الجمل: «القوائم» يمنح رؤساء الأحزاب نفوذ اختيار المرشحين.. وغالبية الشعب لا تستطيع التمييز بين البرامج الخلاف لا يزال قائمًا بين الأحزاب السياسية ولجنة العشرة التى تجرى تعديلاتها على دستور 2012، حول النظام الانتخابى الذى ستجرى على أساسه الانتخابات البرلمانية القادمة، فبينما رأت اللجنة المشكلة من شيوخ القضاة فى مصر أن النظام الفردى الأصلح لمصر الآن، تطالب الأحزاب بأن تجرى الانتخابات وفقًا لنظام القائمة.
الفقيه القانونى رجائى عطية، يرى أنه لا توجد أحزاب حقيقية على الساحة الآن، حتى تكون هناك انتخابات على نظام القوائم، وأن الأحزاب التى كانت موجودة قبل ثورة 25 يناير تم التعامل معها بواسطة أمن الدولة، كحزبى الوفد والتجمع مثلًا، لافتًا إلى أنه لو سأل أى مواطن الآن عن عدد الأحزاب الموجودة فى الشارع فلن يسطيع أن يذكر خمسة أحزاب منها، وإن استطاع فلا يستطيع التمييز بين الاتجاه السياسى لكل حزب، وعليه لا يجوز أن تُجرى الانتخابات البرلمانية بنظام القوائم الانتخابية، لافتًا إلى أن أغلب الأحزاب الحالية تعتمد على خلفيتها التاريخية، وهذا الأمر لا يعمل به فى الحياة السياسية، فالأحزاب واقع فعلى على أرض الواقع وليست تاريخًا يوضع فى المتاحف، مشددًا على أن مَن يسعون للانتخابات بنظام القائمة الآن يبحثون عن مصالحهم الشخصية فقط.
من جانبه، يرى المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة الأسبق، أن نظام القوائم الانتخابية يمنح رؤساء الأحزاب نفوذًا أكبر لأنهم مَن يضعون المرشحين فى القوائم الانتخابية، مشددًا على أن لكل نظام انتخابى عيوبه ومميزاته ومصر فى الوقت الحالى تحتاج إلى النظام المختلط، لا «القوائم» وحده ولا «الفردى» وحده، مشددًا فى الوقت ذاته على أن من عيوب الانتخاب بنظام القائمة أن أغلب الشعب المصرى يعانى من الأمية، وهو ما يمثّل أزمة كبيرة فى كيفية تمييز الشعب بين برامج الأحزاب التى تشارك بالقوائم، مؤكدًا أن النظام الفردى يحقّق معرفة الناخب بالمرشح الذى ينتخبه ويصنع علاقة بين هذا الناخب ومرشحه، لافتًا إلى أن من عيوبه استخدام المال السياسى وسيطرة العصبية والقبلية فى عملية الانتخاب، ويؤدى إلى إضعاف الأحزاب السياسية القائمة.
أما البرلمانى المخضرم أبو العز الحريرى، فيرى أن لكل نظام انتخابى ظروفه غير المتوفرة الآن فى مصر، وأسس التفضيل بين كل منهما غير موجودة، وأن مَن يفضّل نظام القوائم يرى أنه يحد من الأموال الفاسدة، ويساعد الأحزاب والحركات السياسية، وأن الفريق الذى يدعم الانتخابات على أساس النظام الفردى يرى أنه سيمنع الإخوان المسلمين وأنصارهم من الدخول إلى مجلس الشعب القادم، لافتًا إلى أن الظرف الآن لن يؤدّى إلى تشكيلة مجلس شعب نيابى حقيقيى بنسبة 15%.
ولفت الحريرى إلى أن التركيبة المصرية الآن بها خلل كبير، ولا تنتج عنها عملية انتخابية حقيقية، فالشعب المصرى يعانى الفقر والمرض والأمية والمشاركة المحدودة فى الانتخابات، ولا بد أن يسأل السياسيون أنفسهم الآن قبل الجدل حول الانتخاب بنظامى القوائم أو الفردى: هل هناك مناخ انتخابى صحيح أم لا؟ وهل هناك ثقافة برلمانية فى الشارع أم لا؟ وهل الشارع يعرف ما المهام التى تقع على النائب فى المجلس أم لا؟
وشدّد الحريرى على أن غالبية الشعب المصرى تنتخب القوائم على أساس شخص من فيها والبعض ينتخبها بسبب الفكرة العامة التى تعبر عنها، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن الانتخاب بالنظام الفردى يحتاج إلى أموال كثيرة وأجهزة مساعدة، فتقسيم الدوائر فى النظام الفردى يكلّف المرشح كثيرًا ولا يستطيع تغطية المنطقة التى يرشح عنها النائب الفردى إلا مَن يملك أموالًا كثيرة أو يستغل الدين للتأثير على الناخبين.