علي الرغم من أن الرئيس بدا متعبا فور عودته إلي شرم الشيخ قادما من رحلته العلاجية في ألمانيا فإن مصادر مقربة من مكتب الرئيس قالت ل ( الدستور) في المقابل إن الرئيس لا يفكر مطلقا في التقاعد أو التخلي عن أداء مهامه الرئاسية. وأكدت المصادر التي طلبت عدم تعريفها أن الرئيس مبارك يعتقد أنه مازال قادرا علي تولي الحكم وأنه فقط بحاجة إلي قضاء فترة إضافية من النقاهة قبل أن يسترد كامل لياقته الطبية والصحية. واعتبرت أن الحديث عن مرض الرئيس يجب أن يتوقف علي الفور علي اعتبار أنه مازال يمارس مهام عمله وفقا للصلاحيات التي خولها له الدستور مشيرة إلي أن الرئيس ملتزم بالحفاظ علي مصالح الشعب واستكمال فترة رئاسته الخامسة. وقال مسئول ل ( الدستور) «نعم بدا الرئيس مريضا بعض الشيء لكن هذا لا يعني أنه سيعتذر عن تولي الحكم هذه كلها استنتاجات غير صحيحة ومغرضة». المقربون من الرئيس والمطلعون علي تفاصيل يومياته في منتجع شرم الشيخ المخملي علي ساحل البحر الأحمر حيث فضل أن يتوجه إلي هناك فور عودته من إقامته الإجبارية في مستشفي هايدلبرج الألماني مندهشون لقدرة الرجل علي التحمل والمثابرة. أحدهم قال لي «إنه ( الرئيس مبارك) بالطبع شخصية غير عادية بالنسبة لمن في سنه وظروف مرضه الأخيرة فهو في حالة جيدة للغاية لديه عزيمة قوية علي التعافي بإذن الله ولا يشكو ما حدث له. واختيار شرم الشيخ مكانًا لفترة النقاهة التي يتعين علي الرئيس قضاءها بأمر الطبيب لمدة أسبوعين هي أجازة إجبارية لكي يمنح الرجل نفسه فرصة لاسترداد أنفاسه ويستعيد كامل لياقته البدنية. الآن الرئيس يمضي أسبوعين من الراحة النسبية في منتجعه المفضل ومقر إقامته الرئاسي في شرم الشيخ التي باتت المقر المفضل منذ سنوات طويلة للرئيس بعيدا عن العاصمة وصخبها السياسي والإعلامي. بالإمكان القول إن الرئيس نقل إلي شرم الشيخ مكتبه المعهود في قصره الرئاسي في مصر الجديدة لا شيء هنا يبدو مختلفا عما اعتاده الرئيس سوي المكان ورمزيته وقربه من ماء البحر. هناك في شرم الشيخ لم يستطع الرئيس التخلص من أعباء مهامه الرسمية والدستورية كرئيس للبلاد فهو يمضي وقته وفقا لما روته مصادر مقربة من الرئاسة ل (الدستور) بين قراءة التقارير التقليدية التي ترده من مختلف قطاعات ومؤسسات الدولة بما في ذلك الأجهزة الأمنية والرقابية والحكومة وبين إجرائه سلسلة اتصالات هاتفية إما ردا علي مكالمات سابقة لزعماء أجانب ومسئولين في الخارج سارعوا إلي الاطمئنان عليه أو للاستسفار من رئيس الحكومة أو أحد الوزراء المعنيين عن تفصيلات قضية ما أو ملف ما معروض علي مكتب الرئيس. و اعتذر مكتب الرئيس لعدد من القادة والزعماء العرب عن استقبالهم لدي عودتهم من القمة العربية التي اختتمت أعمالها مؤخرا في مدينة سرت الليبية علما بأن أحمد نظيف رئيس الحكومة وأحمد أبوالغيط وزير الخارجية أبلغا عدة وفود عربية أعربت عن رغبة قادتها في الاطمئنان شخصيا علي الرئيس أن القاهرة مستعدة لاستقبالهم فور انتهاء فترة النقاهة أي بعد أسبوعين من الآن. الرئيس الذي سيخضع لفترة نقاهة حتي منتصف الشهر المقبل قلص جدول أعماله اليومي المعتاد فيما لن يجري أي مقابلات رسمية خلال هذه الفترة إلا للضرورة القصوي لكن هذا لا يعني وفقا لمصادر الرئاسة أن الرئيس لا يمارس عمله كرئيس للبلاد. وأوضحت المصادر أن الرئيس الذي بدأ يستعيد عافيته مازال في حاجة إلي بعض الوقت للراحة لافتة إلي أنه ليس صحيحا أنه سيقوم قريبا بافتتاح المرحلة الثانية من إنشاءات طريق «الصعيد البحر الأحمر»، الذي أعلن الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار، أن الرئيس وعد بافتتاحه شخصياً أوائل أبريل المقبل.