فور انتهاء محمد مرسى من خطابه مساء أول من أمس (الأحد)، وجه عدد كبير من معتصمى ميدان التحرير انتقادات حادة للغة الخطاب والأسلوب الذى تحدث به مرسى وما حملته كلماته من نبرة واحدة فى تهديد المتظاهرين وتوعدهم، وهو ما دفعهم إلى المطالبة بوضوح برحيل مرسى من منصبه، بعد إصراره على التعامل بعنف مع المحتجين، وتوجهه بالشكر إلى جهاز الشرطة على عدد القتلى الذين أسقطهم فى بورسعيد والسويس والإسماعيلية، وإعلانه حالة الطوارئ فى ردة واضحة على أهداف الثورة، ووصفه للمحتجين بالخارجين على القانون، حيث اعتبر معتصمو التحرير أن مرسى أصبح لا يرى الشارع المصرى ويتجاهل مطالبه. أحد شباب المعتصمين، يدعى محمد مصطفى، قال إن فرض قانون الطوارئ أمر مرفوض، وإن استخدام العنف ليس حلا لكنه يزيد من اشتعال الأزمة، مطالبا مرسى بالاعتبار مما حدث فى مثل تلك الأيام منذ عامين فى مواجهات المتظاهرين والداخلية، حيث فرض الشباب حظر التجوال على الشرطة نفسها، مضيفا أن مطلب الميدان بعد سقوط عديد من الشهداء هو رحيل النظام بأكمله، مؤكدا تضامن شباب ميدان التحرير مع كل محافظات الجمهورية ضد أى أعمال عنف أو سقوط المزيد من الشهداء والمصابين.
مصطفى أشار إلى ضرورة رفض القوى السياسية لدعوة الحوار التى أعلنها مرسى، لافتا إلى أن الحوار هو مجرد مساومات على دماء الشهداء، كما فعل الإخوان عندما التقوا عمر سليمان فى الأيام الأولى لثورة يناير، مضيفا أن شباب الميدان يعتبر كل من يتفاوض مع مرسى قبل القصاص هو خائن لدماء الشهداء التى سالت فى كل محافظات الجمهورية.
بينما انتقد خالد حسين، أحد المعتصمين، أسلوب مرسى فى إلقاء خطابه وتهديده للمصريين، وتوجهه بالشكر إلى وزارة الداخلية، وتأكيده استخدام القوة فى التعامل مع المتظاهرين، مؤكدا أن هذا الأسلوب لن يجدى نفعا مع المتظاهرين وشباب الثورة فى كل المحافظات، «لأنهم لا يخافون ولا يهابون من سلطة»، معتبرا أن مصير عناد وغطرسة مرسى هو رحيله ورحيل نظامه مهما طال بهم الوقت.
حسين أكد أن مرسى الآن أصبح مثل مبارك بالضبط قبل عامين، «لا فرق بين النظامين فى التعامل مع مطالب الجماهير الغاضبة، خصوصا أن مرسى فى خطابه لم يتطرق إلى الحديث عن مطالب الثوار، بينما تعمد إظهار الصورة بأن كل من فى الشارع هم البلطجية، وهذا يتعارض مع الواقع»، مطالبا مرسى بمحاسبة المسؤولين عن قتلة الشهداء، وليس دعمهم، وعلى رأسهم وزير الداخلية.
بينما أوضح عمرو محمد أن استمرار التظاهر هو الحل الوحيد لمواجهة النظام الحالى، مؤكدا أن الثوار يرفضون التخريب والعنف والاعتداء على المنشآت العامة، مضيفا أن هناك دعوات الآن تتم مناقشتها بين المعتصمين وشباب المتظاهرين بالتعاون مع القوى السياسية المختلفة بالحشد والتظاهر الجمعة القادمة أمام قصر الاتحادية، بالإضافة إلى استمرار الاعتصام والتظاهر فى ميدان التحرير.