تحديات كثيرة تنتظر فنزويلا التي فقدت الثلاثاء زعيمها التاريخي هوغو تشافير بعد أن حكمها 14 سنة. انتخابات رئاسية من المنتظر أن تنظم خلال ثلاثين يوما حسب ما ينص عليه دستور البلاد الذي أقر غداة وصول تشافيز للحكم عام 1999. ويدير نائب الرئيس نيكولاس مادورو المرحلة الانتقالية وهو الذي طلب تشافيز من الفنزويليين انتخابه رئيسا لبلادهم في حال اضطر يوما لترك السلطة. تاريخ عودته لمزاولة عمله السياسي وأدائه اليمين الدستورية الذي كان مقررا في العاشر من يناير بعد إعادة انتخابه لولاية جديدة في أكتوبر تأجل مرارا بسبب المرض. رحل هوغو تشافير لتدخل مع غيابه إحدى أكبر دول أمريكا اللاتينية مرحلة جديدة، حضر تشافيز بعض محطاتها وهو على فراش المرض. انتخابات رئاسية ستجرى في الثلاثين يوما المقبلة بعد وفاته وفقا للمادة 233 من الدستور الفنزويلي الذي أقر غداة وصول تشافيز للحكم. نيكولاس مادورو، الذي أعلن خبر وفاة تشافيز أمس الثلاثاء، سيدير المرحلة الانتقالية حتى انتخاب الرئيس الجديد للبلاد. مادورو كان طيلة أشهر الرجل الأول في فنزويلا بتزكية من تشافيز، حتى أن الأخير كان طلب من الفنزويليين قبل مغادرته كاراكاس للعلاج انتخابه رئيسا لهم في حال اضطر يوما إلى مغادرة السلطة. كما شهد له مرارا بأنه "ثوري بالكامل" و"رجل تجربة بالرغم من شبابه". تشافيز رحل تاركا وراءه إرثا لا يمكن لخلفه محوه بسهولة: كان تشافيز يطمح إلى إنجاز مشروعه "اشتراكية القرن الحادي والعشرين" على رأس بلاده التي تملك احتياطيا نفطيا ضخما، لكن السرطان هزمه قبل أن يتحقق حلمه، كثيرون خلفه يطمحون لمواصلة مسيرته أو رسم أخرى لكن محو إرث تشافيز صعب ولن يتم بسهولة. فنيكولاس مادورو (50 عاما) وهو سائق حافلة سابق وزعيم نقابي، ليس الوحيد في المعترك السياسي لمواصلة المسار الذي أراده تشافيز لبلده، حتى أن خصوم (تشافيز) كانوا قد احتجوا على إدارته للفترة الانتقالية معتبرين أن رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيلو، الذي يطمح هو الآخر للوصول إلى القصر الرئاسي، أحق بها. رجل ثالث من معسكر تشافيز ينضم للسباق، رغم أنه ظل حتى الآن "يحترم" وصاياه بشأن نيكولاس مادورو، وهو وزير الدفاع جوزيه فيسانت رينجال. أما المعارضة التي اتهمت تشافيز ب"الديكتاتورية" لاعتماده على نظام الرجل الواحد وعلى سياسة التأميم والمعاملة القاسية لخصومه. وبأنه مغرور تسببت سياسته الاقتصادية في إهدار الكثير من عائدات النفط، فسيناريو قيامها ب"انقلاب" للاستيلاء على الحكم افتراض غير محتمل "فبعد محاولة الانقلاب التي وقعت في 2002، تم تعزيز الجيش، واحتمال حدوث انقسام داخل صفوفه ضعيف للغاية" يقول جان جاك كورليوندسكي المختص في شؤون أمريكا اللاتينية في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية "إيريس"، والذي يضيف "الأوضاع تغيرت الآن، والقيام بانقلاب عسكري في الوقت الراهن سيؤدي إلى عزل فنزويلا عن الساحة الدولية، ما سيترك نتائج خطيرة على البلاد". من سيكون خلفا لأبرز زعيم لليسار في أمريكا اللاتينية؟ وقد تختارالمعارضة لتمثيلها في الانتخابات الرئاسية المقبلة المعارض وحاكم إحدى ولايات البلاد هنريكي كابريلس (40 عاما) الذي حصل على نسبة 44 بالمئة من الأصوات حين هزم أمام تشافيز خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، والذي قال الثلاثاء تعقيبا على وفاة خصمه الدائم تشافيز كان "خصما" وليس "عدوا" رغم قسوة التبادل الكلامي بينهما. وحتى تنظيم انتخابات رئاسية خلال الثلاثين يوما المقبلة لاختيار خلفا لأبرز زعيم لليسار في أمريكا اللاتينية، انتشر الجيش في كبرى المدن الفنزويلية للمحافظة على أمن واستقرار البلاد.