قبل أى شيء إذا كان التضامن مع إخوتى المسيحيين تهمة فأنا أول المتضامنين معهم،وأول المتهمين،وإذا كان دفاعى عن الدم المصرى المسيحى جريمة فأنا أول المجرمين.تحاول خفافيش الظلام الآن إيهامنا أن أحداث الخصوص،ومحاصرة الكاتدرائية هى مجرد فتنة مثلها مثل أى فتنة حدثت من قبل،وغاب عن تلك الخفافيش أن كل المصريين على يقين كامل أنها ليست فتنة بل حادث مدبر،ومخطط له بإحكام منذ أن وقف الإخوة المسيحيون فى خندق واحد مع إخوتهم المسلمين دفاعاً عن الأزهر الشريف فكان لابد بالطبع من معاقبتهم على ذلك،وحتى تنفصل عُرى الوحدة بين الشعب المصرى.وقد يظن بعض الجهلاء من أتباع تلك الخفافيش أنهم بذلك يتقربون بذلك إلى الله!!كيف يقبلهم الله ويدهم ملوثة بالدم الحرام.فقد قال عَز مِن قائل"من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" فماذا فعل المسيحيون حتى يكون القتل جزاؤهم؟؟؟
هل قتلوا نفساً؟
هل أفسدوا فى الأرض؟
لم يحدث هذا أو ذاك!!
أحسب هؤلاء أن الله سبحانه،وتعالى سيرضى عن ذلك،وحتى لايكون لهم أى حُجة سأخطبهم بما أمر به الله،ورسوله،وبما أمرت به شريعة الإسلام السمحة لا شريعة الدم،والغدر التى يؤمنون بها،وحتى لايكون لهم حُجة أمام الله،وعباده لعل،وعسى يتأكدوا أن الله،ورسوله بريئون منكم،ومن أفعالكم الإجرامية فقد قال سبحانه،وتعالى:"ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها إسم الله كثيراً".والمقصود بهذه الآية الكريمة أنه لولا دفع الله بقوم عن قوم،وكف شرور أناس عن غيرهم بما يخلقه،ويقدره من الأسباب لفسدت الأرض،ولأهلك القوى الضعيف.(الصوامع)هى المعابد الصغيرة للرهبان،(البيع،والصلوات)هى أماكن العبادة لليهود،والمسيحيين.أى أن الله سبحانه،وتعالى بذاته العليا يجعل من الأسباب ما يدفع به الآذى عن دور العبادة سواء كانت للمسلمين،أو غيرهم فكيف يرضى الله أن تحاصر الكنائس،ويُعتدى عليها،وهو الذى يُقدرالأسباب لحمايتها؟!!!
كما قال سبحانه،وتعالى:"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين،ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يُحب المقسطين"(القسط)هو العدل،(البر)هو الإحسان،والفضل،وهو فوق العدل.إذن أمرنا الله سبحانه،وتعالى أن نُحسن،ونعدل إلى كل إنسان لم يقاتلنا،أو يخرجنا ن ديارنا،ومن يفعل غير ذلك فقد جهل،وآثم.
كما قال نبى الرحمة صلوات الله،وسلامه عليه"ألا من ظلم معاهداً،أو كلفه فوق طاقته،أو أخذ شيئاً بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة"،وقال أيضاً صلى الله عليه،وسلم فى نصارى نجران"إن لهم جوار الله،وذمة رسوله على أموالهم،وبيعهم"،وقال أيضاً فى حماية الدماء"من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة،وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً"كما قال صلى الله عليه،وسلم فى كف الآذى عن الذمى:"يجب كف الآذى عن الذمى،وتحرم غيبته كالمسلم"هل تكفيكم كل هذه الأوامر الشرعية أم تريدون المزيد حتى تعلموا أنكم تخالفون كل ما أمر الله به،ورسوله الذى قال:"من آذى ذمياً فقد آذانى،ومن آذانى كنت خصمه يوم القيامة"