من المتوقع أن يقوم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ب«تخفيض» أو «تقليص» المعونة العسكرية لمصر. وعلى الرغم من تضارب التقارير الإخبارية حول هذا الأمر مساء الثلاثاء فإن ما نقل عن مسؤولين أمريكيين فى ما بعد أكد أن أمر «تعليق» بعض المساعدات ومنها طائرات هليكوبتر آباتشى آت لا ريب فيه، وإن تباينت التقديرات حول توقيت الإعلان عن هذا القرار. بعض المصادر أشار إلى يوم غد الجمعة إلا أن البعض الآخر أكد أن توقيت القرار لم يتم بعد تحديده. كما قال المسؤولون إن المساعدات التى تدعم مبادرات مكافحة الإرهاب وعلاقات مصر مع إسرائيل سوف تستمر. بما فيها الجهود الأمنية فى سيناء والمراقبة على امتداد الحدود مع قطاع غزة. وكما قالت «نيويورك تايمز» نقلا عن مسؤولين أمريكيين وحسب خطة الإدارة فإن الجزء المعلق من المساعدات قد يمكن إعادته فى ما بعد عندما تظهر الحكومة المصرية علامات على استعادة المؤسسات الديمقراطية، ويتم تكوين حكومة جديدة. وذكرت «واشنطن بوست» أن لا الكونجرس ولا المسؤولين المصريين تم إبلاغهم بالقرار. وأن الإعلان عن القرار قد يتم تأجيله.
الخبر القنبلة بثته أولا «سى إن إن» إلا إنه وبعد أقل من ساعة قالت كايتلين هايدن متحدثة باسم مجلس الأمن القومى فى بيان مقتضب «إن التقارير التى تحدثت بأننا سنوقف كل مساعدتنا العسكرية لمصر غير صحيحة. وسوف نقوم بالإعلان عن مستقبل علاقة مساعدتنا مع مصر فى الأيام المقبلة. لكن كما أوضح الرئيس فى الجمعية العامة للأمم المتحدة فإن علاقة المساعدات سوف تستمر»، وحرص المكتب الإعلامى للخارجية الإمريكية أن يرسل هذا البيان للصحفيين على أساس أن الكثير منهم تساءل حول هذا الأمر المثار فى نهاية اليوم.
وذكرت «نيويورك تايمز» فى معرض تناولها للقضية المثارة حول استمرار المساعدات لمصر بأن القرار الذى تناولته «سى إن إن» وبثته أولًا لا يشمل قطعًا كاملًا للمساعدات حسب قول مسؤولين أمريكيين.. وأنهم قالوا أيضا (حسب قول الصحيفة) إن أوباما شعر بأنه مجبر، وعليه أن يأخذ موقفًا أشد، خصوصا بعد أحداث العنف والمصادمات التى تفجرت فى عدة مدن مصرية الأحد الماضى، التى أدت إلى مقتل 50 شخصًا. والصحيفة ذاتها ذكرت أيضا أن وزارة الدفاع وفى بيان صادر فى الساعات الأخيرة من يوم الثلاثاء اكتفت بالقول «البنتاجون لن تعلق الليلة على التقارير الصحفية بشأن المساعدات للحكومة فى مصر». وذكرت «نيويورك تايمز» أيضا أن وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يآلون الذى يوجد فى الولاياتالمتحدة هذا الأسبوع التقى بنظيره الأمريكى تشاك هيجل أول من أمس الثلاثاء. وأن هيجل على اتصال دائم مع الفريق أول السيسى وزير الدفاع المصرى.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن ما يخص قطع الغيار الخاصة بأجهزة عسكرية أمريكية تملكها مصر وبرامج التدريب للقوات المسلحة سوف يستمر. كما أن المسؤولين لم يقدموا أرقامًا حول كم من ال1.2 مليار دولار كمساعدات عسكرية سيتم حجبها. إلا أنهم قالوا إن التركيز الأولى سيكون حجب أو إيقاف إرسال صفقة من طائرات هليكوبتر آباتشى يبلغ عددها 12 طائرة، والصفقة عقدت منذ 4 سنوات، وتقدر قيمتها ب820 مليون دولار.
واهتمت الصحف الأمريكية الكبرى الصادرة صباح أمس بالقضية المثارة. تناولت «نيويورك تايمز» هذا الأمر فى الصفحة الثالثة. «واشنطن بوست» نشرته فى الصفحة الرابعة مع إشارة بصورة صغيرة بالصفحة الأولى. أما «وول ستريت جورنال» فتناولت القضية بعنوان كبير وصورة كبيرة فى وسط الصفحة الأولى، ونشرت التفاصيل فى الصفحة الثامنة للصحيفة. وقد ذكرت «وول ستريت جورنال» قول مسؤول أمريكى: «سوف نستمر فى تقديم الأموال التى تبدو أنها تدعم مصالح أمننا القومى»، وأشار إلى أن المساعدة الأمريكية لجهود مصر فى حماية حدودها مع إسرائيل ومواجهة الميليشيات فى سيناء سوف تستمر. كما أن جهود مشتركة أكبر لمواجهة القاعدة ومنظمات إرهابية أخرى سوف تستمر.
ومن جهة أخرى أبدى البيت الأبيض «قلقه البالغ» تجاه أحداث العنف فى مصر. وقالت برناديت ميهن متحدثة باسم مجلس الأمن القومى «لدينا قلق بالغ تجاه العنف الذى شاهدناه فى مصر خلال الأيام القليلة الماضية. ونحن ندين كل أعمال العنف، كما ندين التحريض على العنف». وذكرت ميهن أيضا «أن الحكومة المصرية لديها مسؤولية حماية كل المصريين وخلق مناخ يمارس فيه كل المصريين حقوقهم العالمية ومنها التجمع والتعبير والإعلام الحر»، مضيفة: «كما أن هؤلاء الذين يعبرون عن آرائهم عليهم أيضا مسؤولية أن يقوموا بذلك سلميًّا».
كما أدانت الخارجية الأمريكية العنف المتصاعد فى مصر، وقالت مارى هارف نائبة المتحدث باسم الخارجية «نحن ندين العنف من كل الأطراف»، وأضافت: «ليس هناك مكان لأناس يهاجمون المنشآت الحكومية، ويقومون بمهاجمة قوات الأمن فى سيناء. ليس مقبولًا هذا النوع من العنف بالنسبة لمستقبل مصر. وبالتأكيد فإن انتقالهم (الديمقراطى) لا يجب أن يتم تعطيله بهذا العنف. ولهذا نناشد كل الأطراف وكل المجموعات بأن تكون جزءًا من العملية (السياسية) رغم أن الأوضاع صعبة جدا».
تنويه لا بد منه
بما أنى أعتدتُ أن أكون أمينًا وصريحًا وصادقًا فى تعاملى مع القارئ. فإن ما نشر أمس فى «رسالة واشنطن» الفقرة الثانية فى توصيف «نيويورك تايمز» والقول بأنها «المعروفة بمساندتها القوية لجماعة الإخوان المسلمين» هو شىء لا أتفق معه، ولم أكتبه أصلا فى الرسالة. مهمتى بل مسؤوليتى كما أراه دائمًا أن أنقل فى رسالتى من واشنطن ما يجرى ويحدث ويكتب ويقال حتى لو كان هذا لا يتفق أحيانًا مع ما أراه أنا شخصيا أو ما أريد أن أسمعه أو أقرأه. كما أننى أؤمن دائمًا بأن القارئ له ما يكفيه من نضجه الإنسانى وحسه الوطنى، وأن من حقه أن يعرف ما يقوله الآخرون حتى لو لم نتفق معهم فى الرأى دون إطلاق أوصاف وتعميمات بشأنهم.
المعونة الأمريكية من 1983 حتى 2013 2013 1983 1.1مليار دولار 1.1مليار دولار قيمة المعونة العسكرية 4 مليارات دولار 1.8مليار دولار بند نفقات القوات المسلحة من موازنة الدولة 25% 72% نسبة المعونة / إنفاق الدولة 96 مليار دولار 15 مليار دولار موازنة الدولة فى ذات التاريخ 1% 9% نسبة المعونة للموازنة 125 مليون دولار 25 مليون دولار سعر الطائرة (إف 16) 8 طائرات 44 طائرة قيمة شراء المعونة العسكرية للطائرات مثلا 0.5% 4% نسبة المعونة/الدخل القومى 64% 32% ما تسترده أمريكا من المعونة