تواصلت اليوم مفاوضات تشكيل الحكومة البريطانية بين حزبي المحافظين و الديمقراطيين الأحرار وسط تزايد القلق الإقتصادي بسبب فشل الأحزاب الثلاثة في التوصل لإتفاق بشأن الحكومة الجديدة بعد أكثر أربعة أيام من انتهاء التصويت في الإنتخابات العامة البريطانية. فبعد أربعة أيام من انتخاب البريطانيين لأول برلمان دون أغلبية ساحقة منذ 36 عاماً، تعيش المملكة المتحدة بدون حكومة، إضافة إلى عدم اتضاح الرؤية حول الحكومة المستقبلية. وانتهت أمس ثاني جلسة محادثات بين قادة حزبي المحافظين والديمقراطيين الأحرار في بريطانيا دون التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل الحكومة، مع الإعلان عن مزيد من المحادثات بعد طرح نتائج المفاوضات على الأحزاب المشاركة. ووصف حزب المحافظين المحادثات بأنها جيدة، وقال رئيس فريق المفاوضات وليم هيج بعد سبع ساعات من الاجتماع مع الديمقراطيين الأحرار، إن أساس أي اتفاق يجب أن يتركز على تحقيق الاستقرار الاقتصادي والحد من العجز العام. كما أعلن هيج عن جولة أخرى من المفاوضات قال إنها ستعقد في غضون 24 ساعة، مشيرا إلى أن نتيجة محادثات الأحد ستعرض على قادة الحزبين. أما رئيس الوزراء المنتهية ولايته جوردون براون، فاختار أن يواجه مطالبات حزبه بالإستقالة واستطلاعات الرأي التي تطالبه بتقبل الهزيمة، بالإصرار على المحاولة في البقاء في الحكومة، حيث عقد اجتماعا في مبنى وزارة الخارجية مع زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليج، وهو ما اعتبرته الصحف البريطانية مؤشراًً على احتمال فشل المحافظين في اقناع الديمقراطيين بائتلاف حكومي. وباصرار براون على عدم الإبتعاد، تصبح خيارات الديمقراطيين الأحرار مفتوحة، فكلاً من المحافظين و العمال يسعون إلى الحصول على موفقتهم على تكوين حكومة جديدة، خاصة مع تقديم حزب العمال عرضا أكثر إغراء لكليج من عرض المحافظين بشأن تغيير نظام الانتخاب الذي يعتمد على الأغلبية وتبني شكل من أشكال التمثيل النسبي، وهو ما يثير مخاوف الأحرار من عدم القدرة على ازاحة المحافظيين من قيادة الحكومة في المستقبل. وتسببت حالة الغموض حول الحكومة البريطانية القادمة في إثارة قلق اقتصادي بسبب فراغ السلطة، خاصة في ضوء تداعيات الأزمة الإقتصادية اليونانية التي أصابت بورصات أوروبا بحالة من الفزع والتخبط. كما أشارت بعض الصحف البريطانية إلى أن دخول براون في سباق المفاوضات من أجل تكوين حكومة زاد من مخاوف المستثمرين، بسبب مستقبله المحفوف بالمخاطر بسبب حالة الإستياء العام البريطاني من حزب العمال، الأمر الذي دفع المحافظون والديموقراطيون الاحرار إلى اطلاق تصريحات طمأنة للاسواق بان أي اتفاق بينهما يتضمن بالاساس العمل على خفض العجز في الميزانية البريطانية. وفي السياق نفسه، قالت صحيفة الإندبندنت إن السبب في طول مدة المفاوضات هو الخلاف بشأن اصلاح النظام الانتخابي الذي يصر عليه الديموقراطيون الاحرار، بينما يتردد المحافظون في الالتزام باي تعهد صارم. ذلك ان التمثيل النسبي، أي الانتخابات بالقائمة وليس على اساس فردي في الدوائر، لن يكون في صالح الحزبين الرئيسيين المحافظين والعمال.