لما طُلب مني أن أكتب حاجة بمناسبة السنة الجديدة، فكرت كتير، وبعدين حسيت إني علي المستوي الشخصي عندي رضا والحمدلله.. فيما يخص الحالة العاطفية بيني وبين زوجي، وإن الحمدلله، وخمسة وخميسة برضه، راضية إلي حد ما بتربية بنتي، ومشغولة بالصراع الدائم اللي متلخص في سؤال كل أم: مين اللي هيربي مين؟! وعلي المستوي المادي.. عمره ما همني.. سواء معايا ولا معاييش.. والحمدلله معايا ومستورة. أما بالنسبة لشغلي، فدائمًا وأبدًا عندي طموح بحجم عشقي لهذا العمل.. إني أطور منه، وأخلص له لأبعد حد.. وطموحي ده حصرته في بعض الحاجات، وهي قبول تحديات جديدة، وإنعاش أفكاري وتقبل أفكار جديدة وطازة، وإني أحلم أكتر وأكتر، ولما فكرت في نقطة الأفكار الجديدة، وإنعاش القديمة.. حسيت إني أنا العبد الفقير لله.. عايزة أكتب رسالة للمفكرين والمثقفين.. اللي دورهم في حياتنا هي إنهم يثروها ويشحذوها بالأفكار المبتكرة والملهمة. إذا كان الفكر بيثقلني وبيديني حرية التفكير الرحب البعيد عن أي حواجز أو تعقيدات، فيجب علي المفكر أن يعلمني كيف أكون حرة.. يحررني من الكراهية والأنانية والتوحد، ويشكل بداخلي ويجاوب دايما علي سؤال: «أبتدي منين؟!».. أن لا يكتب لنفسه، بل يعلمني كيف يفكر فيما يدور بداخلي أنا التي أتلقي أفكاره.. يخليني كده بالبلدي فكرة من أفكاره.. مش بس يعلمني إزاي أحبه، ولا يعلمني فكرة، ولكن يضعني في سكة وطريق له منهج وله أول، ومش مهم يكون له آخر.. يكلمني عن الحقيقة، ومش أي حقيقة، بل الحقيقة المجردة.. يعري أمامي كل المفكرين الآخرين الذين يزيفون الحقائق.. إنه العطاء بلا حدود، فهو بذلك سيجعلني أستوعب فكرة العطاء ومعناه.. العطاء لنفسي وللآخرين.. أريد مفكرا يطلعني علي مكنونات وأسرار الواقع.. المفكر الذي يحيي أفكاري ويجعلها قادرة دائما علي تلقي الجديد.. يعلمني بثقافته قوة الرفض والثورة.. هو يرفض كما يشاء، ويبكي علي من يشاء، لكنه ببكائه ودموعه هذا لن يغسل جوع هذا العصر، وأنا أقصد كل ما تعنيه كلمة الجوع من معان.. يخبرني ويساعدني كيف أقدم رغيف خبز يسد رمق فقير في بلدي.. أيها المفكر العظيم، ومش باتريق والله العظيم.. أنادي عليك في برجك العاجي.. هلا نزلت معنا إلي هؤلاء الجوعي؟! نطعمهم خبزا وحبا وعطاء وثقافة ووعيا بلا حدود.. هذا حلم استيقظت عليه.. كل سنة وانتو طيبين.