لا يتوقف دور الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان علي تقديم الدعم القانوني لضحايا انتهاكات حرية الرأي والتعبير في مصر، لكنها تتولي من خلال فريق محترم من الباحثين متابعة ورصد وتحليل هذه الانتهاكات علي المستوي العربي في سلسة دراسات وتقارير مهمة. وقبل يومين أصدرت الشبكة العربية تقريرها المهم عن الإنترنت في العالم العربي «شبكة اجتماعية واحدة ذات رسالة متمردة»، فنال نصيبه من الاهتمام محليًا ودوليًا باعتباره لطمة مركزة علي وجه الحكومات التي تعذب وتختطف وتعتقل مستخدمي الكيبورد! علي أن هذا التقرير الذي أعلن بنقابة الصحفيين قبل ثلاثة أيام، لا يمكن اعتباره إلا جهدا بارزا لفريق من الحقوقيين والباحثين، يقفون بحسم ضد قمع حرية استخدام الإنترنت، وهو أداة علي الرغم من حداثته إلا أن التقرير قال إنه يتصدر أحد أهم مشاهد المقاومة ضد الفساد والاستبداد في المنطقة العربية. هذا التقرير تم بجهد جماعي لباحثين من داخل الشبكة العربية وخارجها، منهم عمرو مجدي وشاهيناز عبد السلام وفيفيان مراد وأحمد منصور ومحمد عبد الله وسارة عبد الغني وابتسام تعلب، علي أن جمال عيد، ومدير الشبكة العربية، هو الذي ترأس فريق إعداد التقرير، وهو الحقوقي البارز الذي ينحاز لضرورة مساندة المدونين ونشطاء الإنترنت في مصر والعالم العربي، مثمنا دورهم في كشف مساحات أكبر من القمع الذي تمارسه الديكتاتوريات العربية باعتباره عادة يومية تشبه عادة تدخين السجائر واحتساء القهوة في الصباح! يقول عيد إنه حتي إذا كان عدد المهتمين بالشئون السياسية من مستخدمي الإنترنت عربيا بضعة آلاف من النشطاء والمدونين، من إجمالي 58 مليونا، إلا أن هؤلاء النشطاء والمدونين المصريين والعرب علي قلة عددهم ونسبتهم المحدودة مقارنة بعدد المستخدمين نجحوا فعلا في تسليط الضوء علي فساد وقمع حكوماتهم التي أعيتها الحيل لكبح جماح الداعين إلي الحرية من النشطاء والمدونين الذين كسبوا تعاطف قوي وحركات المعارضة في الداخل والخارج. ويذهب التقرير الذي أعده عيد وزملاؤه إلي القول: «تحركت كرة الثلج، ولم يعد بالإمكان وقفها، وفي تحركها لن تظل علي حالها أو حجمها، بل سوف تتضخم وتطيح في طريقها ما كان يمثل عقبة كبيرة في السابق، هذا هو التوصيف الأفضل للدور الذي يلعبه الإنترنت في العالم العربي الآن».