الطفل أحمد عصام: فوجئت بقنبلة تقع على سيارة حرس الوزير.. بعدها توالت الانفجارات عملية إرهابية تضاف إلى سجل جرائم عصابات جماعة الإخوان العامرة بالتفجيرات. العملية كما نعلم أسفرت عن إصابة 21 شخصا فى حال حرجة، بينهم ستة من أفراد الشرطة، وطفلان أحدهما يدعى محمد محسن لم يتعدَ عشر سنوات، أجرى له عملية بتر لساقه، إضافة إلى سيدة بريطانية اضطر أطباء مستشفى التأمين الصحى فى مدينة نصر، لبتر ساقها، والأمر ذاته لمساعد أمين شرطة اسمه صلاح الدين حسن.
مدير مستشفى التأمين الصحى بمدينة نصر الدكتور عماد كاظم، أكد أن قوات الجيش فرضت حراسة مشددة على 11 مصابا مدنيا محتجزا داخل مستشفى التأمين الصحى، خوفا من استهداف أحدهم داخل المستشفى، وهو ما أكده رائد جيش منوط بحماية المستشفى، قائلا: «هدفنا حماية المصريين أى كان انتماؤهم، أو دينهم»، وأبدى الضابط حزنه على الأبرياء الذين يتساقطون من الشعب المصرى فى العمليات الإرهابية، التى تستهدف ضباط الجيش والشرطة.
استقبال المستشفى شهد حالة من الارتباك والفوضى بعد تشديد التعليمات على إخلاء الدور الرابع لمصابى الحادثة فقط، ونقل المرضى الآخرين بالمستشفى إلى غرف أخرى تمهيدا لزيارة وزيرة الصحة الدكتورة مها الرباط للمصابين، برفقة الدكتور عبد الرحمن السقا رئيس هيئة التأمين الصحى، وهو ما أثار استياء أهالى المرضى، فى حين تركت إدارة المستشفى أهالى المصابين فى الحادثة فى الطرقات حتى انتهاء الزيارة.
داخل الغرفة 420 بالدور الرابع يرقد الطفل أحمد عصام (12 عاما)، اقترب «الدستور الأصلي » منه ليروى لها عن ساعات الموت، فيقول أحمد «كنت أقف مع خالتى أنتظر الميكروباص فى محطة بالقرب من موقع السيارة التى انفجرت، وشاهدت خروج موكب وزير الداخلية، وفور اقترابه منى فوجئت بقنبلة تقع على سيارة حراسة الموكب من الخلف، وفجأة انفجرت إحدى السيارات الوقفة أمامى، ثم اشتعلت أربع سيارات أخرى، وظلت الانفجارات تتوالى، ومن شدتها سقط على الأرض».
ويكمل الطفل روايته فيقول: «حاولت الوقوف والهرب من موقع الحادثة فأصبت بخرطوش فى الرقبة والبطن، فى أثناء إطلاق حرس وزير الداخلية النيران فى الهواء لتأمين السيارة التى يوجد فيها اللواء محمد إبراهيم، وشاهدت الدماء تنهمر من رقبتى وصرخت مستغيثا بالسكان لينقلونى إلى أى مستشفى، بعد أن اختفت خالتى فى موقع الحادثة»، ويضيف أحمد عصام «ذهبت إلى مستشفى التأمين الصحى فوجدت خالتى داخل غرفة العمليات فى حالة حرجة بعد إصابتها بخرطوش أسفل السرة وأخرى اخترقت الحجاب الحاجز».
أما فى الغرفة 419 فترقد مصابتان، الأولى لاجئة صومالية الجنسية وتدعى آمنة على، وهى مصابة بجروح وكسور بالظهر والساقين، وكانت فى طريقها إلى العمل وقت انفجار السيارة، وأصر وفد سفارة بلدها على نقلها إلى مستشفى كليوباترا لاستكمال العلاج، أما المصابة الثانية فهى بريطانية الجنسية وتدعى آيكا حسن، وأجرت عملية عاجلة لبتر ساقها اليسرى.