البرادعي يصف النظام المصري بنظام قمعي يخاف من ظله لاعتقاله ناشرًا أصدر كتابًا عن أفكاره الإصلاحية القعيد يصف الاعتقال بالتصرف الأحمق.. وبهاء طاهر يعتبره ردة للوراء أحمد مهنى علق الدكتور محمد البرادعي -المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية- علي حسابه الخاص في موقع تويتر علي اعتقال الأمن المصري أحمد مهني صاحب دار «دون» للنشر بسبب توزيع كتاب يحمل عنوان «البرادعي وحلم الثورة الخضراء» والذي يؤيد فيه وصول البرادعي إلي كرسي الرئاسة في البلاد قائلاً: «اعتقال ناشر كتاب عني وعن أفكاري للإصلاح يبين أن النظام المصري نظام قمعي يخاف من ظله الخاص». وقد أنشأ البرادعي حسابًا خاصًا به علي موقع تويتر منذ أسبوعين ويقوم بالتعليق يوميًا علي الأحداث والزيارات التي يقوم بها. وقد وصف الإعلامي الكبير حمدي قنديل - المتحدث الرسمي باسم الجمعية الوطنية للتغيير - اعتقال الناشر أحمد مهني علي خلفية كتاب «البرادعي وحلم الثورة الخضراء» بأنه شيء مؤسف، وقال قنديل: الدولة لم تعد تكتف بمصادرة الكتب وإنما أخذت نهجاً جديداً باعتقال الناشرين، ونحن مع «مهني» ولن نتخلي عنه، وذهب أمس محامون من مركز هشام مبارك لمساندته، كما تم إسناد الملف للمستشار محمود الخضيري - مسئول اللجنة القانونية بالجمعية - وكذلك المحامي عصام سلطان - عضو الجمعية الوطنية للتغيير والقيادي بحزب الوسط-. واعتبر «قنديل» الهدف من اعتقال «مهني» ومداهمة مكتبة الدكتور أشرف وجدي وغيرها من الأحداث هو الإرهاب الفكري لجميع مناصري البرادعي، ليس فقط للمثقفين والسياسيين والإعلاميين منهم، وإنما للجمهور العادي والمواطنين، لكنه أضاف: ما لا تعلمه الدولة أن حاجز الخوف تم كسره، والناس بدأت نزول الشارع وزيارة البرادعي للمنصورة أكبر دليل، ولن تجد مع المواطنين اعتقالاً هنا أو هناك. من جانبه اعتبر الروائي الكبير بهاء طاهر ما حدث ردة للوراء وقال ساخراً: هذا يثبت أننا نعيش أزهي عصور الديمقراطية، إذا أضفنا إليه ما قاله خطيب مسجد «نور» الذي صلي فيه البرادعي الجمعة الماضية في المنصورة، وما حدث لطبيب الفيوم. أما الأديب يوسف القعيد فاعتبر اعتقال مهني «تصرف أحمق» من الدولة وطالبها بأن تخجل من نفسها، وأضاف: الدولة تتصور أن الناشر حلقة ضعيفة جدا، وهذا يؤكده ما فعلته مع ناشر «الزعيم يحلق رأسه» واعتقاله، فيما لم تمس أجهزة الأمن الروائي إدريس علي، وأرجع القعيد ذلك إلي تقاعس اتحاد الناشرين عن حماية الناشرين. كمال غبريال مؤلف الكتاب، قال ل «الدستور»: ما فعلته الأجهزة الأمنية يؤكد أنها لم تقرأ الكتاب، لأنه لا يحتوي علي ما يستدعي الخوف أو الخطر، فهو عبارة 146 صفحة تتضمن 18 مقالاً سبق لي نشرها علي الإنترنت، وجزء منها كان قبل التفكير في مسألة البرادعي، وصدر لي روايتان وكتابان آخران ولم يحدث لأي منهما أي مشكلة، وأوضح غبريال أنه يقيم في الاسكندرية ولم يتصل به أي شخص من الأجهزة الأمنية. وأصدرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بيانا - أمس الأول - قالت فيه: إن اقتحام منزل ناشر والقبض عليه في ظروف غامضة دون إبداء أي أسباب أو توجيه تهم واضحة بسبب كتاب عن البرادعي يعد انتهاكاً خطيراً لحرية الرأي والتعبير وينبئ بنية الحكومة علي إسكات كل الأصوات المعارضة لها والمؤيدة لحملة الدكتور البرادعي والجمعية الوطنية للتغيير. وطالبت «الشبكة» الحكومة المصرية بالتوقف عن مضايقة معارضيها وانتهاك حقهم في حرية الرأي والتعبير و أيضاً الكشف عن مصير الناشر أحمد مهني فوراً وإعلان الأسباب التي دفعت مباحث أمن الدولة لإلقاء القبض عليه والإفراج الفوري عنه ومحاسبة المسئولين عن اقتحام منزله واختطافه وإجراء تحقيق في واقعة مصادرة الكتاب واختطاف الناشر. جدير بالذكر أن هذا هو الحادث الرابع لملاحقة الأجهزة الأمنية لمناصري البرادعي، بدأت باعتقال اثنين من شباب 6 أبريل قبل وصول البرادعي بيومين، ثم تعذيب الدكتور طه عبدالعليم في الفيوم، ومداهمة مكتبة الدكتور أشرف وجدي في المنصورة. وكانت مباحث أمن الدولة قد اعتقلت فجر السبت أحمد مهني - 28 عاماً - مدير دار «دوّن» للنشر والتوزيع من منزله علي خلفية نشر الدار كتابا الأسبوع الماضي بعنوان «البرادعي وحلم الثورة الخضراء» من تأليف كمال غبريال. وفي تصريح ل «الدستور»، قال مصطفي الحسيني - شريكه في الدار- إن أحمد مهني كان خارج منزله في الثانية صباح أمس الأول السبت بصحبة بعض أصدقائه بمنطقة الحسين، وفوجئ باتصال من أحد ضباط أمن الدولة يطالبه بالعودة إلي منزله لسؤاله بعض الأسئلة، واعتقد «مهني» أن الأمر تهريجاً، فاتصل علي تليفونه بالمنزل حيث توجد والدته فقط، فرد عليه الضابط!