ترحيب إسرائيلي ببيان شيخ الأزهر المؤيد لبناء الجدار الفولاذي الجدار العازل أصدر مجمع البحوث الإسلامية أمس الأول- الخميس- بياناً أيد فيه بناء الجدار الفولاذي بين مصر وفلسطين ووصف فيه المعارضين للبناء بالمخالفين للشريعة الإسلامية، وأضاف البيان أن من حق كل دولة أن تقيم علي أرضها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها، ومن الحقوق الشرعية لمصر أن تضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق التي أقيمت تحت أرض رفح المصرية التي تهرب منها المخدرات وما شابهها مما يزعزع أمن مصر ويهدد مصالحها، وقال البيان إن هذا العمل الذي تقوم به مصر تأمر به شريعة الإسلام. علي الجانب الآخر، أبدي عدد من أعضاء المجمع استياءهم من البيان الذي يؤيد بناء الجدار الفولاذي قائلين إن الشيخ محمد سيد طنطاوي- شيخ الأزهر- أصدر هذا البيان بقرار فردي لم يأخذ فيه رأي أغلب أعضاء المجمع، ورفض الدكتور محمد رأفت عثمان - عضو المجمع- التعليق علي البيان، مشيراً إلي أن رأي الأعضاء الآن لا يفيد فقد صدر البيان وانتهي الأمر. وفي أقوي رد من علماء الأزهر علي البيان الذي أصدره المجمع.. أفتي اثنان من أبرز علماء الأزهر هما الدكتور محمد عبدالمنعم البري- الأستاذ بجامعة الأزهر- والشيخ سيد عسكر- الأمين العام المساعد السابق لمجمع البحوث الإسلامية- بالتحريم القاطع لإقامة الجدار وحصار الفلسطينيين في غزة وعددهم يزيد علي مليون ونصف المليون فلسطيني لحساب إسرائيل. في سياق متصل، نفي الشيخ علي عبدالباقي- أمين عام مجمع البحوث الإسلامية- ل«الدستور» علي هامش انعقاد الجلسة الأخيرة للمجمع إعادة طبع المجمع كتاب «تقرير علمي» للدكتور محمد عمارة الذي كان قد تم توزيعه كملحق مجاني لمجلة الأزهر في عددها السابق لشهر ذي الحجة للرد علي كتاب «مستعدين للمجاوبة» لكاتب قبطي يدعي سمير مرقس والذي لم يحمل دار نشر. ووصف الدكتور عمارة الإنجيل في كتابه ب«المحرف» والعقيدة المسيحية ب«الوثنية»، الأمر الذي أثار استياء الأوساط القبطية ورجال الكنيسة، وكان نجيب جبرائيل- رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان- قد تقدم ببلاغ للنائب العام اتهم فيه الدكتور عمارة بتهديد السلم الاجتماعي وإثارة الفتنة الطائفية بعدها أمر النائب العام بإحالة الدكتور عمارة لنيابة أمن الدولة العليا، فأصدر الأزهر قراره بحظر الكتاب من الأسواق، وقال الشيخ علي عبدالباقي حينها إن مجمع البحوث لم يعتذر عما جاء في الكتاب لكنه قرر حظره رداً علي بعض المتطرفين الأقباط الذين يحاولون إثارة الفتنة الطائفية وكانت «الدستور» هي أول من كشف عن كتاب الدكتور محمد عمارة. وأكد الشيخان عسكر والبري أن إقامة الجدار هو حرام شرعاً ولا يجوز لأي سبب من الأسباب حصار وتجويع أشقائنا الفلسطينيين. وقال الدكتور محمد عبدالمنعم البري موجهاً كلامه للحكومة: متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً، ولماذا تحاصرون أشقاءنا المجاهدين في غزة وتساهمون في تجويعهم. أما الشيخ سيد عسكر فلم يكتف بالإفتاء بالتحريم القاطع للجدار الفولاذي، بل أكد أن هذا الجدار جريمة في حق الإسلام والمسلمين؛ لأنه يقدم مساعدة كبيرة للصهاينة بحصار الفلسطينيين. وأضاف عسكر مستنكراً التبريرات التي أعلنتها الحكومة ومجمع البحوث الإسلامية بأن الجدار يهدف لحماية الأمن القومي المصري، وقال إن هذه التبريرات كلام فارغ ومنطق غريب وعجيب لأن الفلسطينيين لم يهددوا أبداً الأمن القومي المصري، في حين أن الصهاينة يدخلون مصر بالبطاقة الشخصية ويهربون المخدرات ويهددون الأمن المصري، ثم لماذا لم يتم إقامة جدار مع الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل وأقامت عليها كيانها الغاضب.. ثم وبنفس المنطق هل ستقيم مصر أسواراً أخري علي الحدود مع ليبيا والسودان. جدير بالذكر أن إسرائيل أعلنت ترحيبها الشديد ببيان الشيخ طنطاوي ومجمع البحوث الإسلامية، وأشارت الإذاعة الإسرائيلية بموقف الأزهر وفتواه، وأكدت أن الفتوي الأزهرية هدفها توفير الأمن والأمان لمصر ولجيرانها؟!