بعد مشاهدة الأربع دقائق المحذوفة من نهاية فيلم «البريء» تحفة «وحيد حامد» و«عاطف الطيب» علي موقع Youtube.. لن تملك سوي التعجب من المنطق الذي استند إليه بتوع الرقابة في ذلك الحذف الذي يُعد جريمة فنية مكتملة الأركان تستوجب العقاب والحساب.. فهم لا يستنكفون مشاهد التعذيب والسحل والفساد التي تحدث في المعتقل علي أيدي قائده العقيد «توفيق شركس» أو «محمود عبدالعزيز».. هم لا يستنكفون حقيقة أن معظم المساجين في المعتقل من الكُتَّاب والفلاسفة وأصحاب الرأي والأبرياء.. هم لا يستنكفون مشهد تلبيس العِمَّة للجنة حقوق الإنسان التي زارت المعتقل الذي تم تظبيطه استعداداً لتلك الزيارة ليبدو أشبه بالمنتجع المخصص للراحة وللتأمل الفكري وليس للتعذيب والفساد والإهانة وانتهاك الآدمية.. هم لا يستنكفون شقلبة الحقائق في أذهان «أحمد سبع الليل رضوان الفولي» أو «أحمد زكي» ورفاقه واستغلال جهلهم وسذاجتهم في جعلهم يعتقدون أن هؤلاء المفكرين والكُتَّاب وأصحاب الرأي والطلبة هم أعداء الوطن.. هم لا يستنكفون كل هذا الفساد وكل تلك التجاوزات.. هم فقط يستنكفون مشهد النهاية المتمثلة في إطلاق «أحمد سبع الليل» النار من بندقيته علي القائد «توفيق شركس» ودلاديله وألاضيشه وتابعيه بعد فهمه الحقيقة ومعرفته من هم أعداء الوطن الحقيقيين.. وكأن الرسالة المراد إيصالها لنا من خلال ذلك الحذف الهمجي لمشهد النهاية.. «إحنا عارفين إن فيه تجاوزات وفساد في المعتقلات.. بس بالنسبة لدفع هؤلاء الفسدة لثمن فسادهم.. فده اللي مالناش دعوه بيه.. وده اللي ما يصحش نشوفه علي الشاشة».. وهكذا.. يتأكد لنا أنه بالفعل.. «اللي علي راسه بطحة.. بيحسس عليها»!