لم أطالب بتنحي مرسي.. ولا تزال هناك فرصة ليصلح "الفرعون" من نفسه ويصبح ديمقراطيا الشعب بدأ يستغرق في ذكريات عصر مبارك وهو ما يفسر مدى الإحباط الذي وصل إليه
لم نرفض الحوار أبدا لأنه السبيل الوحيد لخلاصنا لكن قبل البدء في أي حوار وطني يجب إظهار حسن النوايا في حواره له مع شبكة "سي إن إن" قال الدكتور محمد البرادعي إنه لا يريد من مرسي أن يتنحى على الإطلاق، مضيفا أن الكثير من المتظاهرين يطالبونه بالتنحي مدفوعين بغضبهم الشديد، مضيفا أنه يريد أن تتقدم البلاد.
وأكد البرادعي وصفه مرسي ب"الفرعون"، مستطردا أنه لا تزال هناك فرصة ليصلح مرسي من نفسه ويصبح ديمقراطيا. موضحا أن تكون رئيسا ديمقراطيا يشبه حصولك على رخصة قيادة لا تكون رخصة مدى الحياة، فبمجرد تسببك في حادث مروري مروع تسحب منك هذه الرخصة، كما فعل مبارك، وفقا للبرادعي.
البرادعي أضاف أن الشعب بدأ يستغرق في ذكريات عصر مبارك، وهو ما يفسر مدى الإحباط الذي وصل إليه. متابعا: "يقولون كان لدينا قمع ولا يزال لدينا قمع، كان لدينا تعذيب ولا يزال لدينا تعذيب، كان هناك افتقار للفرص الاقتصادية ولا نزال نفتقر إليها، كان هناك غياب للعدالة الاجتماعية، ولا يزال هذا قائما. لكن على الأقل كان هناك نظام وانضباط، ونمو بنسبة 70%".
وقال البرادعي إن الشعب يردد أنه لم يصبح أفضل الآن، لكنهم في الوقت ذاته لا يريدون عودة مبارك لقد قاموا بثورة ضده، مضيفا أنه إذا لم يطور مرسي من نفسه لن يجلس الشعب ويرثى حاله.
كما أضاف البرادعي: "مصر حاليا دولة فاشلة، لقد احتلت المركز 54 العام الماضي في قائمة الدول الفاشلة، وهي الآن في المركز 31. وأنه ليس شرفا أن نكون بين الدول الفاشلة". متابعا أنه وفقا لجميع المؤشرات، يثبت عدم وجود القانون والنظام والأحزاب السياسية وحقوق إنسان محترمة والفرص الاقتصادية، أننا دولة فاشلة.
البرادعي قال إنه من المتوقع أن نتعثر اقتصاديا خلال أشهر، وإن مصر تحولت إلى دولة شبيهة بدولة ميليشيات. موضحا: "مصر دولة فاشلة، لكن يمكننا تغييرها".
وأضاف أنه لم يرفض أبدا الحوار الوطني، مستشهدا بمكالمة مرسي له عندما كان في البرازيل منذ شهر ونصف تقريبا، وعودته على الفور للاجتماع معه ومع كافة رموز المعارضة السياسية. متابعا: "لم نرفض الحوار أبدا، أنه السبيل الوحيد لخلاصنا"؛ مؤكدا أنه كما قال ويقول دائماإنه قبل البدء في أي حوار وطني يجب إظهار حسن النوايا.
وفي تساؤل عن ترحيبه بمزيد من الدعم الذي عرضته الولاياتالمتحدة لحركة المعارضة وهل يعد ذلك مثمرا، قال إنه يعتقد إن الأمر يعتمد على ما يعنيه بالدعم؛حيث يتوقع أن الحكومة ستبدأ في اعتبار القيم التي تؤمن بها،وأنها عندما ترى ديكتاتورا ودستورا ديكتاتوريايخل بتوازن القوى وينتهك حرية الاديان ينبغي عليهم قول ذلك. لكن ذلك يختلف عن التدخل في طريقة إدارة الفترة الانتقالية وطريقة إدارة تطور النظام السياسي في مصر.
وتطرق إلى قرض صندوق النقد موضحا أن مصر في أمس الحاجة إلى قرض صندوق النقد الدولي لأنني تحدثت مع الجميع في أوروبا والخليج والهم يرفضون وضع الاستثمارات والأموال في مصر ما لم يتم الحصول على القرض. ولكن المؤسسة الدولية بدورها تحتاج إلى شهادة ثقة في الاقتصاد المصري المتدهور يحتاجون لرؤية أساسيات الاقتصاد في الاتجاه الصحيح حاليا.
كما أعرب عن حزنه الشديد بشأن الفتوى ضدهالتي تتضمن إباحة دم أعضاء جبهة الإنقاذ، وأكد أن هذه الفتوى لم تخيفه شخصيا؛ لكنها أرعبت عائلته وقيدت قدرته على الحركة؛لافتا إلى أن ما يشعرهبالحزن هو أننا وصلنا إلى هذه المرحلة من استخدام وإساءة استغلال الدين، وهذا المستوى من العنف وإعطاء الرخصة للقتل باسم الإسلام.
واختتم حديثه مؤكدا أن "المجتمع المصري يحتاج ان يكون اكثر انفتاحا وتسامحا وشمولية".