«وقف المعادون للإسلام خارج منازلنا التى تقع فى منتصف بورما من أجل أن نخرج من منازلنا ليقتلونا وتركوا الآلاف منا مشردين بلا مأوى».. هكذا تحدث سكان بورما لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، التى رسمت صورة للوضع الراهن فى تلك البلاد المعروفة بميانمار التى لم يستجب لصراخهم أحد. من تلك البقعة رسمت الصحيفة صورة لامرأة تحاول تحديد موقع ما تبقى من حياتها، تبحث عن ممتلكاتها وسط أنقاض المنازل التى تم إضرام النيران بها ببلدة «ميكتيلا»، تلك البلدة التى وقف البوذيون فيها بالعصى والقضبان الحديدية ليهددوا سكانها المذعورين وهم يفرون منهم ويهددون المسلمين أو «كلار» فى لغة البورميين بالقتل.
ذكرت الصحيفة أنه وبعد مرور عامين من اتخاذ بورما سبيلها إلى الديمقراطية على يد زعيمة المعارضة أونغ سان سوكى، بدأت البلاد تتعرض لأعمال عنف مناهضة للمسلمين، وكانت أحدثها فى شهر مارس الماضى فى «ميكتيلا» التى أسفرت عن مقتل 43 شخصا وترك الآلاف من المسلمين دون مأوى، وإعلان حالة الطوارئ وإرسال الجيش بعد «خراب مالطا».
تعددت أعمال العنف -والقول للصحيفة- على منازل المسلمين وحرق مساجدهم التى لم يتبق منها إلا القليل، لافتة إلى حركة «969» التى يقودها الراهب البوذى «ويراثو» المشهور بتعصبه وعنصريته وعدائه الشديد للمسلمين فى بورما إلى مقاطعة الشركات والمتاجر التى تعود ملكيتها إلى المسلمين فى ميانمار.
أثار هذا الراهب العنصرى الكراهية تجاه «الروهنجيا» -المسلمين الأصليين فى بورما- حيث أعطى تعليماته إلى الرهبان المبتدئين عبر مقطع فيديو بث من خلال حسابه فى موقع «فيسبوك» يحرضهم فيه على كراهية الإسلام فى ميانمار باستمرار والقيام باشتباكات دينية وعرقية بينهم وبين المسلمين.
لم تكن تلك الممارسات جديدة على الشعب المكلوم، حيث عادت الصحيفة بالتاريخ إلى ممارسات السلطة العسكرية البورمية المستبدة التى استخدمت كل أشكال الانتهاكات ضد مسلمى بورما، لدفعهم إلى ترك أراضيهم أو لتحويلهم عن دينهم، فكانت عمليات القتل والاغتصاب والتعذيب ومصادرة الأراضى تتم بشكل ممنهج وبأقسى الصور، وقد زادت الانتهاكات مع الحملات التى شنتها السلطات بدعوى فرض النظام فى عامى 1978 و1991.
وقد منع النظام البوذى القمعى مسلمى بورما من الالتحاق بالوظائف الحكومية، كما تم إجبار النسبة الضئيلة التى حصلت على وظائف على تغيير أسمائهم الإسلامية، وهو الأمر الذى تكرر فى ما يخص التعليم بسبب التمييز العنصرى.
تستمر أعمال العنف ويستغيث البورميون من أجل الحياة والحفاظ على حقوقهم الدينية والسياسية.. فهل من مجيب؟!