رصدت صحفية الجارديان البريطانية موسم المظاهرات والغضب في شوارع القاهرة، متوقعة حدوث ثورة في مصر. وقدمت اقتراحات لتفعيل مظاهرات المعارضة لتتمكن من فرض التغيير. وقال الصحفي الامريكي المقيم بالقاهرة جوزيف مايتون في مقال له بالصحيفة المئات وربما الالاف من قوات الامن واجهت عشرات المتظاهرين ممن خرجوا الى الشوارع مطالبين بالاصلاح الديمقراطي بقوة وحشية فاعتدت عليهم واحتجزتهم وتحرشت بالنساء منهم، مشيرا الى ان هذه الدائرة من العنف لا تنتهي. ولفت مايتون الى ما حدث خلال مظاهرتي 6 و13 ابريل مع المتظاهرين المطالبين باصلاحات دستورية واعتداء الامن عليهم والذي يجب ان تتم ادانته على كافة المستويات. وتابع ان الشرطة كسرت ذراع سيدة في 6 ابريل، وفي 13 ابريل وقعت حالة اغماء لرجل من الضرب العنيف الذي تعرض له على ايدي رجال الشرطة. واضاف ان الصحفيين ايضا تعرضوا للمضايقات على ايدي قوات الامن، من مصادرة كاميراتهم، كما منعت قوات الامن الصحفيين من الاقتراب من المتظاهرين. واشار مايتون الى ان هناك سبيلا لتفعيل مظاهرات المعارضة المصرية لتتمكن من احراج الحكومة امام الغرب. مشيرا الى ان نجاح قوات الامن في تفريق المظاهرات يمنح الحكومة فرصة في الادعاء امام الغرب بان هؤلاء المتظاهرين قلة ولا يمثلون اغلبية المجتمع المصري. واوضح ان هناك مخرج للوضع الحالي بالنظر الى صراعات الامم الاخرى لوضع بدايات جديدة. وتابع ان الثورة من الممكن ان تحدث في مصر ولكن يجب ان تحدث بشكل جماعي ويلتف حولها المعارضون لانهاء دائرة المظاهرات الشجاعة التي تفتقر للتنظيم والتي فشلت على مدار السنوات القليلة الماضية في احداث تغيير. وتابع مايتون ان هناك طريقتين للتحرك الاحتجاجي يمكن وضعهما في الاعتبار لاطلاق بداية جيدة في مصر وهما طريقة المهاتما غاندي في الهند، او طريقة مارتن لوثر كينج في الولاياتالمتحدة. واشار مايتون الى ان غاندي في النصف الاول من القرن العشرين انشأ جيشا من المتظاهرين السلميين قاوموا الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، مما ادى إلى استقلال الهند وألهم الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم. ولفت مايتون الى صمود الهنود في وجه الجنود الانجليز وتلقيهم الضربات تلو الضربات، ونقل وسائل الاعلام لاعتداء جنود الاحتلال البريطاني على المتظاهرين السلميين الصامدين، هما ما جعلا التغيير ممكنا. واوضح الكاتب ان المعارضة المصرية ينبغي عليها ان تنظر في هذا، فاذا تمكنت من حشد مظاهرات بالالاف والسير في وجه الشرطة وتلقي ضرباتها والصمود، سينتبه الغرب الى ان جموع الشعب تريد التغيير وسيحرج نظام الرئيس حسني مبارك. النوذج الثاني، بحسب الكاتب، هو نموذج محاربة التمييز العنصري ضد السود الذي انتهجه مارتن لوثر كينج في الولاياتالمتحدة في النصف الثاني من القرن العشرين. واوضح مايتون ان كينج واتباعه انتهجوا ضد الحكومة الامريكية في ذلك الوقت تحديا خطيرا وهو المقاطعة. مضيفا ان مقاطعة السود للحافلات في الخمسينات جعلت الولاياتالمتحدة تلاحظ ان حركة المقاطعة منظمة، مشيرا الى ان هذه المقاطعة نجحت في تقليص القوة الاقتصادية لامريكا في مدن عدة. وفي النهاية تمت تلبية مطالبهم. واوضح ان المصريين بامكانهم تطبيق نظريات مماثلة للمقاطعة لمهاجمة بنية الاقتصاد الحكومية كاولى الخطوات على الطريق للوصول الى التغيير. مشيرا الى ان الاقتصاد يهم الحكومة اكثر من حقوق المواطنين. وتابع ان الوصول الى مرحلة ايقاف المدينة وخلو المواصلات العامة من المواطنين، سيرسل رسالة الى الحكام في قصورهم مفادها: لن نتحمل ان نكون مواطنين من الدرجة الثانية. مشيرا الى ان هذه الخطوة الاولى جيدة كبداية لتتبعها خطوات اكبر. واضاف مايتون ان الشكل الحالي للمظاهرات في مصر لا يأتي بنتائج كثيرة على صعيد المطالب الحقيقية بالتغيير. واشار مايتون الى ضرورة ان تجد المعارضة لها حليفا في مؤسسة الحكم او الشرطة ليساعدها على احداث التغيير. فالمسار الحالي للتغير في مصر غير ناجح.