وائل الإبراشي: القضاة ليسوا ملائكة ومن حقنا كإعلام التطرق لكل القضايا رئيس محكمة استئناف الإسكندرية: الإعلام أصبح وسيلة لهدم استقلال القضاء وحصانته المشاركون فى مؤتمر الإعلام والقضاء فى جامعة القاهرة سادت حالة من الجدل والخلاف بين القضاة والإعلاميين حول كيفية تغطية الصحافة والإعلام لكل ما يتعلق بالقضاء والقضاة وذلك خلال المؤتمر الذي عقدته كلية الإعلام بجامعة القاهرة أمس الأربعاء تحت عنوان «القضاء والإعلام» حيث اعترض بعض القضاة علي طريقة تناول الصحف لأخبارهم فيما دافع الإعلاميون عن حقهم في مناقشة جميع القضايا. حيث انتقد المستشار أحمد الزند - رئيس نادي قضاة مصر التناول الإعلامي للشأن القضائي، مؤكدًا أن لغة الحديث عن القضاة أصبحت لا تسر عدواً ولا حبيباً لسببين أولهما أن هناك إعلاميين لا يملكون خبرة كافية أو لديهم دراية عما يتحدثون عنه، وثانيهما أن هناك إعلاميين يكتبون بنية سيئة. واتهم الزند الإعلام بأنه السبب الرئيسي وراء نزول القضاء والقضاة من برجهم العاجي، قائلاً إن القضاة لم ينزلوا من برجهم العاجي بمحض إرادتهم وإنما أنزلوا منه علي يد بعض الإعلاميين، وهو أمر ما كان يجب أن يكون أو يجوز، مشيرًا إلي أن تقدير المجتمع للقضاء ليس للأشخاص وإنما للدور الذي يضطلعون به لحماية الحقوق والدفاع عن الحريات، وأضاف المستشار الدكتور خيري الكباش - رئيس محكمة استئناف الإسكندرية مواصلاً الهجوم الشرس علي الإعلام والإعلاميين بقوله إن الإعلام زعزع ثقة المواطن في الأحكام القضائية وسلب المواطن آخر ما يملكه ولم يعد الوجود الإعلامي في ساحات القضاء بديلاً أو نيابة عن الغائب من الجمهور تحقيقاً لمبدأ علانية الجلسات، بل صار يشكل ما يمكن تسميته المحاكم الإعلامية الموازية للمحاكم التابعة أو المكونة للسلطة القضائية فنجد الإعلاميين ينتقلون لإجراء معاينات لمسرح الجريمة، ثم يسألون شهود الإثبات وشهود النفي ويقيمون شهاداتهم تجريحاً أو مدحاً أو هما معًا أحيانًا ثم يستجوبون المتهمين وينتهون كل حسب وجهته التي يوليها إلي الإدانة فلا يقبل جمهور هذا البرنامج حكم البراءة أو الإدانة. ووصف المستشار المحمدي قنصوة- رئيس محكمة جنايات القاهرة- الإعلام بأنه مفسدة للقضاء حين يتدخل في عمل القاضي، وقال هناك محظورات بالنسبة إلي الإعلام في تناول ما يتعلق بالقضاء والقضاة أهمها ألا يتدخل الإعلام في المنازعة المعروضة أمام القضاء ولا يتدخل في الفصل فيها، لأن هذا هو عمل القاضي وليس عمل الصحفي، وقال قنصوة: إن الإعلام والقضاء ليس بينهما تصادم أو صراع، بل أستطيع أن أقول إن هناك تكاملاً بين دورهما، فالإعلام دوره تنوير المجتمع وقيادة الرأي العام، والقضاء مهمته الفصل في المنازعات فلا تعارض إذن بينهما. وأضاف «قنصوة»: القضاة ليسوا نجوم مجتمع ولا يصح أن يكونوا، فالقضاة الذين يتسابقون علي وسائل الإعلام بقصد تقديم أنفسهم هم ليسوا قضاة، أما إذا كان القصد من الظهور أو الحديث إلي الإعلام هو طلب رأيهم كرجال قضاء في قضية قانونية فلا بأس. من جانبه انتقد وائل الإبراشي- رئيس تحرير جريدة «صوت الأمة»- حديث القضاة عن عدم تناول وسائل الإعلام سواء الصحف أو الفضائيات لكل ما يتعلق بالقضاء والقضاة، وقال في كلمته: «إن القضاة مجتمع بشري وليس ملائكياً مقدساً والمؤسسة القضائية كغيرها من مؤسسات الدولة بها فساد وتجاوزات»، مؤكداً أنه حينما نريد أن نغطي علي الفساد في أي هيئة فإننا نزيد من مساحة القداسة فيها، لذلك حينما يقال إن المؤسسة القضائية مؤسسة لها قدسيتها فهذا أكبر خطأ. وأضاف «الإبراشي»: «القضاة مجتمع بشري لكن له خصوصيته والإشكالية هي كيف أحافظ علي هيبة القاضي وفي الوقت نفسه حق المواطن في المعرفة؟».