هاجم شالوم كوهين- السفير الإسرائيلي بمصر- القاهرة أمس واصفا إياها بأنها «عدوة» لبلاده وفقا لما كشفت عنه صحيفة معاريف العبرية في تقرير لها أمس، موضحة أن كوهين شن هجومه هذا خلال حضوره «مؤتمر السفراء الإسرائيليين» الذي عقد بالقدس الأيام الماضية وحضره بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب. وانتقد كوهين حسب معاريف السياسة «الاسترضائية» التي تتبعها حكومة نتنياهو مع القاهرة مؤكدا للأخير خلال المؤتمر أنه إذا كان الإعلام المصري «مشبع» بالعداء للسامية فلماذا لا نقوم بالرد علي القاهرة ومحاربة العداء للسامية هناك، واصفًا الأخيرة بأنها تسلك سلوك الخصم والعدو الحقيقي مع إسرائيل حسب قوله. ولفتت الصحيفة الإسرائيلة إلي أن كوهين دعا نتنياهو إلي الرد علي ما أسماه «التحريض ضد إسرائيل» الذي تنتهجه مصر متسائلاً خلال المؤتمر : لماذا لا نرد علي مصر، علي الرغم من توقيع اتفاقية السلام بين الدولتين فإن المقالات المنتشرة بوسائل الإعلام المصرية مشبعة بسموم العداء للسامية، لماذا لا نرد علي هذا، لماذا تتخذ إسرائيل سياسة الضعفاء والاسترضاء أمام الإدارة المصرية وفقا لقوله. وذكرت معاريف في تقريرها أن جدعون مائير سفير تل أبيب بروما شارك كوهين رأيه عائبا علي تل أبيب قيامها باسترضاء القاهرة رغم «العدوانية» التي تتميز بها الأخيرة، قائلا في تصريحات للصحيفة الإسرائيلية نفسها: مصر وإسرائيل شركاء استراتيجيون في الحرب ضد حماس والإرهاب لكن علي الرغم من هذه المشاركة فإن القاهرة تعمل ضد تل أبيب علي الصعيد العالمي وفي المحافل الدولية. وفي رده علي مطالب السفيرين قال نتنياهو إن الحديث يدور عن «رواسب» عشرات السنين بين البلدين موضحا خلال المؤتمر أنه من الصعب تغيير العادات المتبعة في الإعلام المصري، ونقلت معاريف عما أسمته مصادر سياسية بارزة قولها إنه علي الرغم من السياسة المصرية ضد إسرائيل فإن مصر تلعب دورًا مهماً جدا في تجديد المفاوضات مع الفلسطينيين والحرب ضد إيران ورغبتها في امتلاك سلاح نووي. وأضافت المصادر الإسرائيلية أنه عقب زيارة نتنياهو الأخيرة لمصر ينوي عمر سليمان- رئيس المخابرات العامة- زيارة واشنطن وبعد عدة أسابيع من المتوقع عودة جورج ميتشل- المعبوث الأمريكي للسلام- إلي إسرائيل، مضيفين أنه حتي إذا كان المصريون يعملون لمصالحهم الخاصة وعلاقتنا معهم تشوبها عيوب وثغرات فإنهم مهمون أيضا في عين تل أبيب. في النهاية أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلي أن كوهين «55 عاما» يعمل في منصبه كسفير لتل أبيب بالقاهرة منذ أربعة أعوام ونصف العام مضيفة أنه دبلوماسي عتيق وعمل من قبل نائب مدير عام لقسم الشرق الأوسط بالخارجية الإسرائيلية، مؤكدة أن العام الماضي شهد إلقاء أجهزة الأمن المصرية القبض علي خلية إرهابية حاولت اغتيال كوهين وتفجير منزله ومبني السفارة، وأشارت إلي أن الشهر المقبل سيشهد مغادرة كوهين لمنصبه ليحل محله يتسحاق لفانون والذي عمل سفيرًا لتل أبيب بالأمم المتحدة.