المتهمون أطلقوا الرصاص من بنادق آلية بسبب خصومة ثأرية بين عائلتي «العمارنة» و«عبدالمنصف» في قرية الحجيرات تجمع المئات من أقارب المصابين والمتوفين أمام مستشفي قنا العام.. والأمن والإسعاف فشلا في دخول القرية الأمن بحاصر مستشفى قنا بالمدرعات شهدت قرية الحجيرات بمحافظة قناة مذبحة بشعة عقب قيام شخصين باقتحام سرادق للعزاء وإطلاق وابل من النيران علي المعزين بشكل عشوائي بسبب وجود خصومة ثأرية بين عائلتين يرجع تاريخها إلي 15 سنة، مما أدي إلي مصرع 7 أشخاص وإصابة عشرة آخرين. فوجئ المعزون الذين حضروا سنوية والد أحد الأشخاص من عائلة «العمارنة» ويدعي «حمدي عبدالحي عمر» بقيام «عبدالفتاح حجي» وابن شقيقته «أيمن عبدالرحيم» وشهرته «خطاف» من نفس العائلة باقتحام سرادق العزاء وهم يحملون أسلحة آلية ويطلقون النيران بشكل عشوائي علي المعزين من عائلة «عبدالمنصف»، مما أدي إلي وفاة «حجاجي عبدالرحيم حسن» و«إسماعيل عبدالغني وهبة» و«قناوي عبدالمقصود» و«راضي عبدالمطلب» و«عبداللاه عبدالحق» و«هنومة عبدالشافي» و«عبداللاه علي السوهاجي»، بينما أصيب 10 آخرون وتم نقلهم إلي مستشفي قنا العام وجراحة اليوم الواحد. كان اللواء «محمود جوهر» مساعد أول وزير الداخلية لمديرية أمن قنا قد تلقي إخطاراً من مباحث مركز قنا بقيام شخصين باقتحام سنوية عزاء لوالد أحد من عائلة «العمارنة» وإطلاق النار علي المعزين من عائلة الحلاقين. تبين أن المتهمين ينتمون لعائلة «العمارنة» ويوجد بينهم وبين عائلة «عبدالمنصف» خصومة ثأرية يرجع تاريخها لمدة 15 عاماً عندما قام أحد أفراد «الحلاقين» بقتل شخص من عائلة «العمارنة» بنجع المعلا بقرية الحجيرات. وقد استغل المتهمون فرصة حضور عدد من أفراد عائلة «عبدالمنصف» للعزاء في سنوية أحد أقاربهم، وقاموا باقتحام العزاء وإطلاق النار علي المعزين بشكل عشوائي، مما أدي إلي مصرع 5 أشخاص من عائلة «الحلاقين» وشخصين من عائلة أخري جاءوا كمعزين، بينما أصيب عشرة أشخاص آخرون من بين العائلتين. وقامت عائلة «عبدالمنصف» فور سماعهم نبأ مقتل أبناء عمومتهم بإحضار الأسلحة الآلية وتبادلوا إطلاق النار مع عائلة «العمارنة» لمدة 3 ساعات متواصلة، وذلك في غياب أمني ملحوظ، بينما لاذ المتهمون بالفرار. وصل إلي مكان الحادث 3 مدرعات و5 سيارات أمن مركزي و6 سيارات نجدة، وحاولوا نقل الجثث والمصابين إلي المستشفي، إلا أن الأمر تعذر عليهم. وقد تجمع حوالي 300 شخص من أهالي وأقارب المصابين والمتوفين أمام مستشفي قنا العام التي قامت أجهزة الأمن بتطويقه بجنود الأمن المركزي وسيارات النجدة والمدرعات، حيث حاول الأهالي اقتحام المستشفي للاطمئنان علي أقاربهم، إلا أن الأمن قام بمنعهم كما قام بجمع البطاقات الشخصية منهم وصرفهم من أمام المستشفي. وانتقلت نيابة مركز قنا برئاسة «طارق بكر» إلي مكان الجريمة، حيث قامت بإجراء المعاينة التصويرية للحادث، والذي تبين أنه عبارة عن مندرة مكونة من ثلاث غرف، بالإضافة إلي ساحة كبيرة والتي وقعت بها الحادثة، حيث عثر علي بعض المقذوفات الفارغة لسلاح آلي، حيث أمرت النيابة بانتداب خبراء المعمل الجنائي لرفع البصمات وعرض المتوفين علي الطب الشرعي لبيان أسباب الوفاة واستخراج الطلقات من الجثث لمطابقتها بالمقذوفات الفارغة. تم نقل 3 جثث إلي مستشفي قنا العام، بينما تم نقل 4 جثث إلي مستشفي جراحة اليوم الواحد بقنا، كما تم نقل المصابين إلي مستشفي قنا العام، حيث التقيت «الدستور» عدداً من المصابين، وأكد «مصطفي جبر مراد» أنه كان من ضمن حضور السنوية رغم وجود خصومة ثأرية بين هذه العائلة وعائلته «الحلاقين»، وما هي إلا لحظات أثناء استماعه القرآن الكريم حتي فوجئ بإطلاق الأعيرة النارية عليه من كل جانب، وقد أصيب بطلق ناري في الساعد اليمني، وقد استطاع الفرار من الأعيرة النارية وهو مصاب ثم فقد الوعي ولم يشعر بنفسه إلا داخل المستشفي. وأضاف: أنه ذهب لأداء الواجب ولم يرتكب في حياته أي ذنب سوي أن أقدامه ساقته إلي ذلك العزاء ليفاجأ بإطلاق النار عليه، وأشار إلي أنه لا يعلم من الذي قام بإطلاق النار عليه أو من أين جاء تلك الوابل من الطلقات. وقال: «الصغير عوض شحاتة» إنه من عائلة «الحلاقين» وذهب للعزاء بعد دعوته من عائلة «العمارنة» لحضور السنوية، وأنه أثناء انصرافه من العزاء بصحبة أحد أصدقائه فوجئ بشخصين ملثمين يقومان بإطلاق النار علي الحاضرين بشكل عشوائي، وقد شاهد الجثث تسقط علي الأرض من حوله، بينما أصيب بطلق ناري في الفخد اليمني وأخري في الساعد اليسري، وقام أحد أقاربه بحمله ووضعه داخل سيارة الإسعاف. أما «خميس علي السوهاجي» أحد المصابين والذي ينتمي لعائلة «السوهاجي» والذي جاء إلي العزاء بالصدفة لتقديم العزاء كغيره من باقي النجوع المجاورة لنجع معلا فقد أصيب ب 6 طلقات في البطن والصدر والفخد ليرقد داخل العناية المركزة حيث تعذر الحديث معه. وقال أحد أقاربه إن «خميس» وشقيقه «عبداللاه» كانا قد حضرا إلي العزاء في تمام الساعة التاسعة مساء، وبعد الاستماع إلي آيات القرآن الكريم وأثناء انصرافهما من ساحة عائلة «العمارنة» قام المتهمان «عبدالفتاح محيي» وابن شقيقه «خطاب» بإطلاق النار عليهما بشكل عشوائي مما أدي إلي إصابة «خميس» بينما لقي «عبداللاه» مصرعه في الحال. وأضاف أن المجني عليهما لا توجد بين عائلتهما وأي عائلة أخري أي خصوم ثأرية، وأنهما من أبناء نجع معلا المحترمين الذين لا يقومون بالتشاجر أو الدعوي للاقتتال مع الآخرين، وأن الصدفة هي التي جمعت بين دخولهما هذا العزاء وبين قيام المتهمين بإطلاق النار عليهما. وأضاف «محمد جودة» أن 90% من نساء القرية أصبحن أرامل بسبب الخصومات الثأرية وتجارة المخدرات، حيث يؤكد أن الحادث الأخير لم يكن بسبب الثأر فقط، حيث المشاجرة كانت منذ حوالي 15 يوماً بعد أن قام أحد أفراد عائلة «الحلاقين» بالتشاجر مع أحد أفراد عائلة «العمارنة» بسبب اختلافهما علي كمية من المواد المخدرة، وهو ما أثار حفيظة المتهمين، وقاموا بالتربص للمجني عليهم وقاموا بقتلهم داخل سرادق العزاء، وهو ما يدل علي مدي الفوضي وانعدام القيم لدي المتهمين. وأشار إلي أن القرية تحولت إلي ثكنة عسكرية بعد قيام الأمن بفرض الكردونات الأمنية حول القرية الذي دائماً ما يأتي متأخراً، وطالب أجهزة الأمن بعمل نقطة شرطة حتي يتسني توفير الحماية لشباب القرية الذي أصبح هدفاً للأعيرة النارية سواء من مجهولين أو من مواطنين معلومين.