الصحف اللبنانية تصف الحكم بالسياسي .. وتقارن بين محاكمة أعضاء حزب الله وبين هشام طلعت مصطفى حسن نصر الله يعتبر الحكم بسجن أعضاء خلية حزب الله "وسام شرف" اعتبر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن الاحكام التي صدرت في مصر أمس على عناصر "خلية حزب الله" تشكل "وسام شرف"، مع أنها احكام "ظالمة بحق هؤلاء المجاهدين"، على حد وصفه. وقال نصر الله في لقاء تلفزيوني مع قناة الرأي الكويتية "هذه الأحكام وسام شرف على صدور هؤلاء المجاهدين وهؤلاء الشرفاء". وأضاف "هذا مفخرة لنا أن تعرف كل الشعوب العربية والاسلامية أننا نسجن ونعتقل لأننا نقول ربنا الله الذي يأمرنا أن نكون إلى جانب إخواننا في فلسطين وفي قطاع غزة". وتابع "لا أرى في هذا خسارة لعمق عربي، بالعكس هذا فيه تأكيد لمصداقية موقفنا والتزامنا تجاه الشعب الفلسطيني." وتوجه نصر الله بالحديث إلى من سماهم المجاهدين المعتقلين وعائلاتهم قائلاً: "أنتم عندما اخترتم طريق مساندة ودعم الشعب الفلسطيني كنتم تعرفون أنه في لحظة من اللحظات قد تتعرضون للاعتقال ولما هو أبعد من الاعتقال، وهو القتل والشهادة. وبالتالي ما واجهتموه خلال السجن والأحكام التي صدرت اليوم هو وسام شرف على صدور هؤلاء المجاهدين وهؤلاء الشرفاء. أضاف: هذا مفخرة لنا أن تعرف كل الشعوب العربية والإسلامية أننا نسجن ونعتقل لأننا نقول ربنا الله ونصغي إلى الله سبحانه وتعالى الذي يأمرنا أن نكون إلى جانب أخواننا في فلسطين وفي قطاع غزة. ووأوضح نصر الله أنه سيتابع القضية حتى بعد صدور الأحكام، مضيفاً أنه سيلجأ إلى الوسائل السياسية والدبلوماسية لمعالجة هذا الأمر بعدما فشلت المحاولات القانونية، معتبراً أن " الأمور مع مصر ليست مقفلة". وأثارت هذه القضية توترا في العلاقات الصعبة اساسا بين مصر وايران، حليفة حزب الله بعدما اتهمت القاهرةطهران باستخدام هذا الحزب المشارك في الحكومة اللبنانية ليكون لها موطىء قدم في اراضيها. وكانت محكمة امن الدولة في مصر قد أصدرت أمس الأربعاء أحكاما بالسجن على الأعضاء ال26 في "خلية حزب الله" المتهمين بالتخطيط لاعتداءات في مصر لحساب حزب الله اللبناني. ووجهت المحكمة إلى المتهمين تهم التخطيط لاغتيالات والتخطيط لاعتداءات ضد مواقع سياحية مصرية وسفن تعبر قناة السويس لحساب حزب الله. وكان 22 متهما اعتقلوا في نهاية 2008 وفي يناير 2009 فيما لا يزال الاربعة الاخرون فارين. وفي رسالة مكتوبة بخط اليد نفي المتهمون التخطيط لاعتداءات على الأرض المصرية، موضحين أنهم حاولوا فقط مساعدة حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، خلال الهجوم الاسرائيلي الاخير شتاء 2008-2009. من جهته أكد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أنه سيسعى لإجراء اتصالات مع وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لمحاولة حل قضية حزب الله. وقالت صحيفة الأخبار اللبنانية أمس أن مصادر مصرية رفيعة قد أكدت أن أبو الغيط، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، بعث برسالة إلى نصر الله تتعلق بأعضاء الحزب الذين يحاكمون في مصر. ووصفت الصحيفة اللبنانية الأحكام المصرية ب"القاسية"، معتبرة أن قسوة الأحكام تنبع من كون المتّهمين لم ينفذوا، باعتراف الادعاء العام المصري، أي عمل عدائي داخل الأراضي المصرية. ورغم ذلك، فإن المحكمة قضت بسجن المسجونين منهم، وأبرزهم محمد منصور المعروف باسم سامي شهاب، مدداً وصلت في حدّها الأقصى إلى 15 عاماً. أما غير المسجونين، فحكم عليهم بالسجن المؤبد. من ناحية أخرى، وصفت صحيفة السفير اللبنانية الحكم المصري بأنه "مسيس"، وقارنت بين حكم قضية خلية حزب الله وبين قضية هشام طلعت مصطفى المتهم بقتل الفنانة اللبنانية سوزان تميم. وقالت الصحيفة اللبنانية إنه بينما منح مصطفى فرصة جديدة للحياة واستعادة سمعته رغم اعتراف شريكه محسن السكري، بانه استأجره لقتل تميم التي تركته من اجل رجل اخر، جاء التعامل مع خلية حزب الله قاسياً. وتابعت الصحيفة بالقول"لعل المفارقة الابرز هي ترؤس المستشار جمعة الذي نطق بهذه الاحكام، ايضا، لهيئة محكمة هشام طلعت مصطفى (وقبلها محاكمة المعارض ايمن نور، واستاذ علم الاجتماع سعد الدين ابراهيم). أما صحيفة النهار اللبنانية فدللت على أن الحكم "سياسي" بقولها إن رئيس المحكمة المستشار محمد عبد السلام جمعة المعروف بتشدده بتلاوة منطوق الحكم امام المتهمين الذين تعالت اصواتهم بهتافات الاستنكار، قام باجراء نادر وهو تلاوة بيانا ذا طابع سياسي بحت رد فيه على جوهر دفاع المتهمين عن انفسهم، وخصوصا محمد يوسف منصور وعلى تأكيدات الامين العام ل"حزب الله" أن الحزب لم يستهدف المساس بأمن مصر ولا خطط لاية عمليات ضدها، بل ان المجموعة التي أعتقلت كانت مكلفة فقط تقديم الدعم اللوجيستي للمقاومة الفلسطينية ضد اسرائيل في قطاع غزة. وتساءل المستشار جمعة في بيانه: "هل يشمل دعم المقاومة الفلسطينية رصد الافواج السياحية المترددة على مناطق جنوبسيناء، وهل يشمل ايضا دعم المقاومة استئجار بعض العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس واستغلالها في رصد السفن العابرة بالقناة، وهل دعم المقاومة الفلسطينية يكون من خلال تصنيع عبوات متفجرة؟". وأضاف: "ان ذلك يدل ويقطع بأن قصد هذا الحزب المسمى حزب الله هو ضرب اقتصاد مصر وتمزيق أوصال شعبها واشاعة الفوضى وعدم الاستقرار في أرجائها وبين ربوعها". ونعت البيان المتهمين المصريين في القضية بأنهم "خونة قادهم حب المال لسلوك طريق الجريمة بتشجيع وتحريض وتمويل من "حزب الله". وأضافت الصحيفة "على نحو لا سابق له، امتدح المستشار جمعة، الذي يتولى حالياً محاكمة الملياردير والقيادي البارز في الحزب الوطني الحاكم هشام طلعت مصطفى المتهم بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، اجهزة الامن المصرية وكذلك الادعاء ممثلا بنيابة امن الدولة واعتبر في بيانه ان العاملين في هذه الاجهزة "عاهدوا الله والشعب على حماية امن مصر من اي عابث".