وهكذا سقطت جماعة الإخوان المسلمين، فبعد الهزائم التاريخية التى منيت بها الجماعة فى انتخابات اتحادات الطلاب، تلقى الإخوان صفعة جديدة ومؤلمة بعد الخسارة الفادحة التى أصابتها فى مقتل بانتخابات التجديد النصفى لنقابة الصيادلة، حيث تمكنت قائمة «اتحاد الصيادلة المهنيين» التى تضم الصيادلة المستقلين وأنصار التيار المدنى وأحزاب الدستور والمصرى الديمقراطى ومصر القوية، من اكتساح النتائج فى مختلف قطاعات الجمهورية، بينما لم تتمكن الجماعة المهزومة سوى من حصد مقعدين فقط، هما قطاع وسط الدلتا وقطاع شرق الدلتا. مرشحو الجماعة فوجئوا بالخسارة واكتساح المستقلين والمدنيين المقاعد بالمحافظات، بعد تراجع شعبيتهم وازدياد الغضب الشعبى ضدهم، نتيجة فشل جماعة الإخوان المسلمين سواء داخل البرلمان أو فى الرئاسة أو الحكومة فى إدارة شؤون البلاد وتفاقم الأوضاع الاقتصادية، كما اقتصرت دعاية الجماعة فى انتخابات التجديد النصفى الحالى على نتائج الانتخابات السابقة، حيث سيطروا على 12 محافظة من أصل 15، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهى سفن الإخوان هذه المرة، وهو ما أرجعته قائمة الصيادلة المهنيين الفائزة إلى انعدام الثقة فى الإخوان وسعيهم لتسييس النقابات المهنية، مؤكدين فى بيان لهم أن نتائج انتخابات التجديد النصفى مؤشر كبير على بداية استرجاع النقابات المهنية وتخليصها من الاحتلال الإخوانى.
أمين عام نقابة الصيادلة الدكتور أحمد عقيل، أكد فوز قائمه الصيادلة المهنيين التى تضم قبطيا واحدا وهو الدكتور جميل بقطر، مشيرا إلى فوزه أيضا مع كل من محمد سعودى وأحمد فاروق، بمقاعد ممثلى مجلس النقابة العامة للمستوى العام فوق السن، وفوز هيثم عبد العزيز وأشرف مكاوى وأحمد عبيد، بمقاعد مجلس النقابة العامة للمستوى العام تحت السن.
بينما أكد مصدر مسؤول باللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، أن نسبة حضور الناخبين من بين أعضاء الجمعية العمومية بلغت 12% فقط، مشيرا إلى أن قائمة ائتلاف صيادلة مصر الذى ينتمى أغلب أعضائها لجماعة الإخوان المسلمين حصدت مقعدين بينما فازت قائمة الصيادلة المهنيين المحسوبة على التيار المدنى والأحزاب المدنية على 10 مقاعد من إجمالى 12 مقعدا، مشير إلى أن فوز قائمه المهنيين ب4 مقاعد من ال6 مقاعد المخصصة لممثلى المناطق فى مجلس النقابة العامة، وهما الدكتور أحمد أبو دومة بمقعد قطاع جنوب الصعيد، ونور الدين وجيه بمقعد قطاع شمال الصعيد، والدكتورة مروة خليل بمقعد قطاع القاهرة والجيزة، والدكتور حسام حريرة بمقعد قطاع غرب الدلتا.
من جانبه، اعتبر الدكتور أحمد فاروق، الفائز على قائمة الصيادلة المهنيين، أن نتائج انتخابات التجديد النصفى للنقابة، مؤشر حقيقى على تراجع شعبية جماعة الإخوان المسلمين بالحافظات، وتجديد للثقة فى المستقلين مرة أخرى، عقب محاولات أنصار الجماعة من أعضاء مجلس النقابة العامة للصيادلة تسييس النقابة، كما يحدث فى عديد من النقابات المهنية، حيث سيطر الإخوان على عديد منها ويسعون لإصدار قرارات تتوافق ومصالحهم وحدهم دون مراعاة للشباب.
فاروق أكد أن قائمة الصيادلة المهنيين -المحسوبة على التيار المدنى وتضم أحزاب الدستور والمصرى الديمقراطى ومصر القومية- ليس لديها أى مشكلة فى التعامل مع أعضاء مجلس النقابة العامة المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، خصوصا أن على رأس النقابة الدكتور محمد عبد الجواد الشهير بانتمائه للجماعة والموالى لها فى مصالحها ومواقفها، مؤكدا أن قائمة الصيادلة المهنيين تعهدت بخلع العباءة السياسية خارج نقابة الصيادلة، ومؤكدا أن انتخابات التجديد النصفى أعطت درسا للصيادلة المنتمين لحزب الحرية والعدالة بأن الانشغال بالسياسة والعمل وفق مصلحة الحزب الحاكم نتيجته النهائية «الخسارة».