بكلمات ممزوجة بالألم والحزن والحسرة على فقد ضحية من ضحايا الإرهاب الدموى الذى استهدف موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، أكدت أسرة الشهيد على سيد عبد العظيم، (30 عاما - كهربائى)، على ضرورة القصاص لابنها الشهيد، حيث قال والد الضحية إن ابنه ليس له أى انتماء سياسى أو حزبى، وكانت «لقمة عيشه» هى شغله الشاغل، مضيفًا «أراه مرتين فقط شهريًّا، يأتى فيها إلى القرية للاطمئنان علىّ وعلى ابنه وزوجته التى تعيش معنا». عم سيد الذى كان يكرر جملة «حسبى الله ونعم الوكيل.. منهم لله الظلمة»، أكد أن الشهيد هو ابن قرية «منشأة الحج» التابعة لمركز إهناسيا فى بنى سويف، وكان يسكن هو وزوجته وابنه آدم (عام ونصف) فى منزل الأب بالقرية، لكن على وبعد أن عمل كهربائيًّا أصبح له سكن آخر فى عزبة «الهجانة» بمدينة نصر، ويضيف الوالد: «أطالب بالحفاظ على حق نجلى وعدم التفريط فى دمه، حتى لا تتحول الدنيا إلى غابة، أنا لا أطلب شيئًا من أحد لأنهم مهما أعطونى لن يعوضونى ابنى».
شقيقه رجب (22 عاما) يقول: «استيقظت صباح يوم الحادثة على تليفون شقيقى الأكبر هشام يصرخ فىّ ويقول (أخويا ملوش ذنب.. إحنا طالعين على أكل عيشنا)، فظننت من الوهلة الأولى أن إخوتى فى مشاجرة، فأغلقت الهاتف وأسرعت مهرولا إلى أخى أحمد الذى يعمل كموكجى فى محل بجوار مدرسة العبور بالحى الثامن، وأخبرته أن أشقاءنا فى مشاجرة، فاتصل بأخى هشام، وأخبره بأنهم فى مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، فأخذنا دراجة بخارية للذهاب إليهم، ونحن فى الطريق إليهم منعنا الأمن من المرور بالشارع الذى وقع فيه الانفجار، وأخبرنا الأهالى أن هناك حادثة إرهابية وقعت منذ دقائق وراح ضحيتها كثير من الأبرياء».
وتابع رجب: «عندما وصلنا إلى قسم الاستقبال فى مستشفى مدينة نصر، تقابلنا مع هشام الذى أخبرنا بأن على أصيب فى حادثة محاولة اغتيال وزير الداخلية، خلال مروره من أمام مسكن الوزير متجها لمحل المكوجى ليأخذ (عدة الشغل) ليستكمل عمله فى الكهرباء بأحد الشقق القريبة، وهو الآن داخل غرفة العناية المركزة فى محاولة لإنقاذه».
ويضيف رجب: «إدارة المستشفى منعتنا من رؤية أخى إلا بعد مرور 6 ساعات كاملة، وعندما دخلنا عليه الغرفة وجدناه فى غيبوبة تامة، ولم نسمع إلا صوت أنفاسه المتقطعة، وفى السابعة مساء وأصر مسؤولو الأمن بالمستشفى على خروجنا لانتهاء مواعيد الزيارة، وعدنا صباح السبت أنا ووالدى الذى جاء من البلد وأشقائى وأهل قريتنا للاطمئنان عليه لنجده فارق الحياة، حيث فشل الأطباء وفشلت أجهزة المستشفى فى إنقاذه».
«الدستور الأصلي» حصلت على نص تقرير الطب الشرعى الصادر من دار التشريح، حول مقتل المواطن على سيد عبد العظيم، شهيد المحاولة الإرهابية لاغتيال وزير الداخلية، والتى استهدفت موكبه بمدينة نصر صباح الخميس الماضى.
وكان عبد العظيم قد توفى أول من أمس (الجمعة) بمستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر، إثر تعرضه لشظايا نارية نتيجة الانفجار.
تقرير الطب الشرعى الصادر من دار التشريح، أورد أنه تبين من تشريح جثمان القتيل على سيد عبد العظيم، والبالغ من العمر 29 عاما، أن سبب الوفاة ناتج عن فتات معدنى اخترق عظام الجمجمة من الجبهة، وأحدث كسورا بعظام الجمجمة وتهتكا بالمخ وسحايا ونزيفا دماغيا.
تقرير الطب الشرعى أوضح أنه تبين من تشريح جثمان المجنى عليه بمشرحة زينهم، وجود حرق نارى فى الساق اليسرى 5 سم درجة أولى وثانية، ولكن تلك الإصابة لم تكن سببا فى الوفاة، وأن إصابة المجنى عليه بفتات معدنى وشظايا نارية نتيجة الانفجار هى سبب الوفاة.
وأشار التقرير إلى أنه لم يتبين من تشريح القتيل وجود أيه إصابات بطلقات نارية أو إصابات طعنية أو قطعية، باستثناء الشظايا النارية التى تسببت فى الوفاة وأودت بحياة المجنى عليه.
مصدر مسؤول بدار التشريح بمصلحة الطب الشرعى ذكر ل«الدستور الأصلي» أن الشظايا النارية التى أصابت الجبهة والمخ، وما أحدثته من أنزفة دماغية وسحايا، أدت إلى وفاة المجنى عليه على الفور، موضحا أن التقرير النهائى سيتم استخراجه عقب الانتهاء من كتابة الصفة التشريحية والتعرف على أوراق علاج المجنى عليه بمستشفى التأمين الصحى وتسلم مذكرة النيابة الخاصة بالحالة، لإرسال التقرير النهائى بصورة كاملة إلى النيابة المختصة بمباشرة التحقيقات فى القضية، مشيرا إلى أن التقرير النهائى سيصدر خلال أسبوع على أقصى تقدير.
المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه أوضح أنه تم إرسال الأشلاء التى تسلمها الأطباء الشرعيون من مكان الحادثة إلى المعامل الطبية والكيماوية، مشيرا إلى أن أغلبها تمثل فى ساق مبتورة وقطع جسدية وأجزاء من أطراف، وسيتم معاينتها ومناظرتها للتعرف إذا ما كانت تتبع شخصا أو اثنين.