المهددة بالتحول إلى مركز إعادة البلهارسيا إلى مصر أحد الأديرة التاريخية في وادي النطرون في قلب الصحراء المصرية يقبع وادي النطرون بأديرته التي تعتبر إحدي علامات تاريخ الرهبنة في مصر والعالم، ولها صفاء روحي يبتعد عن الصخب خاصة عند الأقباط بسبب مباركة المسيح عليه السلام وهو طفل لها أثناء رحلته مع أمه إلي مصر هربا من بطش الرومان وطلبا للأمان. وترجع تسمية الوادي باسم «وادي النطرون» الذي يقع علي بعد 14 كم من منتصف طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوي إلي بحيرات ملح النطرون المنتشرة فيه وعددها 8 بحيرات تستخرج منها الصودا، ويلفت النظر للأديرة الأربعة «دير الأنبا مقار ودير الأنبا بيشوي ودير السريان ودير البراموس » بوابة ضخمة عليها صورة للسيدة العذراء والسيد المسيح. وأديرة وادي النطرون ارتبطت بها قضية وفاء قسطنطين التي قيل إنها أشهرت إسلامها ثم تراجعت ودخلت أحد أديرة الوادي. وأديرة وادي النطرون أيضا لها علاقة روحية خاصة بالبابا شنودة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية حيث احتفل مؤخرا مع عدد من أساقفة ورهبان الكنيسة القبطية بعيد شم النسيم في دير الأنبا بيشوي. وليس وادي النطرون مجرد أديرة فقط بل به أيضا أبرز سجنين في مصر علي الطريق الصحراوي بين القاهرةوالإسكندرية، يقع أولهما في الكيلو 92، الذي تم الانتهاء من بنائه في سبتمبر 1994 ونُقل إليه المعتقلون من سجن استقبال طره وأبي زعبل وبه ثلاثة عنابر بها 54 زنزانة جميعها للمعتقلين السياسيين، بينما يقع الثاني في الكيلو 97 ويتكون من سبعة عنابر من بينها أربعة عنابر مخصصة للسجناء والمعتقلين السياسيين الذين يبلغ عددهم حوالي 1400 معتقل، وبقية العنابر للسجناء الجنائيين الذين يبلغ عددهم 1100 سجين جنائي. وقد أصدر مركز حقوق الإنسان لمساعدة السجناء بشأنهما أحد تقاريره التي تنتقد أوضاع المساجين والمعتقلين و الانتهاكات التي تحدث لهما، والمخالفة لالتزامات مصر الدولية بموجب تصديقها علي المواثيق الدولية والمخالفة أيضاً لأحكام الدستور والقوانين الوطنية. ويعرف عن وادي النطرون أنه أحد المراكز المهمة في مصر لاستصلاح الأراضي والتي أعلن وزير الزراعة أمين أباظة عن طرح أراض بها خلال شهر مارس الماضي، إلا أن أرضه الشاسعة كانت سببا في مذبحة شهيرة وقعت بمنطقة «وادي الفارغ» بسبب الخلاف علي قطعة أرض راح ضحيتها نحو 11 مواطناً، وفي هذه القضية أصدرت محكمة الجنايات بدمنهور حكماً بإعدام 24 متهماً في هذه المذبحة منها 9 أحكام غيابية وتم النقض علي الحكم مؤخرا. ووادي النطرون من المناطق المهددة بعودة مرض البلهارسيا، وهو الأمر الذي كشفه تشكيل مديرية الصحة بالبحيرة لجنة عليا خلال اليومين الماضيين لمكافحة مرض البلهارسيا لضرورة العمل علي تنفيذ الخطة القومية للقضاء علي البلهارسيا بنهاية عام 2010 ومنع غزو البلهارسيا إلي مناطق استصلاح الأراضي الجديدة. وتعد قرية الإمام مالك هي المستهدف الأبرز للقضاء علي البلهارسيا وتم الإعلان عن حملة لتوزيع العلاج علي جميع تلاميذ المدارس والمواطنين بالقرية وتوابعها فضلا عن معالجة المجاري المائية للقضاء علي القواقع الناقلة للمرض خاصة فيما يتعلق بالجانب الشرقي للمدينة والذي يعتمد علي مياه الترع والمصارف في الري.