إلي الشارع يارجال مصر ونساءها وشبابها .. فلن يغير مصر إلا أن تري الحكومة منكم موقفاً مصمماً علي التغيير واستعداداً للتضحية محمود الخضيري طيرت وسائل الإعلام جميعاً في قلق وأسف نبأ مطالبة نواب الحزب الوطني وزارة الداخلية بإطلاق النار علي المتظاهرين العزل الذين قاموا من أجل المطالبة بالتغيير وإصلاح أحوال مصر بعد أن تردت إلي حد لا يمكن السكوت عليه، ووصف أحد النواب مظاهرات شباب 6 أبريل بأنهم انتفاضة الحرامية وطالب الوزير باسم 80 مليون مواطن الذين يمثلهم قتل هذه القلة المارقة بإطلاق الرصاص الحي عليهم والخلاص منهم لقيامهم بتعطيل المرور وتهديد الأمن القومي، والغريب في الأمر أنه بعد صدور هذه التصريحات والمطالبات من أعضاء حزب الحكومة والتي تحول المجلس بسبب وجودهم فيه من مدافع عن حق الشعب إلي سفاح يريد الخلاص منه علي حساب بقائهم فيه، أنه لم يصدر لا من زعيم الأغلبية المزورة ولا من قائدها أحمد عز ولا من رئيس المجلس أي نفي أو حتي اعتذار عن هذه التصريحات التي لا يمكن أن تصدر من مخبر في المباحث، فضلا عن عضو المفروض أن مهمته الرئيسية الدفاع عن الناس وحماية مصالحهم. هل رأينا في حياتنا أعضاء يمثلون الشعب مهمتهم المطالبة بقتله والخلاص منه، لو أن وزير الداخلية خرج منه تهديد بهذا المعني لفقد صلاحيته للبقاء في الوزارة؛ لأنه يتحول من حارس لأمن الشعب إلي عدو له، إطلاق النار علي المتظاهرين لو قام به مستعمر يحتل الوطن لاعتبرنا منه ذلك تجاوزاً لا يمكن السكوت عنه ولقام الشعب كله في مواجهته يقاومه بالقوة حتي يجبره علي الرحيل. انتخابات مجلس الشعب علي الأبواب، وهي أيام يسعي فيها النواب غالباً إلي إرضاء الناس والتقرب إليهم والتودد لهم حرصاً علي الحصول علي أصواتهم في الانتخابات المقبلة، فلماذا لا يقوم أعضاء الحزب الوطني بذلك، بل نجدهم كما شاهدنا يهاجمون الناس ويطلبون ضربهم بالنار ويصفون سياسة وزارة الداخلية التي ترتب عليها إصابة بعض المتظاهرين من جراء اعتداء رجال الشرطة عليهم بالسياسة اللينة ويطالبون بزيادة الحدة معهم وضربهم بالنار، هكذا دون محاكمة أو سماع دفاع، متظاهر ضاقت به الحال فخرج يصرخ مطالباً الحكومة بالنظر إلي ظروفه في السكن أو المعيشة يعود إلي أهله جثة هامدة بعد أن أطلق عليه رجال الشرطة النار؛ لأنه عطل المرور في الطريق، رأيت بنفسي منظر المعتصمين أمام مجلس الشعب وهم يفترشون الأرض علي الرصيف المقابل للمجلس لعدة أيام دون أن يتعطف عليهم نواب الحزب الوطني ولو حتي بإلقاء التحية، ولا ينظر إليهم ويحاول مساعدتهم سوي أعضاء المعارضة الذين لا حول لهم ولا قوة في المجلس. هل يتصور هؤلاء النواب أن إطلاق النار علي المتظاهرين وقتلهم يمكن أن يقضي علي مظاهرات الغضب عليهم والاحتجاج علي مسلكهم ومسلك حكومتهم، إن إطلاق النار علي المتظاهرين وقتلهم واستعمال القوة في فض المظاهرات مثل سكب البنزين علي النار يزيدها اشتعالاً، وحتي إذا سكتت هذه المظاهرات إلي حين بسبب الاستعمال المفرط للقوة في قمعها، فإنها لم تلبث أن تشتعل مرة أخري بقوة تفوق كثيراً ما كانت عليه، لم تنجح قوة علي مر التاريخ من منع مظاهر احتجاج علي ظلم مهما كانت قوة ووسيلة القمع، والقضاء علي هذه المظاهرات لا يكون إلا بمعرفة سببها ومحاولة تحقيق مطالب المتظاهرين بالوسائل المتاحة، وما تطالب به هذه المظاهرات ليس أكثر من إتاحة الفرصة للشعب للتغيير عن طريق الديمقراطية التي اختارها الشعب طريقا للحكم والمفروض أن الحكومة تعمل علي تحقيق ذلك، لا يطالب الشعب بأكثر من أن تكون له حرية اختيار من يحكمه من نواب ورئيس جمهورية يختارهم بإرادة حرة، لأنه شاهد نتيجة تزوير الانتخابات، نواب لا يعرفون سوي مصلحتهم الشخصية يحققونها علي حساب مصلحة الشعب وبكل الطرق المشروعة وغير مشروعة؛ لأن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، نواب أصبحت النيابة العامة لا عمل لها إلا طلب رفع الحصانة عنهم للتحقيق فيما يرتكبون من جرائم في حق المال العام ونهب ثروات الشعب، نواب مكانهم الطبيعي وراء القضبان وليس مقاعد مجلس الشعب. نواب لا يعرفون إلا التصفيق للمسئولين ومطالبتهم بالمزيد من الضغط علي الشعب وسحله وقتله لأنه خطر علي المرور والأمن القومي، نواب أشداء علي إخوانهم في غزة ورحماء علي أعداء الشعب من الصهاينة. كنت أتوقع أن أسمع صوت الدكتور فتحي سرور رئيس المجلس وهو أستاذ الحريات الذي ظل سنوات طويلة يدافع عنها أمام المحاكم ويدرس كيفية الحفاظ عليها لتلاميذه الذين يرون سلوكه اليوم في السكوت عن محاسبة من يطالب بقتل الشعب جملة ويقارنونه بسلوكه وهو أستاذ جامعي ويتعجبون مما يمكن أن تفعله المناصب بالإنسان من تغيير يكاد يحوله من ملاك طاهر إلي شيطان أخرس، بقي في عمر هذا المجلس بضعة شهور ثم يرحل عنا غير مأسوف عليه فقد شاهدنا منه ما لم نشاهده من مجلس سابق. حقا إن كل المجالس السابقة أتت عن طريق التزوير وكان فيها من أشكال الانحرافات ما فيها مثل نواب الكيف ونواب سميحة ونواب القروض وشاهدنا في الإسكندرية منهم من يشتري قطعة أرض علي الساحل لكي يستعملها في جلب المخدرات مستغلا الحصانة التي منحها له الشعب، ولكن بلا شك إن هذا المجلس ظهرت عوراته بشدة حتي كادت تغطي علي عورات المجالس السابقة والسبب في ذلك في الحقيقة، هو أن المعارضة فيه أشد من المعارضة في المجالس السابقة وهي وإن لم يكن لها أثر في تغيير ما يصدر عنه من قوانين ظالمة وسلوك مشين إلا أنها كان لها بلا شك أثر كبير في إظهار عورات المجلس وفضح سلوك نواب الأغلبية وهذا فضل لا ينكره أحد، وهو الذي أشاع في الناس الإحساس بالظلم وإظهار عيوب سلوك بعض الأعضاء ولولا هذه المعارضة لظلت هذه السلوكيات المشينة بعيدة عن أنظار الشعب لا يعرف عنها شيئا، وهذا يساعد في الفترة القادمة علي أن يقوم الشعب بمقاومة تزوير الانتخابات حتي يمنع مثل هؤلاء النواب المنحرفين من الوصول إلي المجلس، وأن يضحي من أجل تحقيق إرادته في اختيار نواب ولو كان ثمن ذلك إطلاق النار عليه لأن العيش الكريم يستحق التضحية من أجله ولو بالحياة نفسها. إلي الشارع يا رجال مصر ونساءها وشبابها فلن يغير مصر إلا أن تري حكومة الحزب الوطني منكم موقفا مصمما علي التغيير والإصلاح واستعداداً للتضحية من أجل ذلك بكل غالٍ وتصميمما علي تحقيق مطالبكم مهما كان الثمن، المظاهرة تلي المظاهرة، والصبر علي الاعتصام والإضراب مهما أصابنا من ألم ومشقة؛ لأن نهاية الصبر دائما الفرج ومن يصبر كثيرا ينل مراده، والمعركة ليست سهلة ولا يسيرة لأنك تحارب إخوة لك استأثروا دونك بكل شيء وهم لا يرغبون أن يتركوا لك حتي الفتات لكي تعيش به، بل هم يفقرونك ويذلونك ويطمعون حتي في القليل الذي بين يديك وعندما تقول لهم اتركوا لي حتي هذا القليل يطلقون عليك النار لأنك خائن تعطل مركباتهم الفاخرة من أن تمر بسرعة في الطريق وهم يريدون المرور حتي علي جثثنا فليس المهم عنده سوي أن يمر ويصل إلي بيته امنا بعد يوم شاق من الكفاح في المجلس بح فيه صوته بالمطالبة بإطلاق الرصاص عليك. الحزب الوطني اسم علي غير مسمي أساء للحزب الوطني الحقيقي الذي أنشأه مصطفي كامل ليكون نواة للتحرر والديمقراطية في مصر، هؤلاء النواب لغياب الوازع الديني عندهم لا يعرفون أن الوطني المؤمن حقا بوطنيته يعتبر أن الموت في سبيل المطالبة بالحرية والديمقراطية شهادة لأنها قولة حق عند إمام ظالم، وأن السجن في سبيل الوطن خلوة يخلو فيها المؤمن إلي ربه يدعوه ويناجيه ويطلب منه إزالة الظلم ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب ويجيبه ربه سبحانه وتعالي قائلا «وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين» خاصة أن المظلوم لم يسكت عن الظلم ويقاومه بكل ما أوتي من قوة، من أجل ذلك فإننا نخرج في هذه المظاهرات وأرواحنا علي أكفنا ننشد الشهادة ونتمثل بقول خليفة رسول الله لأسامة بن زيد وهو يودعه في ذهابه إلي إحدي الغزوات «احرص علي الموت توهب لك الحياة». نحن لا نحرص علي حياة أي حياة مثل بني إسرائيل الذين قال الله عنهم «ولتجدنهم أحرص الناس علي حياة» أي حياة ولكننا نحرص علي الحياة الحرة الكريمة التي نعيشها في عزة موفوري الكرامة، ولذلك لن يخيفنا إطلاق الرصاص ولا السجن، وستروننا دائما أمامكم ونأتي إليكم حتي في منامكم نقض مضاجعكم ونحرمكم من النوم حتي تصابوا بالجنون أكثر مما أنتم فيه ويكون مصيركم إما السجن أو مستشفي الأمراض العقلية أو القبر، حيث تصيحون عند رؤية ما ينتظركم من جحيم «يا ليتني قدمت لحياتي»، ويخاطبنا نحن ربنا قائلا «يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي». يا أخي الحريص علي حريتك وكرامتك ومستقبل أبنائك أنت مدعو إلي التجمع اليوم 3 مايو في ميدان التحرير بجوار مسجد عمر مكرم الساعة الثانية عشرة ظهراً للمشاركة في مسيرة سلمية يتقدمها أعضاء من مجلس الشعب من المعارضة وبعض رموز مصر للتوجه إلي مجلس الشعب وتقديم عريضة بمطالب الشعب في الفترة القادمة هي: 1- إلغاء حالة الطوارئ. 2- الإفراج عن جميع المعتقلين. 3- سرعة إقرار مشروع قانون مباشرة الحقوق السياسية قبل الانتخابات المقبلة تعديل المواد 76 و 77 و 88 من الدستور، ولتعلم جموع الشعب خاصة أهالي المعتقلين أن هذه فرصتكم للدفاع عن حقوقكم وتحقيق مطالبكم في الحرية والديمقراطية وأن من يتقاعس عن المشاركة في مثل هذه المسيرة السلمية لا يلومن بعد ذلك إلا نفسه.