الإخوان يبدؤون سياسة «العنف المنظم» تجاه معارضي الجماعة

خطف وتعذيب ثلاث من القيادات العمالية بالمحلة لمنعهم من التظاهر ضد مرسى ونظامه

يبدو أن العنف المنظم أصبح هو اللغة الرسمية فى تعامل الدولة مع معارضيها فى زمن الإخوان، فقد أعلنت رابطة عمال المحلة إدانتها لما تعرض له بعض القيادات العمالية فى الأونة الأخيرة، حيث تلقى بعضهم تهديدا بالقتل وتعرضوا للاعتداء بالضرب، حيث اعتبرت الرابطة أن ما يتعرض له القيادات تكميما للأفواه وشلا للنشاط العمالى، معلنة استمرارها فى كشف الفساد وإحياء قطاع الغزل والنسيج مرة أخرى «قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة» حسبما جاء فى بيان لها أمس (الإثنين).

أحد القيادات العمالية بالمحلة، أكد أنه تلقى عديدا من التهديدات خلال تظاهرات «جمعة الرحيل» 8 فبراير 2013 بالمحلة فى أثناء هتافه ضد المرشد والنظام الحالى، مؤكدا أن هناك أكثر من شخص طالبه بعدم الهتاف فى أثناء التظاهرات، قبل أن يهمس أحدهم فى أذنه بقوله «الدور عليك».

القيادى العمالى -الذى فضل عدم ذكر اسمه- قال إنه فى أثناء عودته إلى منزله بعد انتهاء فاعليات التظاهرات، حاصرته 7 دراجات بخارية ونزل منها مجموعة من البلطجية اعتدوا عليه بالضرب، واختصوا رجله بالضرب الشديد، وقالوا له بالنص «المرة دى قرصة ودن.. ضربنا رجلك بس.. المرة الجاية هنكسرهالك». محمد الأبيض، قيادى عمالى يعمل بشركة «غزل المحلة» وله نشاط سياسى معروف ضد النظام السابق والحالى، عثر أهالى منطقة الترعة بمدينة المحلة الكبرى عليه، وهو غائب عن الوعى وملقى وسط الزراعات، وتبين وفق أقوال شهود عيان أنه تعرض للضرب والتعذيب بشدة، وذلك عقب عودته أيضا من تظاهرات جمعة الرحيل التى شارك فيها وقاد فيها العمال ضد سياسات النظام الحالى.

الأسلوب ذاته تمت ممارسته مع محمد جمال، أحد عمال شركة «غزل المحلة»، حيث عثر عليه وهو مصاب بكدمات وسحجات فى أماكن متفرقة من جسده.

رئيس الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة كمال أبو عيطة، قال تعليقا منه على هذه الأحداث، إن الإخوان يخططون جيدا ويقومون بانتهاك جميع حقوق العمال، لافتا إلى أن هذا متعمد وليس على الصعيد العمالى فقط، بل السياسى أيضا «حيث يضعون أعينهم على أبرز المتظاهرين ويتم التخلص منهم عقب الفاعليات والتظاهرات بمجرد ابتعادهم عن التجمعات.. فتاريخ الإخوان يعبر عن تلك السياسة ولا يجعلنا نستبعد ذلك.. فالجماعة تخطط بعنف للتخلص من المتظاهرين، خصوصا القيادات منهم».

أبو عيطة أضاف ل«الدستورالأصلي» بقوله «ما يؤلم الإخوان ويثير تخوفاتهم هو عدم وجودهم فى الوسط العمالى لأنهم فقراء على صعيد الحركة العمالية نظرا إلى توجههم الرأسمالى وسعيهم إلى الكسب من ورائها لذلك يحاولون تحجيمها أو السيطرة عليها وهذا واضح من خلال أدائهم ووزيرهم بالقوى العاملة والهجرة فى اتحاد العمال، فضلا عن التحركات العنيفة تجاه قيادات المحلة وغيرهم».