العنوان هو أغنية للمطربة الفرنسية إيديت بياف، وترجمته: لا.. لا شيء البتة. ربما يفهم المركز الثقافي الفرنسي، أنه لا.. لا شيء البتة يسمح لهم باستضافة مخرجة إسرائيلية في مهرجان الأفلام القصيرة المقام في الثامن من أبريل. لا شيء البتة يا حاجة فرنسا يجعلك تتعاملين معنا علي أننا ساحتك الخلفية. مثلك من الدول الاستعمارية، يجب أن يقدم اعتذارا علي جرائمه السابقة ضد الإنسانية، ونحن إما نقبل الاعتذار أو نرفضه علي حسب استشعارنا للآلام المبرحة التي تسببت فيها الدول التي تعيش حتي الآن عالة علي سرقاتها منا، لا أن تزيد علي انتهاكاتها بأن تفرض علينا صهيونية - كانت تعمل في الجيش الإسرائيلي - بوصفها مخرجة وقال فنانة. أي فنانة تلك التي قتلت نساء وأطفالا واحتلت وطنا بعد أن طردت سكانه الأصليين؟ نووو غيان دو غيااااان يا سيادة وزير الثقافة. لا شيء البتة يسوغ الاستمرار في التعامل مع سفارة تصر علي إهانتنا واستضافة مجرمة حرب، كانت عضوة في عصابة أسموها زورا جيش «الدفاع» الإسرائيلي، وترغم فرنسا أنوفنا جميعا وتأتي بها في وطننا بالعند فينا وفي فنانينا. قاتلة العزل وحارقة الأطفال هذه لن تطأ أرض مصر. بعد أن قدم المخرج أحمد عاطف استقالته من لجنة تحكيم المهرجان إثر اكتشافه لوجود مخرجة إسرائيلية، أعلن الجانب المصري لإدارة المهرجان أنه لم يعلم بأن المخرجة إسرائيلية، وذلك لأن تمويل الفيلم فرنسي، وعليه، فقد سحبت فرنسا الفيلم للمخرجة الإسرائيلية من المهرجان. وبالطبع برطمت الصحافة الفرنسية قليلا عن معاداة السامية وأدارت أسطوانتها المشروخة المقززة. ثم فوجئنا بخبر عاجل علي موقع تي في سانك (القناة الخامسة الفرنسية) يفيد بأن فرنسا نفت خبر سحب الفيلم للمخرجة الإسرائيلية. كومو يا ميسيو؟ كيف؟ لا أحد يعلم. حسنا، الجانب الفرنسي يصر علي أن يدرج فيلما لمخرجة إسرائيلية في جدول المهرجان، فما كان من كل الفنانين المصريين إلا أن انسحبوا جميعهم احتجاجا علي وجود هذه الصهيونية، علي رأسهم المخرجة كاملة أبو ذكري والفنان آسر ياسين. وأنا شخصيا أدفع ضرائب، لا أتلقي عليها أي خدمات، وتنفق علي مؤسسات الدولة التي لا أري منها خيرًا أبدًا، وبفلوسي أقول لوزير الثقافة - مع خالص تقديري لمشاعره الفياضة تجاه فرنسا -: أنا أدفع لكم مالا، وأنتم تعملون لدي، وممنوع منعا باتا، بأوامر عليا من المواطن والفنان المصري، أن تسير هذه السفاحة في شوارع مصر، أو أن تتعامل معنا فرنسا بهذا الاستخفاف والازدراء والاستهانة، جاميه جاميه: أبدًا أبدًا. سي تغيه سامبل: بكل بساطة. ما يفعله المركز الثقافي الفرنسي هو استخفاف واستهانة، بنا كدولة، وبفنانينا، وبمشاعرنا، وكسر لأنوفنا، هذه هي كرامة مصر الحقيقية وكرامة الفنان المصري التي يجب الثورة لأجلها، لا مباراة كرة قدم الفنانون قاموا بواجبهم بقي أن تتخذ وزارة الثقافة والدولة الإجراءات اللازمة تجاه دولة لم تقلع أبدا عن استعماريتها.