رئيس الوفد المصري: نقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف.. لكن بقاء البشير في السلطة ضمان لاستقرار السودان البشير واجهت التحركات المصرية الأخيرة في السودان انتقادات حادة من أغلب القوي السياسية السودانية ،حيث اعتبرت الدور المصري جاء متأخراً تجاه قضايا السودان، كما أرجعت عدد من الأحزاب المعارضة الاهتمام المصري المتزايد لمصالح مصر الاستراتيجية تحسباً لاحتمالات انفصال الجنوب. وحول الانتقادات الموجهة لمصر بتأخرها عن قضايا السودان قال رئيس الوفد المصري: إن مصر موجودة دائمًا في السودان ولا مجال لتدخل آخر، نافيا وجود أي تقاطع في الأدوار بين القاهرة والدوحة في قضايا السودان، حيث أوضح أن مصر الآن تركز علي قضايا الجنوب نسبة لقناعتها بالدور القطري حول ملف دارفور، في الوقت نفسه اعتبر أن الإغراءات المالية القطرية دون فهم سببت كثيرا من العثرات حول المضي قدما نحو حل أزمة إقليم دارفور غربي السودان، كما رأي أن هناك تغييرًا في السياسة الأمريكية تجاه السودان، مختتما حديثه بأن قضايا السودان كانت بحاجة لفهم أمريكي، معتبراً أن السياسة السابقة للإدارة الأمريكية في عهد بوش كانت تستند لجهات غير أمينة في معلوماتها. واعتبرت جهات عديدة أن زيارة الوفد المصري الخرطوم سببها الرئيسي دعم عمر البشير مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة، وهو الأمر الذي نفاه الوفد المصري ،حيث أوضح الوفد أن زيارته جاءت بهدف توجيه رسالة من الوزير عمر سليمان ومن القيادة المصرية بشكل عام بضرورة المشاركة الإيجابية في الانتخابات علي مستوي القوي السياسية بالكامل. وفي الوقت الذي أكدت فيه أنها تقف علي مسافة واحدة من كل الأطراف في الخرطوم، رأت السلطات المصرية أن استمرار عمر البشير مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة في سدة الحكم يعد الضامن الأكبر للأمن والاستقرار في السودان إذا اختاره الشعب السوداني، في وقت وصفت فيه قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان بسحب مرشحها لانتخابات الرئاسة ياسر سعيد عرمان بال «متسرع» فيما عابت علي الأحزاب السياسية الأخري اتخاذ أحكام مسبقة بشأن تزوير الانتخابات، وقال رئيس الوفد الرئاسي المصري قبل مغادرته الخرطوم أمس - الأربعاء - إنه ليس من العدل التشكيك في الانتخابات قبل قيامها، وأكد في تصريحات خاصة ل «الدستور» حرص مصر علي ضمان نزاهة الانتخابات، مضيفًا أن ذلك تجلي من إثبات الحكومة السودانية حسن نياتها في الفترة الأخيرة بإتاحة الحريات وتخصيص أموال للمرشحين مما يوضح أن هناك مناخًا ديمقراطيًا يسود الساحة السياسية السودانية بحسب قوله، كما أرجع رئيس الوفد المصري اتهامات كل القوي السياسية بعدم نزاهة الانتخابات إلي طبيعة الأجواء السياسية المصاحبة للانتخابات في كل العالم حتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية. من ناحية ثانية، جدد الرئيس السوداني عمر البشير أمس تمسكه بعدم تأجيل الانتخابات العامة في السودان التي تبدأ بعد يومين، متعهداً بأن تكون الانتخابات «حرة ونزيهة». وقال البشير في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأعمال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية «إن إجراء الانتخابات في موعدها هو استحقاق يحتمه الدستور الانتقالي واتفاقية السلام الشامل». من جانب آخر، حذرت فيرونيك دو كيسر - رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات في السودان - من أن البعثة قد تغادر إقليم دارفور الذي يشهد حربا أهلية، منتقدة التهديدات الأخيرة التي وجهها الرئيس عمر البشير إلي المراقبين. وقالت «دو كيسر» التي توجهت أمس إلي «الفاشر» العاصمة التاريخية لدارفور، «إذا كنت أعتبر أن الشروط الأمنية لم تتوافر، فليس لمراقبي الانتخابات فقط بل لسكان دارفور أيضا. وإذا لم يكن لديَّ الضمان بأن تتيح هذه الانتخابات القيام بعملية مراقبة معقولة، فلن أراقبها، ليس بطريقة تقليدية في أي حال».