«نحن رجال والغائبون كذلك وكلنا نستطيع القيام بنفس الدور» كانت هذه هي كلمات أحمد الجمال- نائب رئيس الحزب «الناصري»- عندما سئل عن غياب ثلاثة من قيادات الحزب «الناصري» عن اللقاء الذي عقده مع قيادات جماعة الإخوان المسلمين أمس الأول ورغم ذلك لم تكن كلمات الجمال في المؤتمر الصحفي كافية للاجابة عن السؤال الذي طرح حول غياب «سامح عاشور- النائب الأول لرئيس الحزب «الناصري»- وضياء الدين داود- رئيس الحزب- وأحمد حسن- الأمين العام». فرغم أن لكل من القيادات الثلاثة أسبابه في عدم حضور لقاء الإخوان فإن السؤال يبقي قائما وإن كان عذر ضياء الدين داود هو الأكثر وضوحاً، فالرجل منذ أكثر من عامين يعاني مرضاً يمنعه من مغادرة بلدته بمحافظة دمياط وقد وصل لمرحلة متقدمة من العمر تصعب عليه التعرف علي الأشخاص الذين يلتقيهم. ومع ذلك فقد كان غياب سامح عاشور عن اللقاء هو الأمر الملفت أكثر حيث إن الرجل هو النائب الأول للرئيس وهو القائم بالفعل بأعمال رئيس الحزب الغائب وقد كان مبرر الحزب «الناصري» في غياب سامح عاشور أن «الناصري» قرر أن يكون ملف الحوار مع الإخوان في يد أحمد الجمال وأن يسانده عدد من قيادات الحزب مثل توحيد البنهاوي وأحمد عبدالحفيظ ومحمد سيد أحمد، ومع ذلك يبقي المؤكد أن غياب عاشور عن هذا الاجتماع له مبرر آخر- بالإضافة إلي المعلن- فمازال الخلاف بين عاشور والإخوان قائماً لا سيما بعد أن كان الإخوان خصوماً له في معركة انتخابات نقابة المحامين الأخيرة وهي المعركة التي فقد فيها عاشور موقعه كنقيب لمحامي مصر ، هذا الاختلاف في معركة قريبة نسبياً ربما كان سيضفي علي أجواء الحوار شحناً وتوتراً غير مطلوبين فضلاً عن ان عاشور مازال حتي الآن يتذكر سنوات طويلة من الصراع مع الإخوان المسلمين وقت أن كان نقيباً للمحامين ووقتها كان الإخوان خصوماً لعاشور في معركة الانتخابات- 2001 و2005- ثم خصوماً له وهم أعضاء في مجلس نقابة المحامين. أما غياب أحمد حسن- الأمين العام للحزب- فإن مصادر مطلعة ترجعه إلي عدم وجود قناعة لدي الرجل بضرورة أو بجدوي الدخول في حوار مع الإخوان المسلمين، ومن المعروف أن حسن أحد قيادات الحزب الناصري التي تهاجم الإخوان بضراوة طوال الوقت وأحد الذين يرون أن الخلافات بين الناصريين والإخوان أكبر من أن يحلها حوار مع عدد من قيادات الجماعة وتأتي تصريحاته في الصحف لتصب دائماً في خانة الهجوم علي الإخوان المسلمين لذلك فإنه فضل عدم حضور اللقاء حتي لو كان الاجتماع يأتي في ظروف دقيقة تمر بها مصر . الإخوان من جانبهم أعلنوا أنهم ربما يشركون المرشد العام محمد بديع في الحوار خلال الفترة القادمة وهنا ربما يظهر مستقبل الحوار بين الإخوان والأحزاب السياسية فلن تستطيع القيادات الأعلي في الأحزاب المقاطعة وإلا فإن موقفها سيتم تفسيره علي أن المقصود هو إفشال الحوار الذي إذا صدقت النوايا فيه ربما يضيف جديداً إلي الحياة السياسية التي بدأت تتحرك خلال الأشهر الأخيرة.