الجبالي : الهجوم الحاد على وثيقة الأممالمتحدة هدفه خروج مصر من كل الاتفاقات الدولية وإدخالها في خندق الدول المنغلقة. بالتزامن مع إطلاق الرئاسة لمبادرتها بعنوان "دعم حقوق وحريات النساء" عقد عدد كبير من الناشطات والحقوقيات وممثلات عن المنظمات النسائية وأمانات المرأة بالأحزاب وعضوات بالمجلس القومي للمرأة وعدد من قيادات جبهة الإنقاذ الوطني مؤتمرا صحفيا ظهر اليوم الأحد بمركز إعداد القادة لإعلان رفضهن لمبادرة الرئاسة بعد صمتها أشهر طويلة عن الإنتهاكات ضد المرأة المصرية وعدم دعوة أغلب منظمات المجتمع المدني لحضور إطلاق المبادرة والإكتفاء بدعوة عدد من أعضاء المجلس القومي للمرأة كضيوف شرف.
في كلمة للدكتور محمد البرادعي – مؤسس حزب الدستور – ألقتها نيابة عنه الدكتورة منى ذو الفقار قال فيها إن المرأة هي صوت الثورة وقلبها النابض وكانت في الصفوف الأولى في معارك ضد الارهاب والاستبداد وقمع الحريات في مناخ تغيب عنه سيادة القانون وأنها وقفت صامدة أمام هجمات العنف واغتيال واصابة ابنائها وبناتها وأعلنت رفضها اخماد صوتها وروحها وتمسكها بحقوقها،
مؤكدا أن العدوان على حرية وكرامة المرأة عدوان على حرية وكرامة الوطن وأن مسئولية الدولة لا تقتصر على اتخاذ ما يلزم من اجراءات لتنفيذ القانون وإنما تمتد لمعالجة والقضاء على أسباب العنف لعدم تكراره مشيدا بموقف الوفد المصري في الأممالمتحدة وانضمام مصر للتوافق العالمي حول وثسقة نبذ العنف ضد المرأة واقتصار التحفظ على ما يتنافى مع تشريعات الدين الاسلامي، مضيفا إن بيان حزب الحرية والعدالة بشأن وثيقة الأممالمتحدة تضمن تشويها متعمدا لنصوص الوثيقة ومواثيق حقوق الانسان بشكل عام.
المستشارة تهاني الجبالي قالت إن الوطن بأكمله في حالة إغتصاب وتحرش وإنتهاك لحرماته وإن التحرش بالنساء مجرد عنوان فرعي لوطن بأكمله يتم التحرش به، مؤكدة أن الهجوم الحاد على وثيقة الأممالمتحدة الخاصة بالمرأة هدفه خروج مصر من كل الاتفاقات الدولية وإدخالها في خندق مجموعة ال 17 وإظهارها وكأنها تدين حصول المرأة على حقوقها، مشيرة إلى أن السلطة فقدت شرعيتها منذ أمد بعيد.
رئيسة مكتب الشكاوى في المجلس القومي للمرأة فاطمة خفاجي وصفت مبادرة الرئاسة المعنونة بدعم حقوق وحريات المرأة بأنها استمرار لسلسلة أخونة قضايا المرأة خاصة مع عدم دعوة المجتمع المدني لهذه المبادرة ودعوة المجلس القومي للمرأة من جملة المدعوين باعتباره ضيفا وليس شريكا مع إنه الكيان الرسمي المنوط به القيام بأي مبادرة خاصة بحقوق المرأة أو النهوض بها،
مؤكدة أن دلالة ذلك هو نية الرئاسة لأخونة المجلس القومي أو إنشاء كيان مواز له بعد دوره في إقرار وثيقة نبذ العنف ضد المرأة وإنشقاقه عن مجموعة ال 17 المتطرفة "تضم بعض الدول المنغلقة التي لم توقع على الوثيقة مثل باكستان والسعودية" رغم نجاحه في إسقاط كافة المواد التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية في الوثيقة، وإنه من هذا المنطلق رفض أغلب أعضاء المجلس القومي للمرأة تلبية دعوة الرئاسة.
وفي ختام المؤتمر تم تكريم الناشطة مرفت موسى ووقف الحضور مصفقين لها، وقالت مرفت في كلمتها إنها أبدا لم تفقد الثقة في الشعب المصري ونخوة رجاله وشبابه الذين يحبون البلد، مضيفة : "حق بلدنا هنجيبه ولا أريد أن أوجه رسالة لمرسي لأنني اكتشفت أنه مثله مثلي لا حول له ولا قوة وأن الجماعة حين تبعث لنا بآلاتها تفرغ عقولهم وتبرمجهم وفقا لما تريد، ومن صفعني على وجهي كان جمادا ينفذ التعليمات، وأخاطب عقلاء وشرفاء شباب الإخوان لا تدعوهم يلغوا عقولكم فالله كرم الإنسان بالعقل وفكروا في سياسات الإخوان وما يفعلوه".
كما ناشدت الشرفاء من رجال الشرطة والقوات المسلحة قائلة :"الإخوان لا هيخلولنا أرض ولا عرض وعليكم أن تقوموا بدوركم في حماية البلد" ، مؤكدة أنها تطلب تدخلهم للحماية فقط وليس للحكم.
وردا على دعوة الرئاسة للمشاركة في مبادرة دعم حقوق وحريات النساء ألقت عدد من السيدات في أمانات الأحزاب المختلفة منها المصريين الأحرار والوفد والإشتراكي المصري كلمات خلال المؤتمر أعربن فيها عن رفضهن لهذه الدعوة وعدم المشاركة فيها لأنها في رأيهن بلا جدوى خاصة مع صمت الرئاسة طوال الفترة الماضية عن الانتهاكات الجسدية وقمع النساء على يد القوى الظلامية التي تريد العودة بالمرأة لعصور الكهوف، كما ألقت الحقوقية عزة سليمان بيانا يعلن رفض المنظمات النسائية التي تلقت دعوة للحضور للمشاركة.