثة أن هذا التحالف سيطلق عليه اسم تحالف الخاسرين. ووصف بعض المحللين قرار براون بأنه يمثل انتقاما من الصحف التي كانت تنتقده بشدة، وذلك بأن ألقى بقذيفة تعد الأشد تعقيدا في التاريخ السياسي البريطاني. لكن دوجلاس أليكسندر أحد الشخصيات العمالية البارزة قال إن براون تصرف من واقع إحساسه بالواجب .. مشيرا إلى أن براون سيقود حزبه خلال عملية المفاوضات مع الليبراليين والتي على وشك أن تبدأ. يذكر أن الانتخابات البريطانية الأخيرة أسفرت عن حدوث "برلمان معلق" ولم تحسم فيه الأغلبية لأي حزب رغم أن المحافظين جاءوا في المرتبة الأولى ثم العمال ثم الليبراليين، لكن تحالف الليبراليين والعمال لن يكفي لتحقيق الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة وإنما سيحتاجون إلى مساندة من أحزاب أقلية أخرى.