يوسف القرضاوى أثار إنشاء مصر للجدار الفولاذي على الحدود المصرية مع قطاع غزة جدلاً وانقسامًا واسعًا بين رجال الدين في العالم العربي والإسلامي حول مشروعية هذه الخطوة من الناحية الإسلامية. ففي مصر أصدرت لجنة الفتوى بالأزهر الشريف بيانًا أجازت فيه بناء الجدار الفولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية جاء فيه: "من حق مصر الشرعي أن تقيم على أراضيها من المنشآت والسدود ما يصون أمنها وحدودها وحقوقها وهذا الحاجز الحدودي الذي تقيمه السلطات المصرية بينها وبين قطاع غزة يعد من الحقوق الشرعية لكل الدول، وإن من الحقوق الشرعية وضع الحواجز التي تمنع ضرر الأنفاق التي تتسبب في تهريب المخدرات وغيرها مما يزعزع أمن مصر، ويهدد مصالحها تهديدا لا مفر من مواجهته". وإزاء هذه الفتوى تباينت ردود الأفعال حيث قال الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الجدار الذي تقيمه مصر على حدودها مع غزة محرم شرعًا، مشيرا إلى أن مصر ليست حرة فيما تسببه من أضرار للفلسطينيين بزعم السيادة الوطنية على أراضيها. أما المؤسسة الصوفية في مصر فقد انقسمت بين مؤيد ومعارض، حيث عارض علاء ماضي أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية فتوى الأزهر، وانضم إليه شيخ الطريقة الشرنوبية، أما شيخا الطريقة الشهاوية والشبراوية فقد أيدا فتوى شيخ الأزهر. أما جماعة الإخوان المسلمين فقد هاجمت فتوى الأزهر الشريف بشأن شرعية الجدار الفاصل، حيث أعربت عن رفضها للفتوى وقام المحامون المنتمين إليها برفع دعوى قضائية ضد شيخ الأزهر لإلغاء هذه الفتوى، أما أعضاء مجلس الشعب المنتمون إلى الجماعة فقد أكدوا أن هذه الفتوى تسيئ إلى صورة مصر في الخارج عربيًا. وفي سوريا انتقد الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي مدينة دمشق وعضو مجلس الإفتاء الأعلى في سوريا بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة وإغلاق المعابر، معتبرًا أن تلك الممارسات بمثابة تكريس للحصار وخدمة للعدو، وفي فلسطين أيد وزير الأوقاف الفلسطيني فتوى مجمع البحوث الإسلامية مشيرًا إلى أنه من حق مصر أن تتخذ ما تراه مناسبًا لضمان أمنها وحماية حدودها وتنفيذ القانون في أراضيها. وفي الوقت الذي امتنع فيه مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور نوح القضاة عن إصدار فتوى تبين حكم الشرع في بناء الحكومة المصرية لجدار فولاذي على حدودها مع قطاع غزة المحاصر أصدرت لجنة علماء الشريعة الإسلامية في جبهة العمل الإسلامي بالأردن فتوى شرعية حرمت فيها بناء الجدار، واعتبر العلماء أن الجدار الفولاذي له أضرار عدوانية على حياة الناس مما يجعل بناءه محرمًا تحريماً جازماً في الإسلام. واشارت الفتوى إلى أن كل مسلم يجب أن يتصدى لبناء الجدار بما يستطيع وأنه من حق أهل غزة والمجاهدين فيها وفي کل مکان أن يتصدوا لما وصفته ب"الجريمة" وأهلها وأن يمنعوا أذاهم. وقال: إن الجدار يعتدي على حياة الناس بمنع الغذاء عنهم صغاراً وکباراً، لأن الغرض من بنائه هو تشديد الحصار على أهل غزة. وفي لبنان هاجم إمام مسجد القدس في صيدا فتوى شيخ الأزهر قائلا: إن شيخ الأزهر أصبح موظفًا عند الحكومة المصرية ولا يجوز له الأفتاء، وانتقد تدهور الدور الإسلامي والتاريخي للأزهر الشريف كقلعة للدين الإسلامي.