حافظوا فقط على المنافقين والانتهازيين ومن باعوا ضميرهم ومن هم على استعداد لبيع أنفسهم.
جعلوا من مصر عزبة خاصة.
فرضوا دستورا طائفيا لا يلبى مطالب الشعب الذى خرج فى ثورة ضد الاستبداد والظلم.
كذبوا وضللوا الناس.
فشلوا فى إدارة البلاد «بامتياز».
ظلوا حتى آخر لحظة يعاندون الشعب ويتمسكون بالسلطة.
لم يستمعوا إلى العقلاء فى البلاد والحلفاء الوطنيين الحريصين على الشعب.
أدخلوا البلاد فى أزمات تحتاج إلى كثير من الوقت والعزيمة لحلها.
كان لا بد أن يرحلوا..
ومع هذا يثيرون الفتنة حتى الآن ولا يستمعون إلى نداء العقل.
أخرجوا ميليشياتهم ليقوموا ب«موقعة جمل» فى كل محافظة.
يتمسكون بالسلطة رغم أنهم يدّعون أنهم زاهدون فيها.
لكنهم رحلوا فعليهم أن يتعلموا.
عليهم أن يعرفوا أن الشعب هو المعلم.
وأن الشعب لن يترك حقه أبدًا.
لقد ثار الشعب ضد حكم استبداد مبارك.
ورفض حكم العسكر بجنرالات المعاشات.
وها هو يثور ضد الاستبداد الدينى وتجار الدين.
ويستعيد الشعب ثورته وقوته فى أنه مصدر السلطات.
فلم يتعلم الإخوان بعد من الشعب..
تخيَّلوا أنهم الأصح وأنهم «بتوع ربنا» وضحكوا على الناس فى ذلك لكن الشعب كشفهم وفضحهم.
فهم ليسوا «بتوع» ربنا.
بل إنهم بتوع الدنيا.
وما فعله محمد مرسى حتى آخر لحظة قبل عزله يؤكد ذلك، فالرجل ظل مطيعًا -ولا يزال- لقياداته فى الجماعة التى وضعته مندوبًا لها فى الرئاسة للإصرار على البقاء.
لم ينظروا إلى الملايين التى خرجت فى الميادين والشوارع تريد التخلص منهم.
لقد أفسدوا فى الأرض.
أفسدوا الحياة السياسية وانتهكوا حرمات مؤسسات الدولة واعتدوا على القضاء، ولم يقدموا أى تغيير أو أى إصلاح، اللهم إلا بتنصيب أنفسهم والاستيلاء على الوظائف والمكافآت والحصانات.
لقد رحلوا.
ولنعد مرة أخرى إلى المربع صفر لنقيم دولة ديمقراطية حديثة.