لا يمكننا حل المشاكل باستخدام نفس العقلية التي أنشأتها” آلبرت آينشتاين. عندما تسمع من موظف حكومي بدرجه رئيس وزراء ان مشاكل المواطن المصري السبعه وهي (القمامة والكهرباء والأمن والمرور والغذاء والتعليم وإلبطاله ) سببها ان مصر بلد فقير قليل الموارد الماليه ، فاعلم علم اليقين انه اما كاذب واما جاهل وان عقليته هي العائق الوحيد لحل هذه المشاكل ،،تساؤل بريء هل مصر اعجوبه او اختراع دون بقيه دول العالم ؟ الم تنجح زيمبابوي في حل مشكله القمامه .
ونجحت نيبال في توليد الطاقه بحلول محليه بسيطه وتمكنت جنوب أفريقيا من خفض معدلات الجريمه وأصبحت البرازيل نموذج يحتذي به في القضاء علي الجوع وقفزت كوريا الجنوبية الي العلا نتيجه لتطوير نظامها التعليمي ونجح بنك جيرمين ببنجلاديش في مكافحه ألفقر وتقليص معدلات البطاله الي مستويات غير مسبوقة . هذه مقارنات بدول اغلب من الغلب وظروفها تصعب علي الكافر !!
واقل مننا في الموارد الطبيعية والبشرية ومع ذلك نجحت لانها اطلقت العنان للخيال السياسي والاداري وفشلنا نحن لأننا ابتلينا بنخبه سياسيه همها الاول الانتخابات بإلقائمه او الفردي ومشغوله بنصيبها من غنائم السلطه ،وتيار متأسلم يحاول أعاده عقارب الساعه للوراء يتمترس خلف فقه البدواه الذي يقزم الاسلام العظيم ويحصره في اللحيه والنقاب .
اما الثوار الشباب الذين إذا ما أعطوا مناصب ومكاسب في التأسيسية والوزارة رضوا وإذا لم يعطوا سبوا ولعنوا ،وأعلام تافه وسطحي يغذي الكراهية والتناحر بين المصريين ،بوضوح ودون مواربه الكل حول السلطه ولا احد حول المواطن المطحون المغلوب علي أمره والذي كفر بالثورة والجميع ، اذا هو جرس الإنذار الأخير لتحقيق اهداف الثوره للمواطن وهي العيش والامان والعداله الاجتماعيه قبل الحريق الكبير الذي سيأكل الأخضر واليابس .
فمصر تمر بظروف ومشاكل استثنائية لا يجب ان تحل بطرق تقليدية عقيمه عفي عليها علي الزمن ، نحن بحاجه لعقول شابه سريعه الإيقاع تأتي بأفكار طازجة من خارج الصندوق تتجاوز الخطوط الوهمية للجهاز البيروقراطي المتعفن ،هل يستطيع الببلاوي ان يدخل التاريخ من أوسع أبوابه ويتبني استراتيجيه ( صناعه الامل والتفاءول )وهو ماتحتاجه مصر الان وإنقاذها من الغرق من قتامه ضبابيه المستقبل المجهول ،ويطلق مبادراه جديه و خلاقه بين الحكومة والناس ،تحث المصريين علي التفاعل والمشاركه في طرح حلول لمشاكلهم تجعلهم يشعرون بان مصر تغيرت وانها علي الطريق الصحيح ،أكاد اجزم ان مصر حبلي بالطاقات والمواهب بالداخل والخارج في كافه المجالات والتي علي استعداد لتقديم عصاره أفكارها وخبراتها لبلدها وتنتظر أشاره البدايه من اهل الحكم .
ماذا لو كان هناك البنك المصري للخيال الذي يضع المصريين ودائعهم من الأفكار والحلول لمشاكلهم هو الكنز المخفي الذي سينتشل مصر من عثرتهاويرفعها الي العظماء العشرين .يجب ان يكون هذا البنك هو الشغل الشاغل لوزاره الشباب وبها خالد عبد العزيز وخالد تليمه وهما متحمسان لإنجاز شئ مختلف لمصر .
لا يجب ان نستهين او نستخف من اي فكره مهما كانت غريبه او خياليه فمعظم المعرفه والحقائق الان ما كانت الا خيالا بالأمس ،،فمن كان يصدق ان مؤلف قصص الأطفال الشهيرة مغامرات تان تان البلجيكي هيرجيه يقدم قصتين مصورتين بعنوان تان تان ووجهه القمر وتان تان واستكشاف القمر تصور نزول الإنسان الي القمر كما حدث بالفعل والعجيب انه حتي تطابق تصميم ملابس رواد الفضاء مع الواقع فيما بعد والتنبؤ بحقائق علميه كثيره منها اختلاف قواعد الجاذبية بين الأرض والقمر .
المفاجاه انه اصدر القصتين قبل 16 عاما من نزول ارمسترونج الي القمر بل وحتي من قبل ارسال السوفييت لأول قمر صناعي الي هناك ،الطريف ان هيرجيه بعث برساله الي ارمسترونج يذكره ان خياله هو كان البوابة الحقيقيه للواقع ، مؤكد يوجد في بلدنا أكثر من هيرجيه مصري بحاجه فقط لمن يؤذن بحي علي الخيال